الأيتام والقلوب البيضاء
بقلم/ عادل البعوه
نشر منذ: 14 سنة و 7 أشهر و 19 يوماً
الثلاثاء 06 إبريل-نيسان 2010 12:56 ص

كانت شريحة واسعة من الأطفال على امتداد الساحة العربية الجمعة الماضية على موعد مع ذكرى اليوم العربي لليتيم الذي يصادف أول جمعة من شهر إبريل من كل عام .

جميل أن يهتم العرب بأيامهم وخاصة مع فئة الأطفال والمشردين وأن يخصصوا لهم يوماً للاحتفاء بهم وللتأكيد على وقوف الجميع إلى جوارهم خاصة بعد أن افتقدوا للحنان وحب الأسرة، لكن الأجمل والأولى أن تكون صلتنا بالأيتام مستمرة وأن نتذكرهم طوال العام، لا أن نخصص لهم يوماً في العام لنتذكرهم فيه ونستمع لمآسيهم وأحزانهم وأوجاعهم ،فالواجب أن نظل إلى جوارهم نأخذ بأيديهم ونساعد على تربيتهم وإعدادهم فكرياً وعلمياً وثقافياً واجتماعياً ودينياً وأن نقتطع ولو القليل من وقتنا ومالنا لمساعدة الأيتام ليعيشوا حياتهم وينعموا بطفولتهم .

يعتقد غالبية الأيتام أن حظهم في الدنيا عاثر بحكم المآسي والمعاناة والآلام التي يتكبدها الكثير منهم بفعل قساوة الزمن وإهمال المجتمع والجهات المعنية، ومع ذلك فالقلة القليلة هي من يبتسم لها الحظ ويعود إليها الأمل في الحياة الكريمة وتعود لها طفولتها البريئة وتحلم بالأمان والحنان والتعلم...إلخ .

السواد الأعظم من أيتامنا وخاصة الأطفال المشردين ربما لم يسمعوا عن شيء اسمه يوم اليتيم العربي ومن سمع عنه فهو غير مهتم أو معني بالطريقة التي سيحييه فيها ، فمنهم من تمر عليه الأعياد والمناسبات مرور الكرام دون أن يلتفت أحد إليه أو يمسح دمعته ،فكيف له أن يحتفل بيوم عابر في السنة، لا يهمه كيف يقضيه وأين يحتفل به في الحدائق والمتنزهات أو في الشوارع والأرصفة في اللعب واللهو والمرح أو في الشقاء والعناء والتعب .

المحظوظون من أيتام اليمن وإن كانوا قلة ممن أحيوا يومهم بعد أن سخّر الله لهم قلوباً رحيمة وأيادي بيضاء رائدة وسباقة تسهر على رعايتهم وإيواء الأيتام والمشردين واحتفلوا به على طريقتهم في الحدائق والمتنزهات واللعب والمرح، ومنظمات مجتمع مدني سخّرت نفسها لخدمتهم ورعايتهم وهي كثيرة ومنها مؤسسة إنسان للتنمية التي كان لي شرف مشاركة أيتامها فرحتهم واحتفالهم بيوم اليتيم العربي ،وخلال اليوم المفتوح الذي قضيته مع أيتام مؤسسة إنسان لفت نظري ذلك الحب الكبير والمتبادل بين المؤسسة التي تكفل نحو 200 يتيم وبين الأيتام وحرص مسؤولي المؤسسة التي يديرها كادر شبابي على قدر من الإنسانية ، على توفير كل الأدوات التي من شأنها إدخال البهجة والسرور إلى قلوب الأطفال، وما علمته ولمسته خلال زياراتي المتكررة للمؤسسة أن المؤسسة تحرص على أن يعيش الأيتام في جو عائلي وتقدم لهم أفضل الخدمات من إيواء وتعليم في أفضل المدارس ورعاية صحية على أعلى المستويات، وهو ما أهلها لتحصل على شهادة الجودة العالمية ايزو 9002 مطلع العام الجاري .

لكن ما يحز في النفس أن يحتفل الأيتام وفي القلب جرح وأيتام وأطفال غزة المحاصرة وفلسطين المحتلة في وضع مأساوي فأحزانهم تزداد كل يوم بفعل الحصار الظالم والأيتام في تصاعد بحكم الجرائم الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني وحالة الحرب والدمار المعلنة ضد شعبنا في فلسطين الحبيبة وخاصة في غزة،نسأل الله أن يفك محنتهم ويرحم شهداءهم ويحفظ أيتامهم وأطفالهم

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
  أحمد الجعيدي
حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
أحمد الجعيدي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
  أحمد الجعيدي
الحروب الباردة الجديدة بين التكنولوجيا والاقتصاد..
أحمد الجعيدي
كتابات
عزالدين سعيد الأصبحيأمة القمم
عزالدين سعيد الأصبحي
محمدالشلفيمنتهى الإحباط
محمدالشلفي
د.عبدالمنعم الشيبانيالمقامة الحزمية(3)
د.عبدالمنعم الشيباني
دكتور/محمد لطف الحميريأصدقاء اليمن
دكتور/محمد لطف الحميري
مشاهدة المزيد