آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

هل انتهت هدنة القاعدة مع القمة في اليمن؟
نشر منذ: 18 سنة و 4 أشهر و 23 يوماً
الإثنين 06 فبراير-شباط 2006 12:09 م

لم تبد الأجهزة الأمير كية المهتمة بمكافحة الإرهاب اهتماما علنيا بحادثة هروب 23 من عتاة عناصر تنظيم القاعده في اليمن من سجن الأمن السياسي، رغم أن من بينهم من هو محكوم عليه في قضية الهجوم على المدمرة الأميركية كول.ولا ندري بالضبط ما يدور في الكواليس من ردود فعل حول الحادث ومدى تأثيره المباشر على العلاقات اليمنية الأميركية التي اعتراها شئ من التوتر الشديد في الفترة الأخيرة، إلا أن الأمر المؤكد هو أن الحادث مهما كانت تفسيراته ستكون له عواقب وتبعات لا يجب أن يستهين بها أحد لا في اليمن ولا خارجها.ولكي نفهم تبعات هذا الحادث الخطير فما علينا إلى أن ندرس تفسيرات حدوثه، التي لا يمكن أن تكون غائبة عن الأجهزة الأميركية الموجودة بقوة في صنعاء مهما تعرضت تلك الأجهزة من محاولات للتضليل.

 

التفسير الأول: سوف نفترض فيه صدق الحكومة اليمنية فيما طرحته عن هروب هؤلاء وهنا تكمن الخطورة، إذ أن هروب 23 فردا من العناصر الخطرة لا بد أن يتبعه قيامهم بعمليات أو هجمات لا يجب التقليل من احتمال حدوثها داخل اليمن أو خارج اليمن،

 كما أن هذا التفسير يثبت أن تنظيم القاعدة في اليمن مازال قويا وقادرا على تنفيذ أعقد العمليات من بينها عملية الهروب هذه التي تثبت عجز جهازي الأمن السياسي والقومي عن ملاحقة الإرهاب ربما بسبب إنشغالهما بملاحقة قادة الرأي، أو مرشحي الرئاسة المحتملين، وربما بسبب أوراق قوية مازال يملكها تنظيم القاعدة ويستطيع إشهارها في وجه عناصر قوية داخل النظام.

 

