آخر الاخبار
عبد الملك الحوثي: لا نراهن على أي قوة إقليمية
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 15 سنة و شهرين و يوم واحد
الأحد 20 سبتمبر-أيلول 2009 06:52 م

الشرق الاوسط – عرفات مدابش

كشف عبد الملك الحوثي، القائد الميداني للحوثيين في محافظة صعدة، في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» أن توقف الحرب الخامسة في 17 يوليو (تموز) 2008م بقرار من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، جاء وفق «تفاهم شفهي» مع الرئيس صالح، لكن الحوثي نفى في الوقت ذاته أن تكون دارت بينه وبين الرئيس صالح أي اتصالات هاتفية. وقال الحوثي إن مطالبة السلطات اليمنية لهم بترك السلاح والنزول من الجبال يعد تهجيرا لهم عن قراهم ومنازلهم. كما تطرق في الحوار إلى أبرز القضايا الشائكة في الحرب والحوار والعلاقات مع إيران وغيرها من القضايا.

وفي ما يلي نص الحوار:

* في البدء هل يمكنكم إطلاعنا على آخر تطورات الوضع الميداني في محافظتي صعدة وعمران وعلى خسائركم البشرية والمادية؟

ـ الوضع الميداني يتم الحديث عنه أولا بأول عبر تقارير المكتب، وبالنسبة للخسائر البشرية والمادية فمعظم الخسائر تكون عادة من المدنيين نتيجة للقصف المكثف على القرى والمدن وعلى مناطق تجمعاتهم في المخيمات، أما خسائرنا في الميدان فهي محدودة بفضل اللطف الإلهي والخبرة القتالية المتراكمة.

* تحدثت السلطات اليمنية خلال اليومين الماضيين عن تقدم عسكري كبير ودك لمعاقلكم.. فكيف تكون خسائركم محدودة؟

ـ هذا مجرد إدعاء لا أساس له من الصحة ولا يستند إلى أي أدلة، ومن الواضح أن المسألة عكس ما يدعون، فبعون الله ولطفه حققنا تقدما كبيرا في مواجهة عدوانهم وعادة ما نقدم مع تقاريرنا الإعلامية مشاهد مصورة تثبت ما نقوله، على العكس منهم فهم يكتفون بمجرد الادعاءات.

* أين توجدون ميدانيا حاليا، ليس شخصيا، ولكن كسيطرة على مناطق معينة؟

ـ نوجد في أماكن كثيرة جدا.

* ما هي من وجهة نظركم الأسباب الحقيقية والكاملة لاندلاع حرب سادسة مع القوات الحكومية؟

ـ السلطة كانت عازمة على الحرب منذ إيقاف الحرب الخامسة، فهي لم توقفها حرصا على السلام ولا على مصلحة البلد، وإنما لظروف عسكرية وسياسية فرضت عليها ذلك، ومن بعد الحرب الخامسة لم تتوقف عن اعتداءاتها من غمر إلى رازح إلى شدا إلى الحصامة إلى ساقين ومناطق أخرى، ثم توجت هذه الاعتداءات بحرب شاملة عندما رأت أن الظرف السياسي والدعم الإقليمي مهيأ لذلك.

* ما هي المناطق الحدودية مع السعودية التي تسيطرون عليها؟

ـ محافظة صعدة والجوف مناطق حدودية للسعودية.

* توجه إليكم اتهامات بتلقي الدعم المالي والإعلامي والمعنوي من إيران.. ما ردكم؟ ـ هذه اتهامات باطلة، والعدو مضطرب بشأنها، واضطراب السلطة واضح في تصريحات وزير الخارجية الذي سبق وأن سحب هذا الاتهام، وفي الموقف الرسمي على لسان الرئيس نفسه. ولا تمتلك السلطة أي دليل يثبت ذلك، ومن الواضح أن السلطة هي التي تعتمد على الدعم الأجنبي في مواجهتنا وتعمل على إثارة المخاوف بشكل كبير لدى أطراف إقليمية للحصول على دعم غير محدود، وقد استغلت بعض القوى الدعم بشكل واضح ضد الشعب اليمني، نحن في الأساس ثقافيا ومبدئيا لا نقبل بأن نكون امتدادا لأي جهة دولية أو إقليمية واعتمادنا هو على الله وفيه غنى عن كل أحد، إلا أن الكثيرين لا يفهمون هذا المنطق عندما نتحدث عن الاعتماد على الله لا يستوعبون قيمة ذلك في المواجهة ولا يدركون إمكانية الاعتماد على الله بديلا عن أي طرف آخر لا يخدمنا الارتباط به وقبول الدعم منه فقد يؤثر ذلك على سيادتنا واستقلالنا في مواقفنا وقراراتنا وتحركنا بشكل عام، ونحن نعطي لحريتنا واستقلالنا في مواقفنا وقراراتنا أهمية كبيرة وفوق كل الاعتبارات الأخرى.

