آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

16 و17 رمضان.. نقطة فاصلة في المشهد اليمني!!!
بقلم/ د. عبد الملك الضرعي
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 7 أيام
السبت 20 أغسطس-آب 2011 08:16 ص

في يوم السادس عشر من شهر رمضان وجه الرئيس صالح كلمة إلى مؤتمر القبائل الموالية للسطة تحت اسم المؤتمر العام لقبائل اليمن المنعقد في مدينة الثورة الرياضية ، وقد اشتمل الخطاب على عدد من المحاور المتصلة بالوضع اليمني الراهن ، ودون شك أن الكثير منا استمع إلى ذلك الخطاب ، وسوف نحاول في الأسطر التالية تقديم ملاحظات عامة حول الخطاب والمؤتمر وكذا الاجتماع التأسيسي للجمعية الوطنية وذلك كما يلي:

أولاً: من خلال متابعة وقائع المؤتمر الذي روجت له وسائل إعلام السلطة منذ اسبوع لضخامته عدد وعدة والذي سيمثل زحفاً للقبائل من مختلف مديريات وعزل الجمهورية نحو صنعاء ،ولكن بعد إذاعة جلسات المؤتمر تبين أن هذا المؤتمر القبلي محدودة الأهمية ، حيث حضرت بعض الرموز القبلية الغير فاعلة قياساً بحجم ومستوى الحشد القبلي الذي اجتمع قبل ذلك في معسكر الفرقة الأولى مدرع والمؤيد لثورة الشباب، أما بقية الحضور في مدينة الثورة الرياضية فهم ضيوف عاديون من قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام التي لاعلاقة لها بالمكونات القبلية الفاعلة في الساحة اليمنية وغالبيتهم من المعتصمين في مناطق مختلفة بأمانة العاصمة ، ومن ثم عكس ذلك المؤتمر وعشوائية تنظيمه وضيوفه وطبيعة خطابه التحريضي الفشل الذريع للسلطة الحاكمة في حشد القبائل لمواجهة التيار القبلي المؤيد للثورة ، وكان ذلك المؤتمر كإحتفالية عادية للحزب الحاكم ، حملت تهديداً واضحاً بإشعال الحرب الأهلية ، والأخطر من ذلك أكدت وثائق المؤتمرعلى عجز السلطة بقواتها المسلحة والأمن في معالجة الملفات الأمنية ، وبشكل انتهازي عُرض دعم تلك القبائل المباشر للسلطة ، ودون شك لن يكون ذلك دون ثمن ، ومن عجائب ذلك المؤتمر الإرتباك والتوترالذي ظهرعلى وجوه المنظمين والمشاركين في القاء الكلمات والمحيطين بمكيرفونات المنصة والتزاحم والعشوائية في فقرات المؤتمر، تلك المشاهد جميعها قدمت صورة مخيبة للآمال لما تبقى من أنصار الرئيس صالح!!! وخلاصة الأمر يمكن القول أن ذلك المؤتمر غابت عنه القبيلة اليمنية برموزها وشخوصها المؤثرة وحضرفيه الحزب الحاكم برموزه وشخصياته التقليدية.

