الكيان الصهيوني يستعد لـ”السيناريو الأسوأ” وتقرير بريطاني يكشف ما يفعله تحت القدس حقد حوثي دفين ..هذا ماحصل اليوم لخطيب مسجد في إب طلب من المصلين اقامة صلاة الغائب على الشيخ عبد المجيد الزنداني عالم الزلازل الهولندي يحذر من اليومين المقبلين.. ويكشف مكان الخطر القوات الملكية البريطانية تكشف حقيقة استهداف وإصابة سفينة قبالة سواحل المخا اليمنية عبد الملك الحوثي يستدعي قيادات سلطته الانقلابية في صنعاء الى صعدة وبرلماني متحوث :هل يُسألون عما اقترفوه..أم لإعادة إنتاج الظلم؟ الاعلان عن حادث بحري قبالة سواحل المخا الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية
الأوضاع المعقدة التي يعيشها اليمن حالياً دفعت بالكثير من الأفراد والجماعات والقبائل والمناطق إلى التسابق في تشكيل المكونات الاجتماعية والسياسية المختلفة والتي يتم الإعلان عنها ، اذ يكاد لا يمر اسبوع الا ونسمع عن ميلاد هذا الكيان او ذاك، ويلحظ تسابق مستمر ومتزايد في اشهار هذه التشكيلات وعلى وجه الخصوص في المدن الكبيرة مثل صنعاء وعدن وحضرموت وحضرموت . ففي عدن وحدها تم رصد حوالي 27 تشكيل تقريباً تم استحداثها خلال فترة الثلاثة الأشهر الماضية أبرزها تجمعات شبابية سياسية واهلية وتخصصية، وقد لوحظ أن معظمها تكرر نفسها من حيث تقارب التسميات أو نفس الأفراد الذين ينتمون الي أكثر من مكون أو من حيث أهدافها وبرامجها وأنشطتها. وحتى اللحظة لم نلحظ نشاط ملموس لمعظم هذه التكوينات.
وعليه سوف نتناول هذه الموضه ان جاز التعبير من حيث الأسباب والأبعاد العامة لوجودها ، ويظهر أن هذا الاندفاع يحمل في طياته مؤشرات ايجابية بوصفها محاولات نحو التجمع المنظم والعمل المشترك وهي صفة اجتماعية مشروعة بمعنى الأقرار بأهمية تنظيم المجتمع، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هي تعبير منتفض عن الواقع الاجتماعي الممزق الذي يعيشه مجتمعنا اليمني.
فالأوضاع التي يمر بها اليمن يكتنفها الغموض والتداخل، الأمر الذي ينذر بمخاطر يخشاها الناس. وبالتالي نجد كل طرف من هؤلاء يحاول البحث عن مداخل آمنه يستطيع من خلالها درّ المخاطر عنه وتفتح له أفق ضمان استعادة الوضع الطبيعي. اذ يبدو أن الوضع السابق قد شوه القيم الاجتماعية التي باعدت بين مكونات المجتمع السياسية والاجتماعية والمهنية والجهوية وأفرغتها من مضامينها العامة ، هذا ما كرس النزعة الفردية وأصبحت المصالح الذاتية أو الشخصية محور النشاط العام للافراد والجماعات المختلفة .
فتجربة العمل الجماعي من جمعيات وأحزاب ومنظمات نقابية ومهنية لم تحقق المكاسب والمصالح العامة التي تواجدت من أجلها بالقدر المتأمل منها. واحتكرها قلة من الناس لتمرير مصالحهم الذاتية واستغلوا تواجدهم في المواقع القيادية لهذ التكوينات، لتحقيق مصالحهم على حساب العامة، وهذه ثقافة ربما تكون الدافع وراء بعض من يسعون حاليا لمثل هذه الكيانات الجديدة. ورغم تأكيدنا إلى أهمية بناء الكيانات الاجتماعية والسياسية والثقافية ودورها في المجتمع. إلاّ أن سرعة وتعدد هذه الكيانات التي لا تختلف في برامجها وأهداف أو تكرارها بصور ومسميات مختلفة، جاءت تعبيرا عن حالة الفراغ الاجتماعي والسياسي والأمني الذي يعيشه المجتمع، ولن تبقى منها الا تلك التي جاءت تعبيرا عن حاجة ملحة ودراسة موضوعية، تثبت نجاحها على ارض الواقع. وإجمالاً يمكن تفسير هذه الموضة الملفتة للانتباه في الآتي:
- الرغبة في العمل المشترك
- مجارية ما يقوم به الآخرين (محد احسن من حد)
- حب الذات والظهور/ الفرد/ الجماعة
- تأمين مداخل المشاركة في أي استحقاقات قادمة
- إيصال رسائل مختلفة إلى أطراف عدة
- محاولة الحصول على الدعم المالي
- درّ المخاطر المحدقة بالواقع.
وعليه أن تأسيس هذه الكيانات حق مشروع وضرورة موضوعية ينبغي أن تتم في الاتجاه الصحيح وأن تبنى على عمق الفكرة وتحديد الأهداف واختيار المسميات الدالة، ليس ذلك فحسب بل والاهم هو اختيار من يقوم في التحضير لها وحسن اختيار القائمين عليها.
*ناشط اكاديمي
رئيس مركز مدار للدراسات الاجتماعية .. عدن