طريقان لا ثالث لهما أمام قناة بلقيس
بقلم/ توكل كرمان
نشر منذ: شهر و يومين
الأحد 11 مايو 2025 03:50 م
 

قبل عشر سنوات من الآن، ظهرت قناة بلقيس بهوية ورؤية واضحتين. ومثل كل المشروعات الطموحة والكبيرة لم تكن البداية مفروشة بالورد، فالبلد كان قيد التفجير، ولم يمر وقت طويل حتى بدأت المليشيات في تخريب وتدمير كل شيء .

كان أمام قناة بلقيس طريقان لا ثالث لهما، أما تجاهل ما يحدث، والعيش تحت سلطة المتغلبين الجدد بأمان، أو الانحياز للوطن واستقلاله وحريته والتعبير عن طموحات اليمنيين في التغيير وفي بناء دولة ديمقراطية حديثة تسعى لخدمة مواطنيها دون تمييز، وتحمل تبعات ذلك.

بدون تردد، اختارت بلقيس الوطن والجمهورية والثورة ودفعت كل الأثمان اللازمة، وما تزال تدفع ثمن عدم سكوتها على عمليات تجريف البلاد حتى اليوم.

خلال عقد كامل، واجهنا تحديات مختلفة وأسهمت تعقيدات المشهد السياسي اليمني في وضع العراقيل أمام حركتنا وأنشطتنا، لكن تلك العراقيل لم تفلح في تغيير سياستنا. لقد آمنا بحقنا في تقديم إعلام محترم ولم نكن لنوافق على أي مساومات. في خضم تلك التحديات التي واجهتها بلقيس وواجهها الإعلام اليمني بشكل عام، شكلت عبارات التشجيع والمؤازرة التي تصل إلينا من كل مكان في اليمن وخارجه دعما كبيرا لا يمكن تجاوزه، إذا كان الناس معك لا تهتم بساكني الكهوف والقصور، فهم واتباعهم لا يمثلون شيئا ذا قيمة.

على الجانب الاخر، كان لدى بلقيس التزام باحترام الآراء الناقدة شريطة أن يكون هدفها تحسين الاداء وتصويب الاخطاء، ففي النهاية ما دمت تعمل فأنت معرض للخطأ. 

على مدى تلك الرحلة المضنية عاشت بلقيس والعاملين فيها كل اللحظات الممكنة، وتبقت لحظة واحدة ينتظرها الجميع،وهي أن تعود لصنعاء عاصمة لليمنيين للبث من هناك، وهي حرة ومستقلة وصاحبة سيادة. 

فخورة بالصحفيين والمحررين والعاملين الذين اسهموا في نجاحات القناة منذ تأسيسها حتى اليوم. لكل واحد منهم جزيل الشكر وعظيم التقدير.