خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
من المعروف أن درجة رقي وتقدم اي شعب من الشعوب يقاس بمستوى التطور الثقافي والحضاري الذي يملكه هذا الشعب ، وكذا بمدى التقدم الفكري والعلمي الذي وصل اليه ، وتبعاً لذلك فإن تأثره بأي ثقافة خارجية أخرى سيكون تأثراً بسيطاً وسطحياً لتمسكه بثقافته الاصيلة وإيمانه بضرورة الالتزام بقيمه واخلاقه ومعتقداته وموروثه الحضاري .. أما الشعوب التي تعاني من ركاكة في ثقافتها وضعف في تمسكها بقيمها وموروثاتها فإنها ستكون عرضة للانسلاخ عن ثقافتها والتماهي في ثقافات ومعتقدات اخرى دخيلة عليها ، ما يجعلها تظل حائرة وتصل الى مرحلة الانعدام الثقافي الامر الذي يؤدي الى وهنها وضعفها وفقدانها لمكانتها أمام الشعوب والحضارات الاخرى ..
ومن المعلوم ايضا ان الثقافة العربية هي ثقافة متأصلة وراسخة رسوخ التاريخ العربي الاصيل ، وقد استمدت ذلك الرسوخ من اللغة العربية القوية والمتجذرة في كيان الحضارة العربية ، وقد برع العرب في فنون الكلام وعلم العروض والاوزان الشعرية والبلاغة والفصاحة ، ولم يكن احد قادرا على مجاراتهم في تنميق الكلام وترتيبه وتأليفه في جمل منسقة تسمعها الآذان وكأنها تستمع الى مقطوعة موسيقية عذبة الالحان ، ونتج عن اهتمام العرب البالغ بلغتهم وثقافتهم العربية واعتزازهم بها ان اصبحت في احدى الحقب التاريخية هي الثقافة المسيطرة على العالم ، وهذا لم يحدث الا بوجود علماء نوابغ ارسوا قواعدا للغة العربية وابدعوا فيها وقدموا الثقافة العربية للعالم في أبهى صورها وفنونها ..
ولكن المتأمل فيما آل إليه وضع الثقافة العربية في العصر الراهن يجد ان هناك هوة سحيقة بين الامس واليوم ، وهذه الهوة ليست ناتجة عن ضعف في اللغة العربية او في الموروث الثقافي العربي ، ولكنها في حقيقة الامر نتجت عن انسلاخ العرب عن هويتهم وابتعادهم عن لغتهم وثقافتهم واستهانتهم بها ،وبكل تأكيد فإن تلك الهوة حدثت نتيجة لعوامل عدة ، ابرزها : الاغتراب الثقافي الذي تعاني منه كل الشعوب العربية ، فنحن نعيش في زمن العولمة وهيمنة الثقافة الغربية على العالم ، تلك الثقافة التي صدرت الينا قواعدها ونظمها بدعوى التطور والتقدم والحداثة ، وهي في حقيقة الامر ثقافة مبنية على أسس مادية بحتة وعلى ثورة المعلومات وثقافة الصورة وما الى ذلك من المصطلحات الثقافية الجديدة التي اصبحنا نعايشها ونتعايش معها شئنا أم أبينا ، وذلك يأتي في تعمد مقصود وواضح من الغرب في تصدير ثقافتهم وجعل كل شعوب العالم تتأثر بها ليسهل لهم السيطرة على العالم وتمرير استراتيجاتهم والهيمنة الكاملة على الثروات البشرية والطبيعية التي تمتلكها تلك الشعوب .
كل ذلك اثر على الانسان العربي الذي يعاني من تبعات تلك الثقافة الدخيلة ، وشيئا فشيئا بتنا نصارع الحياة بفاهيم مغلوطة ، وسيطرت علينا ثقافة اللاقيم ، واللاهوية ، واللاأخلاق .. وبالتالي " اللا ثقافة " و " اللاحضارة " ...
إغتراب ثقافي لامتناهي يعاني منه المثقف العربي في المقام الاول ، فزمن العباقرة والمفكرين العرب ولًى ورحل ، فلم نعد نرى نماذج للمفكرين والمثقفين الرواد أمثال : الرافعي ، الكواكبي ، المنفلوطي ، طه حسين ، الزبيري ، عبدالله البردوني ، وغيرهم ممن مثلو منارات للحضارة العربية في أرقى مستوياتها ، وكل المتواجدين في الساحة الثقافية اليوم لم يتمكنوا من الوصول الى ما وصل اليه اولئك المثقفون الاوائل ، وهذا لا يعود الى تقصيرهم او الى عدم حبهم وإعتزازهم بثقافتهم العربية ، ولكن السبب يعود الى حالة التشويش الذي نتعرض له جميعا بتأثير من الغزو الثقافي الغربي ، وكذلك فإن ايقاع الحياة العصرية المادية التي نعيشها فرضت علينا أنظمتها المتحكمة في ثقافتنا والمسيطرة على حياتنا بكل تفاصيلها.