آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

التمرد الحوثي من الشباب المؤمن حتى مشروع الدويلة! (1)
بقلم/ نصر طه مصطفى
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 6 أيام
الأحد 25 أكتوبر-تشرين الأول 2009 11:25 ص

يواجه اليمن اليوم واحدة من أخطر المؤامرات التي مرت به في تاريخه المعاصر، فبعد سبعة وأربعين عاما على القضاء على نظام الإمامة العنصري المتعصب هاهي طموحاته تتحرك من جديد للعودة إلى الحكم عبر بوابة صعدة وبدعم واضح من إيران... فمنذ صيف عام 2004م انفجر تمرد مسلح في محافظة صعدة التي تقع شمال اليمن على خط الحدود مع المملكة العربية السعودية يقوده عضو سابق في مجلس النواب اليمني هو حسين بدر الدين الحوثي والذي ينتمي لأسرة هاشمية ووالده يعتبر أحد كبار علماء المذهب الهادوي الذي يستقي عددا من أصوله من مذهب الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب... وقد لقي حسين الحوثي مؤسس الجماعة المتمردة مصرعه في أيلول (سبتمبر) 2004م وبدا كما لو أن التمرد المسلح قد انتهى، لكن والده وعددا من إخوته كانوا يهيئون أنفسهم لجولة أخرى من الصراع إثر فرارهم من العاصمة صنعاء في آذار (مارس) 2005م ومنذ ذلك الحين دخل التمرد المسلح في خمس جولات صراع أخرى بقيادة عبد الملك الحوثي شقيق المؤسس تخللتها عدة وساطات داخلية وواحدة خارجية بغرض الوصول إلى حل سلمي لهذا الصراع إلا أن جماعة التمرد الحوثية كانت تعتبر كل فترة سلام فرصة لتعزيز مواقعها على الأرض والتوسع في مواقع أخرى مستفيدة من عمليات التفاوض... وعلى ما يبدو فإن الحكومة اليمنية تعاملت بقدر أكبر من اللازم من حسن النوايا مع هذه الجماعة المتمردة التي قررت أن تمضي في مخططها السياسي دون أي مجال للتراجع عنه أو تقديم أي تنازلات، ولذلك كانت تقابل كل تنازل من الحكومة بمزيد من الشروط والمطالب بدعوى طلب الأمن والأمان لعناصرها ونشاطها، وفيما كانت الحكومة اليمنية تحرص على نزع كل أسباب التمرد حقنا للدماء فإن الطرف الآخر كان ينفق مزيداً من الأموال لكسب الولاءات وشراء الذمم... وفيما كانت الحكومة قد خصصت عشرة مليارات ريال يمني (50 مليون دولار) لإعادة إعمار صعدة منذ قرار الرئيس علي عبد الله صالح في صيف 2008م وقف الحرب الخامسة وشرعت فعلا في ذلك، فإن المتمردين كانوا يرسمون خططهم الخاصة بإشعال الحرب السادسة وتوسيعها لتشمل عدة محافظات أخرى ! .

