محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد
قصة قصيرة
تنفس عبده سعيد الصعداء ومسح عرقه فقد أكمل مع أولاده حفر السرداب من منزله إلى قبة الولي .
ورغم خلو المكان من السكان في رأس الجبل والمنزل الوحيد المجاور هو منزله إلا أنه أحتاط كثيراً ، منذ أشهر وهو لا يبدأ الحفر الا أثناء الليل ، وجه أولاده بالكتمان الشديد ، ووعدهم بحصة مجزية من أموال النذور التي ستأتي للولي في منتصف شعبان . لم يبق إلا أسبوع ويأتي الناس من كل حدب وصوب لزيارة الولي
. قبيل منتصف شعبان بأيام دخل مع أولاده السرداب إلى الضريح وقاموا بتجديد الفراش ، دهنوا الحائط من الداخل ، وسكبوا الكثير من العطور . وفي ليلة النصف من شعبان فوجئ أهالي القرى بأنوار خضراء عجيبة تبزغ من الضريح ، كانت المصابيح الكهربائية التي جاء بها عبده سعيد من المدينة قد أدهشت أهالي القرى المجاورة الذين لم يروا الكهرباء من قبل .! تسمر الناس في أسطح منازلهم يهللون ويكبرون وهم يشاهدون كرامات الولي شجاع الدين .!
الضريح كبير ومغلق فيه أربع نوافذ ضيقة بالكاد تكفي لرؤية ما بداخله ؛ فمن أين جاءت الأنوار ؟!
تساءل الناس ثم أجابوا على انفسهم : ـ لا شك أنها كرامات إلهية .! قبيل بزوغ الشمس أعاد عبده سعيد القناديل والبطارية إلى منزله وأخفاها عن العيون . أرسل أولاده إلى الناس يحدثونهم عن الكرامات العجيبة التي رأوها ويحثونهم على حمل النذور والخراف للولي ، تنقلوا بين القرى وهم يقسمون أنهم رأوا ملائكة بثياب بيض قد هبطت من السماء ثم تجمعت حول الضريح ، بعدها بزغت الأنوار الخضراء ، وسمعوا تلاوة القرآن .!
وبينما كان يشرف على تجهيز الطعام وحزم القات للزوار كان المئات من سكان القرى قد بدأوا يصعدون الجبل .
أستقبلهم بابتسامة عريضة وقد ركز المشقر في عمامته البيضاء ، يصافح الناس ويوجههم للسلام على الولي وطلب الحاجات ، بينما يسلم الخراف وقوارير السمن والعسل لأولاده . من أطل من نافذة الضريح صرخ وكبر وهلل وتساءل
: ـ من الذي فرش الضريح وكيف دخل ؟!
ـ من الذي دهن الجدران ؟! ـ من الذي عطره بهذا العطر ؟! فاحت رائحة عطر الجنة الذي جاءت به الملائكة فتمسح الناس بالضريح وهم يهللون ويكبرون ويبكون ، طلبوا حاجتهم ورموا بكل نقودهم إلى الداخل .!
بعد الغداء الذي أعده عبده سعيد دعاهم جميعا ليشاهدوا المعجزة الكبرى التي ستحدث في الضريح أمام أعينهم . أرسل أولاده من السرداب بالمباخر ، وما هي إلا لحظات حتى فاحت روائح بخور جديدة من تحت الفراش وحينها دوت في أرجاء الجبل التكبيرات ، وبدأ الناس بالذكر والنحيب .!
عاد الناس إلى قراهم يتحدثون عن كرامات الولي الذي أكل 12 جفنة مليئة باللحم ، رووا لمن لم يحضر كيف رأوا لأول مرة الفراش الذي جاءت به الملائكة ، والعطر السماوي الذي لم يشموا مثل رائحته .!
بعد أن أنفض المولد ورحل الناس جمع عبده سعيد وأولاده الحصيلة فكانت : 320 ريال فضي فرانصي . 270 ريال جمهوري من التي طبعت هذا العام . 417 خروف . 280 علبة عسل .
344 علبة سمن . نفث عبده سعيد دخان مداعته " النارجيلة " في الهواء بسعادة بالغة ثم مدد رجليه ، أعطى كل ولد من أولاده عشرة ريال فرانصي ، ثم وضع بقية النقود في الخزنة ، أدخل السمن والعسل غرفته الخاصة وأغلقها بإحكام .
* في ليلة 27 من رمضان شاهد الناس الأنوار الخضراء العجيبة من الضريح وهي تبزغ من جديد ، هللوا وكبروا لهذه الكرامة ، في اليوم التالي لم يرسل عبده سعيد أحد إلى القرى تركهم يتساءلون ويجيبون على أنفسهم . بعد عيد الفطر بأيام بدأ تحركاته . صار يجوب القرى ويحدث الناس
: ـ صلوا على رسول الله . ـ اللهم صلي وسلم عليه .. في ليلة 27 رمضان ، في ليلة القدر رأيت في المنام الولي شجاع الدين ، وجهه مشرق كأنه قمر شعبان ، أقترب مني حتى أقشعر بدني ، كان عملاقاً أسطوريا وكنت بجواره صغيراً مثل العصفور بجوار فيل ، حملني على يده الشريفة ثم أوصاني بإيصال هذه الرسالة إليكم ، قال الولي شجاع الدين قدس الله سره وزادنا من بركاته ونفحاته وبعد أن سلم عليكم وذكر كل واحد منكم باسمه وصفته ، قاطعه مسعد حمود بائع القات
: ـ حتى أنا ذكرنا الولي ؟!
ـ حتى أنت ذكرك أجهش مسعد حمود بالبكاء بينما واصل عبده سعيد حديثه : ـ قال الولي شجاع الدين : على كل مالك لأربع قطع أرض إيقاف القطعة الرابعة وقف للضريح وزواره .
قاطعه الفقي علي محمود : ـ والذي معه أربع قطع في كل وادي ؟
ـ يجعل الرابعة وقف للولي في كل وادي . هذه رسالة الولي ، ومن أطاعه كان رفيقه بالجنة ومن عصاه يتحمل العواقب ، وما على الرسول إلا البلاغ المبين .
لم تمض سوى عدة أيام حتى كان تحت يد عبده سعيد أكثر من 120 قطعة أرض أوقفها أصحابها لضريح الولي شجاع الدين .
. ظل عبده سعيد يستثمر القبة التي أقامها أجداده ، يجني السمن والعسل والنقود حتى جمع ثروات طائلة ، ظل الملك المتوج في تلك القرى حتى انتشر العلم وتوقف الناس عن الصعود إلى الجبل .!
مات عبده سعيد قبل سنوات لكن نجله أخبرني خلال زيارتي للقرية أنه حين يشتهي اللحم والعسل والسمن يطلق الأنوار في قبة الولي وفي صباح اليوم التالي يجد ما لا يقل عن عشرة من الخراف قد ربطت بجوار الضريح ، كما يجد في داخل الضريح قوارير من السمن والعسل ، والكثير من رزم النقود ، يأتي بها أصحابها في ظلام الليل ويمضون دون أن يراهم أحد .!