وداعا عهد القهر والاستبداد
بقلم/ مصطفى الصبري
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 8 أيام
الثلاثاء 08 فبراير-شباط 2011 08:37 م

إن الصيحات التي أطلقها شباب تونس الخضراء وأطاحت بأحد عتاولة الأنظمة المستبدة الجاثمة على صدور الشعوب العربية والإسلامية وصل صدها إلى خارج أسوار تونس إلى أرض الكنانة أرض العروبة والتاريخ وسيكون لهتافات شباب الانتفاضة المصرية صدى قويا ومؤثرا لدى بقية الشعوب العربية المتطلعة للحرية لطالما حلمت منذ قرون استنشاق نسيم الحرية والتحرر من أنظمة القهر والطغيان لتطيح بعروش الدكتاتوريين ، وستلقى تلك الأنظمة نفس المصير الذي لاقاها طاغتا تونس ومصر .

إن الثورة الشعبية التي حدثت في تونس ومصر كانت بمثابة الدعوة لكل الشعوب المضطهدة والمكبلة بقيود الٌقهر والخوف بأن آن الأوان لتخلص من عقود الذل والاستعباد وإعلان ولادة عهد الحرية المعمد بدماء شباب عشقوا الحرية المصادرة من قبل أنظمة قمعية بوليسية ، فأشعلوا بأجسامهم وأرواحهم ثورة تحيي كل الشعوب العربية والإسلامية التي ترزح تحت وطأة الطغاة الجلادين .

لقد فتح أبناء تونس الأحرار نافذة الحرية لكل الشعوب المقهورة ، والنار التي اشتعلت في جسم البوعزيزي لتحرق جسد النظام التونسي والدماء التي سالت على أرض الفراعنة سيصل لهيبها ورائحتها إلى كل البلدان العربية التي تسيطر على خيراتها وثرواتها بقوة الحديد والنار .

لقد زادتنا ثورة أبناء تونس ومصر يقينا بأن إرادة الشعوب لاتقهر ولايمكن أن تصمد أمامها القبضة الحديدية للأجهزة الأمنية التي يستخدمها الطغاه لقمع الشعوب وحماية عروشهم المهترئة.

ارفض زمان القهر

والمجد المدنس تحت أقدام الطغاة المعتدين

اغضب

فإنك إن ركعت اليوم

سوف تظل تركع بعد آلاف السنين

ابصق على وجه الطغاة فقد تراخى عزمُهم

واستبدل عز الشعوب بوصمة العجز الذليل

فالأرض تكره كل قلبٍ جاحدٍ

وتحب عـُـشاق الحياة

وكل عزمٍ لا يلين

فالأرض تركع تحت أقدام الشهيد وتنحني

وتـُـقبِّـل الدم الجسور

 فالشعوب قد تقهر ، وقد تذل وقد تخنع وقد تجوع وتعطش لكن ليعلم وألئك الظلمة أنها لن تموت ، فلابد من سطوع شمس الحرية وإن طال الظلام.

 لقد كُسرحاجز الخوف لدى الشعوب العربية من الأنظمة القمعية البوليسية في . وأسقطت الخيارات المغلفة بالتهديد لتلك الأنظمة ، خيار الرضي ببقائها أو خيار الصوملة والعرقنة. كم تمنيت أن أحد المشاركين في الثورة الشبابية في تونس وسررت كثيرا أن عايشت ثورة شبابية شعبية عربية ضد السلطان الجائر .

لقد صمت أذاننا خطابات أحد رموز الأنظمة السوداوية في الوطن العربي يحذر شعبه المقهور الباحث عن لقمة العيش الكريمة من سماع أواتباع دعوات الأحرار للتغيير السلمي لنظام الحكم الجائر ، مبررا خطابه أصحاب تلك الدعوات تريد أن تغيير نظام حكمه المهترئ على ظهر الدبابة الأمريكية كما حدث في العراق ، لكن هذه الدعاية كشف حقيقة زيفها وبطلانها أحرار تونس ومصر ، وفُضح مروجوها أمام شعوب العالم أجمع . 

إن موجات التغيير في كافة الدول العربية قادمة لامحالة، وليعلم الجنرالات وأصحاب الفخامة والسمو أن شعوبهم قد سئمت حياة الذل والاستعباد ، حياة القهر والكبت ، حياة الجوع والخوف، وتشرئب أعناقها إلى حياة الحرية والكرامة، وعليهم أن يراجعوا حساباتهم ، ويصطلحوا مع شعوبهم ،وليأخذوا العضة والعبرة من النهاية السيئة والمذلة لأقرينهم ا.عليهم أن يبادروا بإصلاحات حقيقة قبل أن تقرع الشعوب حرس الإنذار حينها لا ينفع لهم أي صوت.