آخر الاخبار

الزنداني يبلغ رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي التزام الحكومة اليمنية بنهج السلام ودعم الجهود لإنهاء الحرب وزير الداخلية يناقش دعم القطاع الأمني وتعزيز التعاون مع اليابان وزير الدفاع خلال لقائه سفيري السودان واليابان: مليشيات الحوثي الإرهابية جبهة متقدمة للدفاع عن النظام الايراني مواطن في إب يواجه حملة حوثية مسلحة ويقتل قيادي تدشين مؤسسة ضوء للإنتاج الإعلامي في مأرب كأول مبادرة نسائية رائدة في المجال . ثلاث سفارات أجنبية لا تعترف بعملات الحوثي الجديدة وتطلب من بنك صنعاء الإمتثال للبنك المركزي في عدن عاجل: بيان ركيك للمبعوث الأممي حول سك وطباعة الحوثيين عملات جديدة واتفاق يوليو 2024 الرئيس العليمي يُعيد تعيين سفير سابق سفيراً لليمن لدى التشيك وآخر يبعثه إلى أندونيسيا ماذا قال لامين يامال بعد التجديد لبرشلونة حتى عام 31 وحصوله على الرقم 10؟ أول خطاب للرئيس السوري أحمد الشرع بعد أحداث السويداء والهجوم الإسرائيلي على دمشق.. ماذا قال؟

بين احتلالين: لماذا لا أنحاز إلا لتحرير وطني؟
بقلم/ سيف الحاضري
نشر منذ: شهر و يومين
السبت 14 يونيو-حزيران 2025 05:13 م
 

تخوض اليوم دولتا احتلال، لكل منهما سجل إجرامي دموي في حق المواطن العربي، حربًا مفتوحة في المنطقة:

 

الأولى هي إسرائيل، التي تحتل فلسطين، وتمارس حرب إبادة ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، عبر التهجير القسري والاستيطان، وبقوة السلاح تحاول فرض واقع عنصري على الأرض.

 

الثانية هي إيران، التي تحتل العراق واليمن ولبنان، وكانت تحتل سوريا قبل أن تنكسر قبضتها هناك.

إيران شنت حروبًا طائفية قاتلة في المنطقة، قتلت من خلالها الملايين، وشردت قرابة عشرين مليون مواطن عربي، ودمرت نسيج أربع دول عربية باسم "نصرة المستضعفين".

 

الأولى (إسرائيل) تدّعي أنها تحارب إيران لتحرير المنطقة من هيمنتها ووجودها في اليمن والعراق ولبنان.

والثانية (إيران) تدّعي أنها تحارب إسرائيل من أجل تحرير فلسطين والقدس الشريف.

 

لكن من لا يعرف، أن هاتين الدولتين كانتا، قبل عقدين، شريكتين استراتيجيتين في غزو العراق؟

لقد تعاونتا – معًا – ومع الولايات المتحدة، لإسقاط دولة عربية كاملة هي جمهورية العراق، وقتل رئيسها صدام حسين، وتدمير جيشها، وإدخالها في نفق لا يزال مستمرًا حتى اليوم.

 

نحن لا نواجه "مشروع تحرير" من أي طرف.

بل نواجه مشروعين احتلاليين فاشيين، كل منهما يحاول التمدد، تحت شعارات كاذبة، على حساب دم الشعوب العربية.

 

من قلب اليمن المحتل: لماذا لا أعتذر عن ابتهاجي؟

 

أنا مواطن يمني، مشرد في إحدى المحافظات القريبة من العاصمة صنعاء، منذ أن سقطت العاصمة وعدد من المحافظات بيد المليشيات الإيرانية الحوثية.

عشرون عامًا، وإيران تمول وتسلّح وتدير هذه المليشيات، التي قتلت أكثر من نصف مليون يمني، وهجّرت سبعة ملايين، ودمرت عشر مدن، واعتقلت عشرات الآلاف.

 

•• لقد عشنا كل أنواع الإبادة والانتهاكات:

 

• قتل تحت التعذيب

• السحل في الشوارع

• اغتصاب النساء

• اقتحام البيوت وانتهاك الحرمات

• محاكم تفتيش مذهبية

• قصف المدن بالصواريخ الباليستية

•تمييز سلالي وعنصري

• نهب ممنهج للممتلكات العامة والخاصة

 

هذا ليس سردًا من الخيال. هذا ما نعيشه كل يوم تحت احتلال مذهبي مدعوم من إيران، ويديره "الولي الفقيه" من طهران.

 

فبعد كل هذا، هل يحق لأحد أن يلومني على ابتهاجي بسقوط قادة في الجيش الإيراني؟

هل ينتظر مني أحد أن أذرف دمعة على نظام قتل شعبي ودمر بلدي؟

أفرح؟ نعم. لكنني لا أنحاز لإسرائيل.

 

• أنا لا أقف مع إسرائيل… لكنني أرفض القداسة الزائفة للاحتلال الإيراني

 

من حقي كمواطن عربي ويمني، أن أنتهز لحظات ضعف النظام الإيراني ومليشياته.

إن كانت الضربات التي يتلقاها تؤدي إلى إضعافه وتفكيك أدواته في اليمن، فإنني أراها فرصة لتحرير وطني، ولا يهمني من يوجّه الضربة.

 

لا يمكن القبول باحتلال العراق واليمن ولبنان لمجرد أن إيران ترفع شعار "تحرير فلسطين".

 

ولا يمكن تبرير احتلال فلسطين لمجرد أن إسرائيل ترفع شعار "مواجهة إيران".

 

قضيتي اليوم واضحة:

تحرير بلدي، وأهلي، وأحبتي، من قبضة المشروع الإيراني الذي يحتل صنعاء، ويمزق اليمن منذ أكثر من عقد.

 

•• لا احتلال حلال وآخر حرام

 

من حق الشعب الفلسطيني أن يناضل من أجل تحرير أرضه، ومن حقه أن يتحالف مع من يشاء، حتى إيران، إذا رأى أن ذلك يخدم قضيته.

 

لكننا نحن في اليمن، لا يمكن أن نغفر لإيران ما فعلته، ولا يمكن أن نتحالف مع إسرائيل، لكننا لن نعتذر عن استغلال كل لحظة ضعف يمر بها النظام الإيراني إن كانت ستقرّبنا من استعادة جمهوريتنا.

 

لا يوجد احتلال "حلال" لأنه مسلم، واحتلال "حرام" لأنه غير مسلم.

الاحتلال احتلال.

والمحتل الذي يقتل، ويهجّر، وينتهك، ويمارس أبشع الجرائم، هو عدو، مهما كان دينه أو لونه أو شعاره.