بالمر يقود تشيلسي للفوز بكأس العالم على حساب سان جيرمان
منظمة حقوقية تنتقد أحد نجوم برشلونة.. ماذا حصل؟
مسؤول إيراني يكشف مصير مضيق هرمز بعد اكتمال الإجراءات العسكرية
تفاصيل جديدة تكشفها أسرة .حنتوس حول الممارسات الوحشيه التي تعرض لها الشيخ وكيف تم دفنه سراً
من لندن .. اليمن تفتح ملف الحوثيين مع جمهورية الصومال
الحوثيون يتسببون في إغلاق أحد أشهر سلسلة مطاعم في العاصمة صنعاء
لماذا تغير موقف الإدارة الأميركية من بعثة الأمم المتحدة بالحديدة من موقف الدعوة لإنهاء عملها الى التصويت على التمديد لها ؟
سلطنة عمان توصل تهديدا شديد اللهجة من الإدارة الأميركية للحوثيين في اليمن
الرئيس العليمي يلتقي قيادة المكتب السياسي للمقاومة الوطنية ويشدد على وحدة الصف وتوحيد الخطاب الإعلامي ويؤكد على مبدأ الشراكة
برشلونة يعلن ضم لاعب جناح مهاري يتمتع بقدرات تهديفية
حين يُستبدَل دفتر المدرسة بملازم الموت، وتُختزل الطفولة في طاعة العنف، ويفقد الصباح نداءه إلى الطابور المدرسي ليصبح طابورًا قتاليًا في معسكرات مغلقة، ندرك أن الكارثة في اليمن تجاوزت حدود الحرب إلى ما يشبه الاجتثاث الهادئ للإنسان من داخله، فهناك في المناطق الواقعة تحت قبضة جماعة الحوثي لا يُصنع الطفل كما تصنعه الأوطان بل يُصب في قوالب الجندية قبل أن يتقن حروف الهجاء، يُساق إلى ما يُسمى بالمراكز الصيفية التي أُعدّت بعناية لا لتعليم القراءة والكتابة بل لإعادة برمجة العقول وتفخيخ الوعي عبر مناهج سباعية تغسل المفاهيم الوطنية وتزرع بدلاً منها هندسة طائفية تغرس الولاء للأشخاص بدلًا من الوطن، فالطفل الذي يُفترض أن يكون بذرة سلام يُسلَب من أسرته ليُحقن بأيديولوجيا قاتلة تُخرجه من كونه متعلمًا ليغدو وقودًا في معارك لا يفهم دوافعها ولا يعرف نهايتها، وداخل تلك المعسكرات المغلقة يُمارس التغرير العقائدي بطريقة منهجية تُستخدم فيها الكتب التي خطها بدر الدين الحوثي وحسين الحوثي وآخرون ممن نسجوا حول الصغار شبكة فكرية معقّدة تُغلّف الموت بالقداسة والطاعة بالنجاة، بينما تُروى العقول الناشئة بشعارات تنضح بالكراهية والتكفير والتضليل، يتم ذلك تحت إشراف من يُطلق عليهم "مشرفون ثقافيون" لا يمتّون للتربية بصلة بل يمارسون سلطتهم المطلقة على أطفال لا حول لهم ولا قوة فيُرهبونهم بالفكر، ويُرهقونهم بالتلقين، ويُخرسون طفولتهم بالرعب والتخويف، والأسوأ من كل ذلك أن هذه المراكز تحوّلت في حالات كثيرة إلى بؤر لانتهاكات جنسية فاضحة، حيث تعرّض العديد من الأطفال لاعتداءات من قبل بعض المشرفين، في فضائح يتداولها الأهالي همسًا خوفًا من البطش ولا تصل للعلن بفعل سطوة الجماعة، تلك الجرائم لا تُرتكب بدافع فردي بل في سياق هيمنة شاملة تمارسها مليشيا لا تؤمن إلا بالسيطرة التامة وتغذية الأجيال القادمة بعقدة التبعية وكراهية الآخر، ولا يمكن فصل هذا المشروع عن سياقه الإقليمي العميق إذ يقف خلفه دعم إيراني مباشر يرعاه الحرس الثوري عبر أدوات مالية وأمنية وثقافية تُدار من خلف الستار وتُنفذ في صعدة وعمران وذمار بأيدي يمنية مغسولة الوعي، فإيران لا تموّل الحوثي فقط بالسلاح بل بالأفكار وبالكوادر وتمنحه خارطة طريق مفصلة لتحويل الطفولة إلى معامل تفريخ طائفي يستنسخ نماذج مشابهة لما فعلته في العراق ولبنان وسوريا، حيث لا يُربى الطفل على حب الأرض بل على حب السلاح، لا على الاعتزاز بالهوية الوطنية بل على تبجيل الولي الفقيه، وفي ظل هذا الخراب المُمنهج الذي يسحق الطفولة اليمنية بلا هوادة يقف المجتمع الدولي مشلولًا عاجزًا، لا يملك من أمره سوى إصدار تقارير باهتة بلغة دبلوماسية خشبية لا تردع المعتدي ولا تحمي الضحية، بل تمنح المليشيا مزيدًا من الوقت لترسيخ مشروعها العقائدي على حساب الطفولة التي تُنتهك تحت غطاء دولي من الحياد الكاذب، ولعلّ أخطر ما في هذا المشهد أن الجريمة ليست لحظية بل تراكمية تُصنع على مراحل وتُؤسس لأجيال مشوهة فكريًا ونفسيًا وأخلاقيًا، أجيال لا تعرف سوى القتال ولا تملك من أدوات الحياة سوى ثقافة الكراهية، وهكذا لا يُقتل اليمني في جسده فقط بل يُقتل في وعيه وهويته وتاريخه، وهذه جريمة لا تُغتفر ولا تُسكَت بل يجب أن تُواجَه بموقف صارم لا يعرف المساومة ولا التساهل لأن من يسمح بتنشئة طفل على الكراهية يمنع عن الوطن فرصة قيامه من تحت الركام، ومن يصمت عن تجنيد الأطفال يشارك فعليًا في اغتيال المستقبل، فهل يستفيق الضمير العالمي من سباته قبل أن يتحول كل طفل يمني إلى قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار في قلب مجتمعه؟