من بادي الوقت
بقلم/ حسناء محمد
نشر منذ: 6 سنوات و شهرين و 29 يوماً
السبت 25 أغسطس-آب 2018 04:20 م

 فيما مضى من أَزمِنة كانت النساء في بيوت ذويهن تسرهن سترة الحائط، واللقمة وكسوة الشتاء والصيف إن وجدنها، فإن زيد قلادة بالعنق أو أسورَة تحيط بالمعصم، أو خادمة تحمل بعض الهم معهن فكأنما حيزت لهن الدنيا ..

وتبدل الزمان وفتحت الدنيا على الناس شر ما بها، وجعلت بينهم وبينها حواجز لا تكاد تتخطاها إلا ببيع قيمة عندك.. أو مبدأ أو راحة بال كلما اردت التوسع بها.

فما الذين غرفوا الغرفة بيدهم بقوا على الارتواء ..! وما الذين عضوا على قيمهم ماتوا بها جوعا ..! اليوم النساء أضطر بهن الوضع للبحث عن العمل في هذا الاطار الدنيوي المغري، وما حمّل من زينة القوم .. فتركن أبناءهن و أزواجهن وهدوء منازلهن، ودفء الأم والزوجة في تواجدها الدائم في البيت .

. وضربن بأرجلهن للبحث عن الرزق ، بل وأخذن بعضه من فم الرجال .. فكأنما تبدل الحال في مشهد درامي لا يخلوا من الكوميديا .. وما ذلك إلا أن الوقت اصبح له متطلب لا ينتهي . وصور شكلية طغت على ما في باطن الأمر .. إنما قد تضطرك الحياة فعلا لأن تجول بها وتصول، حين تقطع عنك مدد دفئها وظلها، وتأنف نفسك عن الحاجة إلى أحد .

ولكن هذا لا يعني أن تخرج بلا جلباب يقيك من حرها. ولا يعني هذا أن تكون بها مثل الذي أراد أن يعَرّف عن نفسه لمن تجاهله فأخذ ينزع عنه رداءه حتى ظهرت سوءته! ثم أنه لا بد وأن يمر في الوقت سحابة مظلمه، لا تعد ترى بها ، فتمهل حتى تنقشع .. فإن عاجلتها بضيق نفسك، وتخبط أفكارك ومشاعرك، سقطت في وحلها.

من بادي الوقت وهذا طبع الأيام ..... عذبات لايام ما تمدي لياليها..

حلو الليالي توارى مثل لأحلام.. ..محظور عني عجاج الوقت يخفيها..

أخاف العمر أراجع سالف أعوام.. .. وأنوخ ركاب فكري عند داعيها.

دمتم بخير .