* كيف لكم أن تصمدوا إعلاميا في ظل قطع خطوط الاتصالات عن صعدة؟

ـ هناك الكثير من الوسائل والبدائل لا نرى مصلحة في الإفصاح عنها.

* إذا كنتم غير مدعومين من إيران أو غيرها، فمن أين لكم الأموال والسلاح؟

ـ الشعب اليمني هو شعب مسلح وهذا شيء معروف وأسواق السلاح متوزعة في محافظات متعددة والمخزون من السلاح لدى الشعب اليمني كبير، يلمس هذا من يزور المحافظات الشمالية بشكل واضح ومن دون أي غموض. أما الأموال والإمكانيات بشكل عام فمن الثابت أن الشعوب المواجهة للاستبداد أو للاحتلال تستطيع التحرك بإمكانياتها في مواجهة أي تحديات مهما كانت، ومن يستقرئ التاريخ ويستقرئ الوضع الحالي يعرف ذلك، والشعب اليمني ليس مفلسا هو شعب له ثرواته وله إمكانياته إنما السلطة تبدد الكثير منها.

* ما صحة الأنباء عن وجود خلافات بينكم وبين شقيقكم يحيى الموجود في ألمانيا؟

ـ لم ترد أنباء عن وجود خلاف بيننا وبين الأخ يحيى وتجمعنا به القضية الواحدة والمظلومية الواحدة.

* لماذا انهارت الهدنة مع الجيش بعد أقل من 48 ساعة على إبرامها ومن المسؤول؟

ـ السلطة لم تكن جادة في الهدنة، وكانت تهدف إلى استغلالها عسكريا واتضح الأمر عندما قامت بشن هجوم عسكري مع وجود لجنة الوساطة في مديرية سفيان، وباغتت بذلك لجنة الوساطة التي ذهبت إلى فتح الطريق العام وتعرضت لخطورة التصفية والقتل من جانب الجيش أثناء القصف لولا قيام الإخوة هناك بإخراج اللجنة على الفور من طرق آمنة وعسكرية.

* هل تثقون في لجنة الوساطة برئاسة الشيخ فارس مناع؟ وإذا كان لديكم مآخذ عليها ما هي؟

ـ نحن نتعامل مع لجنة الوساطة على أساس ملاحظة الواقع الميداني لأنه حتى لو وثقنا في اللجنة فنحن لا نثق بالسلطة ولا تفيدنا هذه الثقة شيئا وبالتالي نتعاطى على أساس المراقبة للواقع وما ينطبق فيه.

* ما ردكم على خطاب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الأربعاء 19 / 8 / 2009م الذي توعد فيه باستئصالكم من صعدة؟

ـ هذا المنطق غير غريب، وليس هذا الخطاب هو الأول. سمعنا الكثير منه في التهديد لأبناء شعبه سواء في الشمال أو في الجنوب وضد التيارات السياسية المتعددة، إلا أننا لا نقلق أبدا تجاه مثل هذا الخطاب الذي أثبت فشله على مدى ستة حروب وليس هو الآن بأحسن حال مما مضى بل هو أكثر ضعفا وأكثر اضطرابا وفشله أكثر من واضح، نحن نعتمد على الله جل شأنه والشعوب هي الأقوى والحكومات الجائرة والمستبدة هي أكثر عرضة للزوال وهي عرضة لمقت الله وسخطه وعذابه.

