مجلس حقوق الإنسان يعتزم عقد جلسة طارئة بشأن السودان
واشنطن تُجبر شركات الطيران على إلغاء آلاف الرحلات.. أزمة المراقبين الجويين تهدد المجال الجوي الأمريكي
ترامب غاضبا ساخطا: الولايات المتحدة فقدت “شيئا من السيادة” بعد فوز ممداني في نيويورك
برشلونة ينتزع التعادل في مباراة مثيرة أمام كلوب بروج
تعرف على مستجدات أسعار الذهب في صنعاء وعدن
وفد رسمي برئاسة طارق صالح يصل البرازيل
هاني بن بريك يدافع عن وزير الخارجية شايع الزنداني ويثير انقساماً داخل صفوف أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي
توقعات وتحذيرات مركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر خلال ال 24 ساعة القادمة
انطلاق مناورات عسكرية بين القوات البرية السعودية ونظيرتها الأمريكية
العثور على كميات كبيرة من المتفجرات والألغام خلفها الحوثيون
لا يمكن فصل ما يجري في تعز عن الأحداث في مأرب وسيئون؛ فالمشترك بين هذه المدن هو مصير وجودي لا يقبل التجزئة. إن إضعاف تعز، بأي صورة كانت، يعني تلقائيًا إضعاف مأرب وسيئون. التآمر على سيئون ووحداتها في المنطقة العسكرية الأولى، وما يرافقه من محاصرة للممرات وقطع طرق الإمداد، هو محاولة مباشرة لشلّ قدرة مأرب على الصمود وحرمانها من ضروريات البقاء. إسقاط مأرب يعني سقوط سيئون وتعز والمخا، وما تبقى من المناطق الخاضعة للشرعية الفعلية.
المتآمرون يدركون جيدًا خطورة التكامل بين هذه المدن؛ ولهذا يستهدفونها جميعًا بأساليب متطابقة في الشكل والمضمون. ما هدّد استقرار تعز بالأمس هو نفسه الذي يهدد مأرب اليوم: قنوات تمويل مشبوهة، وإشاعات، وحملات تشويه، وإشعال فتائل فوضى داخلية تُشتت عن المواجهة الحقيقية مع العدو. الجيش الوطني والأمن يتعرضان لهجومٍ مشترك في هذه المحافظات الثلاث، وبخسارة أيٍّ منها تتضاعف مخاطر انهيار بقية الجبهات.
في تعز، نجحت الجهود في اجتياز أخطر مؤامرة استهدفت استقرار المدينة، لكن الفشل هناك كان ليُكرّر سيناريو مأساويًّا. لذلك لا بد من اعتبار ما حدث درسًا صارخًا: أدوات التأزيم نفسها عادت لتُطوّر أساليبها، وتستخدم اليوم معرفات إلكترونية مجهولة وقنوات لوجستية معادية، بعضها معروف في أروقة التحقيقات. وقد تكشف التحقيقات عن أذرعٍ لا تزال طليقة تمارس دورها في تأجيج الفتنة وتمويلها.
المعطيات التي ظهرت من التسريبات وخيوط التحقيق أظهرت تورط عناصر قدّمت خدمات لوجستية وقانونية لصالح قوى معادية، وقد اعترف بعضها بتمويلات أمام جهات التحقيق. هذا لا يترك مجالًا لأي لبس أو تأويل: المطلوب تحرّك حاسم من السلطات الأمنية في مأرب، مع تنسيق واضح مع قيادة الجيش والجهات القضائية، لتوجيه ضربة استباقية محسوبة تُقطع خيوط التمويل واللوجستيات قبل أن تتكثف ويتدهور المشهد.
الأمر لا يقبل التردد ولا التفريط بحسابات الضجيج الإعلامي. يجب أن تكون الموازين أمنية واستراتيجية محضة: حماية خطوط الإمداد، تأمين الممرات الحيوية، ملاحقة الأدوات التي تروج للتحريض وتغذيها أموال مشبوهة، وحماية المؤسسات من الانقسام والتفكيك. لا بد أيضًا من تحصين الرأي العام من خلال شفافية التحقيقات وإعلان نتائجها بمسؤولية، لتجفيف منابع الشائعات وتعرية عملاء المؤامرة أمام المواطنين والشركاء الدوليين.
الخيانة تعيش بيننا على هيئة أبواق وواجهات ووسطاء لوجستيين؛ إن لم تُقضَ عليها الآن، فسوف تعيد إنتاج جراح لن تُداوى بسهولة. الفرصة لا تزال قائمة للتعامل الحازم، كما فعلت تعز في طرد رموز المؤامرة إلى مزبلة التاريخ — لكن الساعة اقتربت من لحظة الصفر: إذا لم تُبادَر السلطات إلى تنظيف مأرب من أدوات المؤامرات بصرامة، فلن تنتظر ضربة من الطابور الخامس وحسب، بل ستدفع ثمنًا باهظًا قد لا تُحتمله المحافظة ولا الوطن. ليس من المنطق، بعد فضيحة المسخ وخيانته التي امتدت إقليميًا، أن تبقى أذرعه طليقة تمارس مهام الخيانة.
إلى كل الجهات المسؤولة: الوقت ليس وقت المزايدات أو الحسابات الإعلامية؛ إنه وقت العمل الأمني المحسوب. تحرّكوا الآن لقطع شرايين التمويل واللوجستيات، واحموا خطوط الإمداد ومؤسسات الدولة، وافتحوا ملف التحقيقات بشفافية تامة. إما أن نحمي مأرب وتعز وسيئون بقرار جريء ومسؤول يقطع الطريق على المتآمرين، أو نترك المؤامرة تسجل فصولها التالية على خرائط الهزيمة. التاريخ لن يرحم المترددين، والشعب لن يغفر من راهن على سقوط مدنه وترك جنوده يواجهون المصير وحدهم في خنادق الانتظار.