ثانياً: بالنسبة لخطاب الرئيس ، حمل الخطاب مجموعة من القضايا منها لأول مرة يحاول الرئيس استمالة شباب التغيير من خلال بعض الكلمات ووصفهم بشباب التغيير وليس (التغرير) كما كان يقول في السابق، وهو يهدف من خلال ذلك إلى التأثير في مواقف بعض شباب الساحات، ثم حاول الوقيعة بين الشباب وقوى التغيير الأخرى التي وصفها بسارقة مشروع الشباب ، وإذا كان جاداً في تلبية مطالب الشباب فليبدأ مباشرة بإحالة المئات من ملفات الفاسدين المجمدة بأوامر عليا في هيئة مكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة إلى النيابة والقضاء ، كون واحدة من مطالب الشباب منذ البداية محاربة الفساد والفاسدين ، فهل يستطيع الرئيس صالح تلبية ذلك الطلب ، كماتكلم عن بعض القضايا التاريخية بداية بما وصفها بالإنجازات ، وكان أبرز الأخطاء نقد الدور المصري الذي ساند الثورة اليمنية وكأنه مشروع تأمري!!!وهذا الخطأ في غاية الخطورة لأنه يشكك في الدور المصري في اليمن إبان ثورة سبتمبر،وهاجم المعارضة بشكل عنيف مستخدم ألفاظ وتهم مختلفة بما في ذلك تحميلهم مسئولية الأزمات الخدمية والاقتصادية التي يعاني منها المواطن اليمني اليوم ، ومن الأخطاء الكبيرة الإشارة إلى شخص المرحوم فيصل بن شملان بقوله استأجر المشترك مرشح للرئاسة !!!، كما أشار إلى استعراضات بعض الأشخاص في المواكب ، مع أن هذاحال غالبية القيادات القبلية والحزبية التي كان الخطاب موجه إليها في نفس القاعة ، بل أن غالبية مواكب هؤلاء حراسات معروفة وممولة من موازنة الدولة وبتوجيهات من السلطة!!! كما أكد على ضرورة إحترام النظام والقانون وذلك القول طيب ، لكنه يتناقض مع واقع قيام السلطة باختراق النظام والقانون لعقود من الزمن ، وقائمة الإختراقات القانونية بتوجيهات عليا يصعب سردها في موضوع واحد ، كما أن الشكوى غير مبررة لأن حزب المؤتمر الشعبي الحاكم لازال ممسكاً بزمام السلطة ولديه القوة العسكرية والقانونية التي يستطيع من خلالها فرض النظام والقانون ، أما تحميل الآخرين اختراق النظام والقانون وكأن الحزب الحاكم في المعارضة فذلك مالا يقبله عقل ، يضاف إلى ذلك وصفه الثقافة القبلية بالمقيتة.

ثالثاً: يوم 17رمضان وهو اليوم الذي أعلنت فيه المعارضة الجمعية الوطنية والمجلس الوطني ، رمزية هذا اللقاء أنه جمع شخصيات اعتبارية من مختلف شرائح المجتمع ومحافظات الجمهورية ، كما امتاز بتغطية واسعة وتنظيم ملحوظ ، يضاف إلى ذلك الحضور الواسع للمرأة ، ، إن ذلك الإجتماع وإن لم يحقق تحولاً ميدانياً في الوقت الحاضر لأن الحزب الحاكم لازال يملك يراهن على حكم البلد بالإكراه والقوة العسكرية ، وبالتالي سيمنع أي دور ميداني للمجلس الوطني ولو بتفجير المواجهة العسكرية ، لذا سيظل دوره محدوداً حتى تصبح هناك إمكانية لممارسة دوره السياسي ، وعلى الرغم من كل ذلك فقد قدم صورة إيجابية للتحول المنشود في المستقبل القريب بإذن الله.

أخيراً ما سبق مثل ملاحظات موجزة عن خطاب الرئيس وطبيعة مؤتمر القبائل المؤيدة للسلطة ، ويمكن القول أن الصورة الإجمالية للمؤتمر وخطاب الرئيس تؤكد للمتابع للشأن اليمني عن وجود إرباك لدى السلطة الحاكمة في مواجهة قوى المعارضة ، وخاصة أن المؤتمر جاء كخطوة استباقية تحمل التهديد والوعيد لإعلان الجمعية الوطنية التي تتبناها العديد من قوى المعارضة ، وتمثل تلك الإجراءات والحملة الإعلامية والعسكرية تخوفاً غير مسبوق من عواقب توجهات المعارضة على السلطة الحاكمة ، كما أن حجم الحضور ومستواه يعكس أيضاً تفكك عرى أنصار السلطة وحصرها في مجموعة من قيادات وقواعد الحزب الحاكم والمستفيدين من السلطة بشكل أساسي ، وفي المقابل مثل التنظيم والتغطية الإعلامية والشخصيات المكونة للجمعية الوطنية تفوقاً سياسياً واجتماعياً وجغرافياً للمعارضة ، وعلى الرغم من محدودية الأثر المباشر ميدانياً للجمعية الوطنية والأجهزة المنبثقة عنها ، إلاَّ أنها أظهرت تخوفاً غير مسبوق لدى الحزب الحاكم خشية تأثير هذه الخطوة على شرعيته وسلطته ، لذلك يتوقع أن تكون ردود فعل السلطة عنيفة في مناطق المواجهات المسلحة في عدد من المحافظات ، وقد تلجأ السلطة إلى الرد أمنياً داخل أمانة العاصمة ، وذلك بغية إثبات أن الحزب الحاكم لازال الأقوى والممسك بزمام المبادرة السياسية أو العسكرية ، نرجوه تعالى أن يولي علينا خيارنا ويدفع عنا الأشرار أنه على ما يشاء قدير. 

aldurae@gmail.com