التفسير الثاني : نفترض فيه أن الحادث لم يكن هروبا لعناصر تنظيم القاعدة من السجن وإنما محاولة من السلطة نفسها للهروب من مواجهة استحقاقات وضغوط دولية تطالبها بتسليم هؤلاء إثباتا لصدقها في مكافحة الإرهاب، وبالتالي فإن السلطة نفسها قررت تسهيل هروبهم أو نقلهم إلى أماكن أخرى ليس لتسليمهم إلى الولايات المتحدة عن طريق طرف ثالث كما يظن البعض وإنما للتخلص من مخاطر بقائهم أحياء. ويبدو أن الجهات الأميركية الرسمية ترفض التعليق على ما جرى حتى الآن إلى أن يتسنى للأجهزة المختصة في الميدان معاينة نفق الهروب ومناقشة الرواية اليمنية الرسمية عن قصة الهروب التي قد تكون صحيحة في كيفية التنفيذ، وغير صحيحة في المسؤولية عن التخطيط.وهناك من المؤشرات ما يدل على أن سلطات الأمن اليمنية لم تكن إلى هذه الدرجة من السذاجة المزعومة كي ينجح أفراد القاعدة في استغفالها بدون توجيهات للقبول بالاستغفال.الرئيس اليمني معروف عنه أنه يثور ويغضب ويهدد ويتوعد بل وقد يكسر سماعة التلفون عندما يصله خبر مزعج كهذا، ولكن فرار عنصرين من أنصار الحوثي من سجن البحث الجنائي وفرار 23 عنصرا من أعضاء القاعدة من سجن الأمن السياسي حادثان لم يسجلا للرئيس سوى أنه تلقى الخبر بهدوء وبلا غضب أو هيجان كبير كما هو معتاد عنه، وهو الأمر الذي يثير التساؤل إذا كان الراوي صادقا في إجابته على سؤال عن رد فعل الرئيس أثناء تلقيه الخبرين. أما الأمر الآخر الذي يدعو للتساؤل أيضا فهو أن هروب سجينين من أنصار الحوثي أو مقتلهما، قبل أيام من هروب عناصر القاعدة، جاء وكأن الأمر فيه إيحاء بأن هناك انفلات غير مخطط له في السجون اليمنية وهو أمر غير صحيح، ولم تأت قصة هروب اثنين من أنصار الحوثي إلا للتغطية على الحادث الأكبر اللاحق لمساعدة السلطة على إثبات براءتها وفقا للتفسير المفترض.هذا التفسير قائم بالطبع على نظرية المؤامرة، ولكن أصحابه معذورون لأن السلطة في اليمن ليست نظيفة إلى الدرجة التي يمكن لأي شخص أن يبرئها من التورط في أي مؤامرة.ولكن قد يطرح أحد القراء سؤالا، ما هي مصلحة السلطة في تهريب هؤلاء وهي التي ألقت القبض عليهم، وقدمتهم للمحاكمة.الإجابة على هذا السؤال يعرفها الأميركيون الذين يضغطون بكل قوة للوصول إلى هؤلاء الأفراد وهم أحياء لأن في جعبات المعتقلين كنوز من المعلومات عن تنظيم القاعدة، وعن عمليات راح ضحيتها أميركيون في الهجوم على كول وما بعد كول.أما أصحاب القرار السياسي في اليمن فلم نعرف عنهم الغيرة على مواطنيهم كي نقول عنهم أنهم لا يريدون تسليم مواطنين يمنيين إلى أميركا، لأن مثل هذه المبادئ لا تلجأ إليها السلطة إلا إذا توافقت مع مصلحتها، وإذا لم تتوافق مع أهوائها فلن تتردد في الضرب بها بعرض الحائط بكل سهولة، ولها سجل معروف في ذلك.السلطة في اليمن على ما يبدو يهمها أن تتخلص من أي دليل قد يدينها أمام المجتمع الدولي، ووقوع جمال البدوي أو فواز الربيعي وغيرهما في أيدي الأميركيين يمثل كارثة بالنسبة للسلطة في اليمن، لهذا لن نستغرب عندما نسمع بعد فترة لن تطول عن إلقاء القبض على عدد من الهاربين و مقتل عدد منهم في اشتباكات مع قوات الأمن. ولن يتم تسليم هؤلاء للأميركيين مطلقا لأن السلطة اليمنية التي كان رموزها يتناولون أكواب الشاي من أيدي بعض هؤلاء الإرهابيين أكثر حرصا عليهم من أنفسهم، ويهمها أن تختفي عناصر معينة منهم من على وجه الأرض. والسلطة اليمنية بمثل هذه التصرفات (إذا كانت تقف وراء ما حدث بالفعل وهو ما يرجحه بعض المجتهدين) فإنها كمن يستجير من الرمضاء بالنار، لأنها بذلك تقرب موعد مواجهة متوقعة ليس مع الأميركيين فحسب ولكن مع تنظيم القاعدة الذي أحجم الرجل الثاني فيه أيمن الظواهري عن إعطاء شهادة للسطلة في اليمن مماثلة للشهادة التي منحها للحكومة الباكستانية، وربما أن الظواهري له مبرراته التي لا يعرفها غير المرتبطين بتنظيم القاعدة أو الداعمين له.ولكن الحادث الأخير يؤكد أنه لم يعد هناك مجال للجمع بين الإف بي آي وعناصر القاعدة في سرير واحد، وعلى السلطة في اليمن أن تحدد موقفها بوضوح مع الإرهاب أو ضده بعيدا عن انتظار المساعدات أو المطالبة بمكافأة مالية نظير عدم إرتكاب الجريمة، فهذا السلوك لا يختلف عن الإبتزاز المالي الذي يطالب به خاطفوا الرهائن، والمجتمعات الغربية لم تعد قادرة على تقديم مساعدات للأنظمة الفاسدة وإنما للشعوب المطحونة بالفقر. وأنا هنا لا أحاول التنجيم بما يمكن أن يحدث ولكن أمامي واقعة محددة وليس لها سوى التفسيرين السابقين، ومن صلب التفسيرين تنبثق استنتاجات وتوقعات لا يصعب على أحد قراءتها.وباختصار يمكن القول إن عملية الهروب الأخيرة إذا كانت قد تمت بتواطئ من السلطة، فإن ذلك يجعلنا ندق ناقوس الخطر متوقعين تبعات إنحياز السلطة للتنظيمات الإرهابية، ولكن الأخطر من ذلك أن تكون العملية قد تمت باستغفال تنظيم القاعدة للسطلة، وبالتالي فإن هذا التنظيم يكون قد قضى على ما تبقى له من تعاطف بين أركان السلطة في اليمن وألغى هدنة غير معلنة بين الجانبين قد تؤدي إلى ملاحقة أعضائه ومصادر تمويله، وربما إلى حرب معلنة بين الطرفين قد ينجم عنها إطاحة أحدهما بالآخر. وهناك نصيحة يمكن أن توجه لقمة السلطة في اليمن التي برعت في لعبة التوازنات طوال الثلاثة العقود الماضية، إن مسك العصا من النصف بين الأميركان والإرهاب مهمة من أصعب المهام لن يكتب لها النجاح، وأنجح السياسسين هم الصادقون في مواقفهم والثابتون في الدفاع عن مصالح أوطانهم وشعوبهم.

 

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالرحمن الراشد
هل يتمُّ الانقلاب على بايدن؟
عبدالرحمن الراشد
كتابات
القرار التاريخي لتجمع الإصلاح!!
الحاكم عندما يرد... الحاكم عندما «يعصد!»
ما بعد فوز حماس: انتباه: حتى لا تعاقبوا الفلسطينيين
كلارينس بيدج يكتب عن الحرية والصحافة والإرهاب والفساد في اليمن
بين السلطة والمعارضة
الزوكا..هل يكون مفتاح الحكم المدني
مشاهدة المزيد