إذن فنحن أمام حالة من التمرد غير مسبوقة في اليمن من حيث أبعادها العقدية والسياسية والإقليمية، فقد سبق لليمن الشمالي أن عانى في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي تمرداً مسلحاً لمجموعات يسارية موالية للنظام الماركسي الذي كان قائما في اليمن الجنوبي حينذاك، إلا أن تأييد هذا التمرد لم يخرج عن إطار الحزب الاشتراكي الذي كان يحكم الجنوب ولم يكن حتى يحظى بتأييد المعسكر الاشتراكي الدولي ولذلك لم يستطع أن يحقق أغراضه وسرعان ما انتهى عندما قررت الحكومة اليمنية في بداية عهد الرئيس صالح مواجهته بقوة السلاح مستندة لدعم شعبي واضح بعد فشل كل الوساطات والاتفاقات السلمية... أما هذه المرة فإن التمرد السياسي المسلح الذي يقوده آل الحوثي منذ خمس سنوات يتقمص ثوبا عقائديا دينيا مذهبيا لأهداف سياسية ويحظى بدعم واضح من دولة كبرى في المنطقة ويستنسخ تجربة تيارات سياسية مسلحة في عدد من دول المنطقة بما في ذلك شعاراتها التي تطالب (بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل واللعنة على اليهود) ويعتمد بشكل أساسي على استقطاب فئات غير قليلة من شباب محافظة صعدة الذين لم يحظوا بقدر كاف من التعليم والذين يسهل استقطابهم والتأثير فيهم وتحفيزهم عقائديا بحجة الدفاع عن المذهب الذي هو الدين في نظرهم، وإلى جانب هؤلاء الشباب يستقطب المتمردون كل من له خصومة مع الدولة أو مع شيوخ قبائل موالين للدولة بل وحتى الكثير من العناصر المطلوبة للعدالة إما لأسباب سياسية أو جنائية باعتبارها فرصة لكل أولئك لتصفية حساباتهم... إذن فنحن أمام تمرد مسلح يعرف الأرض التي يقاتل عليها جيدا بما هي أرض صعبة التضاريس واسعة المساحة إذ تمتد محافظة صعدة على أرض توازي مساحة لبنان، ناهيك عن أن المتمردين استفادوا من فترات السلم وحسن نوايا الدولة التي حرصت أن تتعامل معهم باعتبارهم أبناءها وأنهم سيستجيبون لنداء السلام عاجلا أم آجلا فتوسعوا واستقطبوا وأعدوا أنفسهم لحرب طويلة مستغلين الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها اليمن بغرض تحقيق مشروعهم السياسي وطموحهم في إقامة دويلة صغيرة تكون منطلقا لاستعادة دولة الإمامة الشيعية في شمال اليمن كما حدث مرات عدة في التاريخ اليمني !

أدركت القيادة اليمنية أخيرا أن هذه الحركة السياسية المسلحة لا تعرف لغة السلام فهي كالثور الهائج لا يهدأ حتى ينتصر على خصمه أو ينتهي دونه، فأخذت تستعد للمواجهة الأخيرة بتكتيكات وأساليب جديدة وهي تدرك أن الحوثيين يستعدون أيضا والذين لم يلبثوا أن فجروا الحرب السادسة في عدة مناطق من محافظة صعدة ومديرية (حرف سفيان) في محافظة عمران المحادة لها فقررت الحكومة البدء في عمليتها العسكرية (الأرض المحروقة) منذ 11 آب (أغسطس) الماضي، مدركة أن هذه العملية ستطول شيئا ما عن سابقاتها لكنها في كل الأحوال يجب أن تكون الأخيرة عبر استهدافها استعادة السيطرة على كل المديريات التي يهيمن عليها المتمردون الذين أصبح السكوت عنهم يشكل خطرا محققا ليس فقط على هيبة الدولة بل على وجودها ذاته... ومن يقرأ التاريخ جيدا يدرك أن الإمامة كانت دوما سبب كوارث اليمن وتمزقه وعدم استقراره بما تحمله في داخلها من عصبية مذهبية وعنصرية وبمنطلقاتها التي تقوم على العنف واستعباد الناس واستلاب حقوقهم المشروعة في العلم والحياة الكريمة، وخلال الأسابيع القادمة سنستعرض - بإذن الله - أهم مقومات ومنطلقات التمرد السياسي المسلح الذي يشهده اليمن في محافظة صعدة مع قراءة لمستقبل هذا النوع من حركات الإسلام السياسي .

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالرحمن الراشد
هل يتمُّ الانقلاب على بايدن؟
عبدالرحمن الراشد
كتابات
عبدالاله الاصبحيأين غابت تعز اليمن ...؟؟
عبدالاله الاصبحي
عزالدين سعيد الأصبحيهذه الدنيا..صدمة تعز!
عزالدين سعيد الأصبحي
د.فيصل الحذيفيأحبك ياقائد المسيرة
د.فيصل الحذيفي
مشاهدة المزيد