عن برنامج رئيس الفصل والمبدع محمد الربع
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 4 سنوات و 6 أشهر و 13 يوماً
الأربعاء 20 مايو 2020 10:13 م
 

في آخر حلقات برنامج " رئيس الفصل " والتي بثت بالأمس على قناة بلقيس وضح الإعلامي المتميز محمد الربع المعلومة الخاطئة التي أوردها عن الشيخ عارف الصبري عضو مجلس النواب والذي كان قد قال عنه في إحدى حلقات البرنامج الناقدة للأحزاب السياسية في اليمن " أن الشيخ عارف الصبري قال حين فاز في الانتخابات البرلمانية أن الديمقراطية حلال فلما خسر قال أن الديمقراطية حرام " وقد وضح الربع أن الشيخ عارف الصبري مايزال عضو النواب وأعترف أنها كانت معلومة مغلوطة وأن تحريم الصبري للديمقراطية الغربية هو رأي له وهو حر برأيه .

من واقع معرفتي بالشيخ عارف الصبري فلم أعلم يوما أنه قال ان الديمقراطية حلال أو مشاركته في الانتخابات ودخوله مجلس النواب يعني إقراره بأن الديمقراطية حلال وإنما جاءت مشاركته في البرلمان من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما هو نهج الكثير من العلماء والدعاة والإسلاميين في اليمن وغيرها .

وبرأيي فهذا التوضيح ممتاز وخصوصا أن البرنامج مؤثر ويحظى بنسبة مشاهدة عالية جدا وبخصوص الديمقراطية الغربية فبعض العلماء يحرمها بإطلاق ويقول ان الشورى في الإسلام تغني عن الديمقراطية والبعض يقول لنأخذ من الديمقراطية ما يتوافق مع ديننا وما يخدم واقعنا خصوصا وأن الشورى الإسلامية تمثل جوهر الديمقراطية والبعض يقبل بها بشروط والبعض يقبلها كما هي بايجابياتها وسلبياتها ولكل حجته ودليله وعموما فالحديث في هذا الأمر يتشعب وليس هذا مكانه وزمانه ولا يعني هذا أنني أوافق الشيخ الصبري أو أخالفه في رؤيته للديمقراطية وإنما نقلت رأيه بحسب ما أعرف عنه .  

من الانصاف القول أن برنامج " رئيس الفصل " قد صنع الوعي السياسي عند اليمنيين ولفت الأنظار لكثير من الحقائق الهامة وصحح الكثير من المفاهيم المغلوطة بأسلوب ساخر ومؤثر والجميل فيه أنه انتقد الجميع من الحوثيين إلى الشرعية إلى الإنتقالي إلى التحالف ونحن في اليمن - الكل - للأسف لا نتحمل النقد ونعتبره سخرية واستهداف شخصي وعلى الفور نتهم المذيع بأنه من حزب كذا أو من جماعة كذا وأن قصده التشويه والتجريح مع أن في العالم كله هناك برامج ساخرة وناقدة لا يعد هذا البرنامج بجوارها شيئا فمن الطبيعي ان يوجه النقد للمسؤول والشخصيات العامة أيا كان موقعها وحزبها وتوجهها فهم في النهاية يدركون أنهم مسؤولون وطالما هم في مواقع المسؤولية وشخصيات عامة تصنع الأحداث فمن الطبيعي أن تكون تحت مجهر النقد ورقابة الصحافة والإعلام عموما .

لا يوجد شخص معصوم من الأخطاء وطالما ان الشعب اليمني في هذا الحال المزري والواقع المأساوي فإن قياداته من مختلف الجهات أقل ما يقال عنها أنها مجرمة بحق هذا الشعب وأنهم كلهم شركاء فيما وصلنا إليه وكلهم يتحملون المسؤولية عما حدث ويحدث وإن كانت مسؤولياتهم تتفاوت بحسب موقعهم من الأحداث ودورهم فيها .

نتمنى أن يتحول هذا البرنامج الساخر إلى برنامج أسبوعي ناقد للواقع السياسي بدلا من كونه برنامج سنوي لا نشاهده الا في رمضان .

 

كما نتمنى من كل وسائل الإعلام ومن كل إعلامي في أي وسيلة كان أو في جهة كان أن يتحرى الدقة والمصداقية وأن ينتقد من واقع معلومات صحيحة ومؤكدة ، ينتقد المواقف والممارسات ويتجنب الافتراءات والتشهير والتجريح في شخص من ينتقده .

ونسأل الله في هذه الليالي المباركة أن يفرجها على اليمنيين ويجنبهم كل وباء وبلاء ويحقن دماءهم ويكتب لهم السلام والأمان والتعايش والاستقرار .