* هل تعولون أو تنتظرون دورا معينا من تدخل خارجي أو مواقف محلية لإنهاء الحرب وما مدى قدرتكم على الصمود في وجه الجيش؟

ـ نحن لا نراهن على أي قوة دولية أو إقليمية نراهن على الله وعلى تحركنا الشعبي والتفاف الشعب من حولنا يزداد يوما بعد يوم بشكل واضح وتزايد الوعي لدى الشعب اليمني ملحوظ، ولكن لا نستبعد أن تتحرك جهات دولية أو إقليمية لا حرصا على الشعب اليمني وإنما من باب الاستغلال السياسي أو المكايدات السياسية وقد أثبتت لنا الأحداث في فلسطين وغيرها أنه لا يدفع الظلم عن المظلومين في أي شعب ولا في أمة إلا اعتمادهم على الله وتحركهم بأنفسهم لدفع الظلم عنهم.

أما قدرتنا على الصمود فالشعوب هي الأقوى كما نؤكد وهي تستطيع الصمود إلى مالا نهاية وعبر الأجيال مع تفاؤلنا الكبير في أنه إذا استمرت الحرب فإن النصر محسوم لصالحنا، نقول هذا ثقة بالله وثقة بمظلوميتنا ويشهد له الواقع، ولدينا الخيارات الكثيرة والمتعددة لإدارة الحرب والمواجهة بنفس طويل وبالشكل الذي يستنزف العدو ويوهنه.

* كيف تنظرون إلى الإعلان عن تطوع عشرات الآلاف من أبناء القبائل اليمنية إلى جانب الجيش لمحاربتكم؟

ـ هذا كلام غير صحيح، هناك تحرك محدود للمرتزقة الذين يتحركون طمعا في المال ليس أكثر وهؤلاء مواقفهم في الحرب والميدان ضعيفة جدا لأنهم يتحركون بدافع مادي فقط وبالتالي عندما يحسون بالخطر سرعان ما ينهزمون ولا يشكل موقفهم أي خطورة علينا ولا يمثل قوة حقيقية للجيش والمسألة تستغل إعلاميا أكثر منها ميدانيا وتعطى أكثر من حجمها.

* هناك مواقف من زعماء قبليين معروفين أمثال الشيخ صادق عبد الله بن حسين الأحمر زعيم قبائل حاشد والشيخ ناجي بن عبد العزيز الشائف، زعيم قبائل بكيل تؤكد وقوف هاتين القبيلتين اللتين تعدان الأكبر في اليمن إلى جانب الدولة ضدكم، ما تعليقكم؟

ـ من الواضح أنه لا يتحرك من أبناء حاشد لمساندة السلطة إلا المرتزقة منهم أما الشرفاء والأحرار وهم الكثير فهم يرفضون الدخول والمشاركة في حرب ظالمة وإجرامية لا يشرف أحد أن يكون مشاركا فيها ولدينا مقاتلين من أبناء حاشد والكثير من بكيل، ونؤكد أيضا أنه لو تحركت أي جهة أو أي قوة فإن هذا لا يفيد السلطة أبدا لأن معنا الله الأقوى من كل أحد ونحن نتحرك على أسس ومبادئ تجعلنا أقوى في مواقفنا ممن يتحركون بدوافع مادية ومكاسب وأطماع.

* هل تعتقدون بدور عربي أو أميركي في الحرب الأخيرة في صعدة؟

ـ هذا واضح.

* الم يكن بإمكانكم إبلاغ لجنة الوساطة بالخروقات التي تقولون إن الجيش يرتكبها ومعالجة الموقف دون تدخلكم عسكريا؟

ـ المسألة لم تقف عند حد الخروقات بل اعتداءات تشمل مناطق برمتها وكنا نبلغ لجنة الوساطة أولا بأول ولكن دون جدوى وعندما قامت السلطة بحرب شاملة كنا مضطرين أن نواجه عدوانها الشامل بتحرك كبير وهذا حق مشروع.

* هناك من يقول إنكم ومنذ إعلان الرئيس صالح إيقاف الحرب، في 17 يوليو 2008م، قمتم بتصرفات توحي وكأن محافظة صعدة هي تحت حكم ذاتي من قبلكم؟

ـ هذا غير صحيح ومجرد إدعاء كاذب، نحن لم نتجاوز في تحركنا الحقوق المشروعة لنا كمواطنين وعلى أساس تعاليم الإسلام.

