آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

الشهيد عبدالله الحاضري في رحاب الخالدين
بقلم/ د شوقي الميموني
نشر منذ: 3 سنوات و شهرين و يومين
الجمعة 30 إبريل-نيسان 2021 10:11 م
 

 تعرفت على الشهيد في سن مبكر ربما كانت أعمارنا حينها 17 او 18 عام عشنا مع مجموعة من الأصدقاء سنين طويلة تعاملنا مع بعض وسافرنا مع بعض، كل واحد منّا كان لديه مايميزه من الصفات! لكن لم يبرز بيننا ويتميز أحد أكثر من (ابو حمزه) كنيته تلك الأيام..

كان صاحب عقل راجح منذ صغره يفكر على طريقة الكبار، ظهرت الحكمة في تصرفاته بشكل ملفت.

عاش الشهيد مع أخوه سيف في جو أسرى له ايديولوجيات مختلفة، لكن الله أراد لهم سلوك طريق مختلف فهيئ الله لهم المدرسة والمسجد والرفقة الصالحة انارت لهم عقولهم ورسمت لهم الطريق الذي سيسلكوه بقية حياتهم، كانت الأسرة تشكل عليهم ضغطا شديد كانت تحاول جرهم للخلف إلا أن الأفكار السامية التي اكتسبوها والهمة العالية التي يملكونها تغلبت على الظروف المحيطة بهم ومضوا في طريقهم بعيداً عن أفكار ومعتقدات اقربائهم.

عاش الشهيد كبيراً ساميا يشق طريقه بسرعة البرق بثبات وإتقان وتفاني وطموح قلما تجده عند غيره. اذكر أن أحد الأصدقاء المقربين لي وللشهيد كذلك كان أكبرنا سناً وعقلاً ومكانة ومعرفة للرجال وكان يعرف الشهيد عز المعرفة، قال لي أن ابو حمزة يملك من المواهب والمميزات والطموح والهمة العالية ما يؤهله لتقلد مناصب قيادية عليا في الدولة وربما يصبح رئيس الجمهورية في يوم من الأيام ) قال لي هذا الكلام ولازال الشهيد صغير وفي بداية مشوار عمره. حينما تقرأ دفتر حيات الشهيد تجد أن معظمها كفاح وجهاد وجد واجتهاد ولم يحاول يوما طلب الراحة لبدنه.

تقلد الشهيد مناصب كبيرة في الجيش تمكنه من العيش مع طبقة الأثرياء، لكنني في هذه السطور أدلى بشهادة لله ثم للتاريخ تثبت نظافة يده وقلبه، اتصل بي ذات مرة فالتقينا بعد إنقطاع طويل فقال لي أريد أن استشيرك في موضوع، فذهب بي إلى حي الأندلس في صنعاء فتوقفنا ونزلنا من السيارة فقلت إلى أين؟ قال إلى بيتي قلت أين بيتك قال هذا وأشار الى مكان اقتربت منه تفاجاءت ببناء بسيط متواضع تحت الأرض يعني بدروم! قلت له هل تسكن هنا؟ قال نعم هذا بيتي لم أستطع أن أكمله وأريد أن ابيعه، لكن هل استطيع بثمنه شراء بيت جاهز، ما رأيك؟.

عندها أدركت أن الذي أمامي ليس إنسان فقط بل صنف من الرجال قلما نجد مثلهم في زماننا هذا. كان من أوائل من وقف مع دولته وجمهوريته ظهر هذا جلياً في حضوره ومشاركته في حروب صعده الست ضد الحوثي..

وكان السباق في مقاومة الإنقلاب الحوثي منذ ساعاته الأولى قاومهم بقلمه ومنصبه وخبرته وأخيرا قاومهم بيده وسنانه حتى فاضت روحه إلى بارئها ولسان حاله يقول: ‏بَحَثتُ عن هِبَةٍ أَحبُوكَ يا وطني فـلـم أَجِـد لـك إلّا قلبيَ الـدّامـي الخلاصة أن شهيدنا أدى واجبه بكل إخلاص وتفانٍ وجد فعلم الله سريرته وصدقه واخلاصه وجهاده فكافأه باعظم ما يحلم به أصحاب الهمم العالية.

ذهب نظيف اليد نقي القلب سليم العقيدة شديد الولاء لدينه ووطنه وجمهوريته. اسأل الله العظيم رب العرش أن يتقبله في الشهداء ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، ويا سعادة من حظي بميتة كميتة اللواء الدكتور عبدالله الحاضري.