هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
شاهد.. اسرائيل تستهدف أهم وأكبر حقل غاز تتقاسمه إيران وقطر واندلاع حريق ضخم
السعودية تقود تحركا دوليا لمنع التصعيد العسكري بالمنطقة
جيوسياسية.. هل تمكنّت إسرائيل من تدمير المشروع النووي الإيراني وما خطر الإشعاع النووي المحتمل على دول الخليج ؟
الدولار يتخطى 2600 ريال لأول مرة ''أسعار الصرف الآن''
ماذا حدث لمنشأة قُم النووية بعد استهدافها من إسرائيل؟
إيران تتحدث عن مصير المفاوضات النووية مع أمريكا
انطلاق ''قافلة الكرامة وكسر الحصار عن غزة'' من لبنان وستعبر عدة دول عربية
طقس مغبّر وحار نهاراً بالمناطق الساحلية والصحراوية وأمطار بالمرتفعات الجبلية
إيران تعلن مقتل اثنين من كبار قادة الجيش
محافظة الجوف منشأ التاريخ والحضارة اليمنية والتي لا تخلو قرية أو مديرية من آثر أو شاهد تاريخي، ولكثرتها تجدها بارزة على وجه الأرض ونادرا ما تكون مطمورة. الجوف التي امتد أثرها الحضاري حتى النيل وبلاد الرافدين في العراق. الجوف ذات البنية القبلية والتجمع القوي المنظم، ذات العادات والتقاليد الحسنة، التي ينظم علاقتها بين أبنائها والآخرين قوانين وأحكام عرفية مستمدة من دين الإسلام الحنيف، فيها الكثير من الترابط سواء كان بين أبناءها أو بينها وبين القبائل الأخرى، التي داعيها واحد هو نصرة المظلوم وعونه، همشتها الإمامة الكهنوتية كثيرا ومنعت عنها التعليم حتى تستطيع حكمها بالجهل والخرافة، وحتى تستطيع قيادة أبناءها وتحويلهم كعسكر يحمي كرسي الطاغية.
وهاهي النسخة المطورة من الكهنوت والخرافة كيان الحوثي الغريب عن الأرض والتاريخ، بمعتقداتها المنحرفة ودجلها وأفكارها ورؤاها التي لا تناسب اليمنيون ناهيك عن أبناء الجوف، مؤملين زراعتها وتوفير بيئة مناسبة لها على غرار الكيان الصهيوني اللقيط، أو النصيريين أو حزب اللات وغيرهم، فالبيئة المناسبة لها: الأرض المحروقة والإنسان مسلوب الدين والوطن والهوية والانتماء والحرية والإرادة.
ومليشيا الحوثي كجزء من مليشيا إيران تجلى إجرامها في سوريا والعراق ولبنان كدول سبقتنا في الاكتواء بنار الحرب الداخلية العبثية والصراع العنصري والخيانة الوطنية، فما أن تمكنت الأقليات الإرهابية من مقاليد الأمور حتى رمت بمعاني الأخوة والمواطنة والتعايش والسلم والنسيج الاجتماعي عرض الحائط ليظهروا كأشباه بشر لكنهم ضباع مفترسة، فقتلوا وفجروا وسجنوا واغتصبوا وشردوا أبناء وطنهم وارتبطوا ارتباطا مصيريا بدول وكيانات إرهابية خارجية.
والمليشيا في مراكزها الصيفية التي تستهدف تعبئة صغار السن والناشئة والشباب أوقفت كل نشاط مجتمعي فأغلقت الجمعيات والمؤسسات التي ما زال بعضها شبه قائم، وأوقفت حلقات تحفيظ القرآن الكريم وتعليم اللغات والحاسوب وتعليم الخياطة والأعمال اليدوية وغيرها لتوجه المجتمع بذكوره وإناثه نحو مراكزها الصيفية.
أن الفرد المنضوي تحت هذه المليشيا الخبيثة ما أن يرتبط ويقترن بها حتى تنتكس فطرته بفعل التعبئة الخاطئة فينقلب رأسا على عقب فيصبح فردا مجرما غير مرتبط بالقيم والأخلاق وتعاليم الدين الحنيف. فلا خطوط حمراء أمامه، ولا يمنعه عن الكبائر والمحرمات والموبقات شيء، والجرائم والحوادث التي لم تكن تخطر على بال اليمنيين أصبحت حديث المجالس في كل المحافظات المحتلة، فمنذ حضور مليشيا الإجرام الحوثية أصبح الأبن بفعل الحشو الفكري أو المخدرات يقتل أمه وأباه وأخته وأخاه وأي كان من أسرته بصورة وحشية وشنيعة غير مكترث بالعواقب.
أن التعبئة الطائفية التي تحشو بها عقول الأطفال والناشئة المليئة بالحقد والبغضاء والدس والكذب والتشكيك قنابل موقوتة ينشأ منها الفرد منسلخ عن دينه وأسرته ووطنه، ولكم أن تتخيلوا ما الذي سيحدثه مثل هذا الحشو في محافظة الجوف ذات البنية القبلية التي لم تتخلص حتى الآن من ظاهرة الثأر، والتي يحمل فيه حتى الأطفال السلاح، فما الجرائم التي سيعاني منها المجتمع الجوفي؟ وما مدى انتشارها؟ وممن ستصدر؟ ولمن توجه؟ وهل سيأمن كل جوفي في منزله؟
مليشيا الحوثي قرينة القتل والجريمة والفاقة والفقر والارتهان للخارج وفكرها كجزء من منظومة ولاية الفقيه الإيرانية الإرهابية لا يرى في القبائل والتي منها محافظة الجوف سوى مصدر للخوف والقلق أن لم يستطع كسرها وترويضها، فإن لانت وسارت في الركب صارت مصدر لجمع الجبايات والمكوس، ومخزون بشري لحروبه، وسواتر يختبئ خلفها، ويخفي مخازن السلاح بين أهاليها "وليس ببعيد انفجارات هذه المخازن بين السكان".