* متى آخر مرة دارت بينكم والرئيس علي عبد الله صالح محادثة هاتفية وما الذي دار فيها؟

ـ لم يسبق أن كان هناك أي اتصال مباشر بيننا وبينه، ولم يحدث ذلك أساسا إنما عادة تكون الاتصالات غير مباشرة وعبر لجنة الوساطة، ومنذ فترة ليست بالقليلة معظم الرسائل والاتصالات غير المباشرة لم تتضمن أي حلول ولا أي مقترحات إيجابية ولا أي مضمون مهم، إنما تكون عبارة عن شتائم وتهديدات.

* ما هي بنود الاتفاق التي أبرمت بينكم والرئيس صالح لإيقاف الحرب الخامسة وهل كانت مكتوبة أم شفهية؟

ـ كان هناك تفاهم شفوي على وقف الحرب ورفع الحملات العسكرية وإطلاق سراح المعتقلين ولكن السلطة لم تف بذلك كله حتى وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه.

* ما هي مقترحاتكم أو أطروحاتكم الفصلية كنقاط لإنهاء الحرب وحل قضية صعدة بصورة جذرية؟

ـ الحل الجذري يحتاج إلى مراجعة جادة للسلطة لموقفها وإصلاح لسلوكها لأن السلطة تتعامل معنا باستكبار وغطرسة وعنجهية، ولم تـردنا مواطنين أرادتنا عبيدا وهذا ما لا يمكن القبول به على الإطلاق، السلطة لا تتعامل مع أبناء شعبها لا على أساس شرع ولا على أساس قانون ولا دستور وهذا يؤزم الوضع أكثر ولا يوصل إلى حل.

ولو راجعت السلطة موقفها وأصلحت سلوكها وتعاملت معنا على أساس مواطنين لنا حقوق منها حق التمسك بتعاليم الإسلام وقيمه وأخلاقه التي لن نقبل من أحد أن يزيحنا عنها مهما كان الأمر ومهما كانت النتائج، لما كانت هناك أي مشكلة.

* لماذا ترفضون الطرح الحكومي والقبول بإلقاء السلاح والنزول من الجبال؟

ـ الطرح الحكومي غير منصف ولا يتعامل على أساس حل صحيح ولا يعالج القضية من جذورها، ونحن نحمل السلاح في مواجهة العدوان وإذا أوقفت السلطة العدوان أوقفنا إطلاق النار من جانبنا، أما الجبال فمعظم مناطقنا التي نقطن فيها جبلية فهل يريدون تهجيرنا منها هذا ما لا يمكن القبول به، نحن أكدنا أنه إذا توقف العدوان علينا وأوقفت السلطة استهدافنا فإننا سنتوقف وسننهي التمترس، أما التهجير فلا يمكن القبول به.

* إذا استمرت الحرب الدائرة، فهل ستتوسع من جانبكم لتنتقل إلى مناطق أخرى غير محافظة صعدة وحرف سفيان في محافظة عمران؟

ـ بالتأكيد.

* ما هو مصير والدكم العلامة بدر الدين الحوثي؟

ـ هو بحمد الله في خير وصحة وعافية.

* هل فعلا تسعون إلى حكم البلاد وتنكرون النظام الجمهوري وتعتبرون الحكم في اليمن مغتصبا؟

ـ هذا غير صحيح نحن نسعى إلى إقامة الحق والعدل ولسنا طلاب مناصب، لكننا لا نقبل بالظلم ولا بالظالمين.

* كيف هي هيكلية تنظيمكم وهل من خليفة لو تعرضتم لأي أذى، ليقود المعارك؟

ـ نحن مجاميع شعبية تنظم نفسها بالشكل الذي يتناسب مع وضع البلد وطبيعة الشعب ومتطلبات الأحداث في الواقع ولا نرى ضرورة للإفصاح عن التفاصيل، أما فيما يتعلق بوضعي الشخصي فلا يوجد أي قلق على الإطلاق، هناك الكثير من الإخوة الذين يمكنهم أن يقوموا بدور كبير في مواجهة أي أحداث وتحركنا هو شعبي لا فردي ولن يوقفه رحيل أي شخص