آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

كل عيد والعرب بخير (أفراح في ثلاثة مشاهد)
بقلم/ غسان الإمام
نشر منذ: 14 سنة و 9 أشهر و 5 أيام
الجمعة 25 سبتمبر-أيلول 2009 05:13 م

مبروك. أفرجوا عنكَ أخيرا.

ـ أخيرا. لكن بعد هياط ومياط، وشفاعة من..

ـ شفاعة من نقابة الصحافة، طبعا.

ـ أبدا. شفاعة من نقابة الإسكافية، قالت للحكومة:

ـ تصليح الأحذية ازدهر في العراق، بعد ضرب بوش بالحذاء.

ـ لكن. أراكَ حافيا بلا حذاء! ـ ما زال الحذاء معتقلا للتحقيق معه.

ـ ألم تناشد منظمات حقوق الإنسان الحكومة الإفراج عن الحذاء؟

ـ بيني وبينك. الحكومة عرضت علىَّ الإفراج عن الفردة اليمين.

ـ والفردة اليسار؟! ـ خاضعة إلى مزيد من التحقيق. الحكومة تشتبه بأني أمشي ضدها على اليسار.

ـ بعد الذي جرى، ألا ترى أن القلم الحر أقوى من الحذاء الناسف؟

ـ أبدا. ست سنوات وأنا أكتب وأتكلم عن الاحتلال.

-لم يحدث ما حدث، إلا بعدما خلعت الحذاء.

ـ رسم صدام بوش الأب على مدخل الفنادق. داسته الأحذية. فأسقطه بوش الابن.

ـ أنا اقتديت بخروشوف. تحدى خروشوف الأميركان.

خلع حذاءه. وضع الفردتين أمامهم على مائدة الأمم المتحدة.

هددهم: سندفنكم.

ـ أنا خائف. أخشى أن تدفنني الأجهزة.

ـ تشعر بالندم؟

ـ أشعر بالأسف. قررت أن أكون صحافيا. كان عليَّ أن أكون إسكافيا.

** ـ سَلامو عليكو.

ـ شالوم عليك.

ـ هويدا. كيف تستقبلين السفير في المكتب؟

ـ أُمَّالْ. عايزني أستقبله في الشقة؟

ـ ما اجتمع عربي وإسرائيلي، إلا وكان نتنياهو ثالثهما.

ـ السفير راجل مؤدب. مهذب. يكذب في الخارج باللغات الأجنبية، وبالنيابة عن وزيره ليبرمان.

ـ أخاف على مصر من إنفلونزا التطبيع. أنتِ تستقبلين السفير. الشيخ طنطاوي يشد على يد شمعون بيريس...

ـ وفيها إيه يعني؟! سيدنا الشيخ افتكره محمد هنيدي.

عندما اكتشف أنه فخامة رئيس إسرائيل، انتهز الفرصة.

طالبه فورا بالتوبة ودفع الجزية.

ـ وهل طالبتِ أنت السفير بدفع الجزية؟

ـ وعدني بالدفع بعد التطبيع، كان صريحا. اعتذر. قال إنه يدفع الآن ضريبة باهظة لجيش الاحتلال. ويتبرع لمستوطني الضفة الذين طردتهم غزة.

ـ مش عايز يدفع الجزية. كان أحسن يدي صوته لفاروق بتاع اليونسكو.

ـ بَرْضُهْ. السفير كان صريحا. قال انه صوّت للمرشحة إيلينا خرشوفا بتاعة بلغاريا. قال بلغاريا دولة صديقة وحضارية. بلغاريا لا تَرْفَع الصوت ضد الاستيطان.

ليس فيها أحزاب وصحافة ضد تهويد القدس.

ـ بأه. بالذمة. عشان إيه الضجة دي ضدك؟! ـ عشان أنا مثقفة وكاتبة. السفير جاب معاه شوية كتب لعاموس عوز ودافيد غروسمان هدية لفاروق حسني. يقترح إخراجها أفلام سينما.

( يصدح الراديو بصوت عبد الوهاب:

كل ده كان ليه. لما شفت عينيه.

قاللي كام كلمة. يشبهوا النسمة...

في ليالي الصيف)

** ـ عيدٌ، بأية حال عدت يا عيدُ؟

بما مضى؟ أم لأمر فيك تجديد؟

أصخرة أنا؟ مالي؟

لا تحركني هذي المُدامُ ولا هَذي الأغاريد؟! ـ كفى. كفى. تكاد تبكيني، يا شيخ، على اللي جرى.

كل عيد وأنت بخير. يكفي أنك في اليمن السعيد.

ـ كان اليمن سعيدا، ويا ولدي، كان اليمن أصل العرب العاربة. البقية تفاصيل. عرب مستعربة.

ـ هاكَ منديل أصالة. امسح دموعك. واحكيلي على اللي جري.

ـ غنت أصالة. صَدَّعَ صوتها سد مأرب.

ـ الحق ليس على أصالة. الحق على الفئران. قرضت الفئران السد. فَعَمَّ الخراب.

ـ لا تصدِّق الفئران، يا ولدي. فَتِّشْ عن الأصالة.

فتش عن قبيلة الإنجليز. استعمرت الجنوب.

نسيت استعمار الشمال. تعلم الجنوبيون الانجليزية. فطالبوا بالانفصال.

ـ النضال، يا عمّاه، من أجل الإصلاح، يجب أن يتم من داخل الوحدة، وليس بالانفصال عن الدولة.

ـ صدقتَ، يا ولدي. هاتِ المنديل. أمسح دموعي.

لأحكيلك على اللي جرى في الشمال: أرسلت الحكومة وابورات الزلط لشق الطرق. استولى عليها الحوثيون.

مشايخ القبيلة استغنوا عن الحمير. يستخدمون وابورات الزلط في تنقلاتهم الخاصة.

ـ أراك تحمل خنجرا في وسطك. هل القتال يدور بالخناجر؟

ـ هات المنديل، يا ولدي، مرة أخرى. أمسح دموعي.

أحكيلك على اللي جري: القتال يدور بالصواريخ والمدافع.

ـ لماذا، إذن، الخناجر؟

ـ الخناجر لإثبات الرجولة والشجاعة. العرب المستعربة تعتبر اليمن العاربة المؤنثة. لكن من حاول فك ضفائرها.

فهو، يا ولدي، مفقود. مفقود.

ـ لكن خنجرك يقطر دما.

ـ آه يا ولدي. عندي ثلاثة أولاد. ولد يقاتل في الجيش. ولد متمرد مع الحوثيين. الثالث يتظاهر مطالبا بالانفصال مع الجنوبيين. أنا أب، يا ولدي، الخنجر يقطر دما من قلبي.

ـ والعلاج؟

ـ خذ المنديل. هات حزمة القات هذه بجانبك. لعلي أنسى. (يقطف الشيخ الأوراق. يُخزِّن. يمضغ. ينطلق الصوت كفحيح قطار شحن عتيق: أصخرة أنا؟ مالي؟ لا تحركني هذي المدام ولا هذي الأغاريد؟)

*الشرق الأوسط