بقنابل وصورايخ خارقة للتحصينات… ضربة جوية قوية في قلب بيروت وترجيح إسرائيلي باغتيال الشبح عربيتان تفوزان بجوائز أدبية في الولايات المتحدة قوات كوريا الشمالية تدخل خط الموجهات والمعارك الطاحنة ضد أوكرانيا هجوم جوي يهز بيروت وإعلام إسرائيلي: يكشف عن المستهدف هو قيادي بارز في حزب للّـه مياة الأمطار تغرق شوارع عدن خفايا التحالفات القادمة بين ترامب والسعودية والإمارات لمواجهة الحوثيين في اليمن .. بنك الاهداف في أول تعليق له على لقاء حزب الإصلاح بعيدروس الزبيدي.. بن دغر يوجه رسائل عميقة لكل شركاء المرحلة ويدعو الى الابتعاد عن وهم التفرد وأطروحات الإقصاء الانتحار يتصاعد بشكل مخيف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. طفل بعمر 14 عاما ينهي حياته شنقاً تقرير دولي مخيف....الإنذار المبكر يكشف أن اليمن تتصدر المركز الثاني عالميا في الإحتياج للمساعدات الإنسانية حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
في سلسلة المقالات التي وعد بها الأستاذ نصر طه مصطفى ترشيد الخطاب وعقلنته عبر صحيفة الناس كانت وظيفة المعارضة في مقاله الأول هي توجيه الوعظ والنصح للحاكم، غير أن هذا رأي لم يعد يقول به أحد في عالم اليوم، وليس مستساغاً أن يقوله أحد من العامة ناهيك أن يكون من النخب! وظيفة المعارضة أن تقدم نفسها كبديل للحاكم، باعتبارها الأكفأ أشخاصاً وسياسة، وليست مجرد ناصح بالتي هي أحسن! ترى هل نحن هنا بحاجة لأن نذكر الأستاذ نصر بأن المعارضة تعني السعي لتداول السلطة سلمياً وليست تبصير الحاكم بأخطائه " لعله يذكر أو يخشى "؟
في النظام السياسي التعددي، لا تعني المعارضة غير ذلك حيث معارضي اليوم هم حاكمي الغد.
ولعل الأستاذ القدير نصر أراد تذكيرنا وهو يطالبنا بالقول الحسن واللين في مخاطبتنا للحاكم بالتوجيه الرباني الذي وجهه الله لموسى وأخيه وهو يأمرهم أن يبلغا رسالته لحاكم زمانهم، غير أنه نسي أنه بذلك يذكرنا بحاكم طغى وتجبر في ظل نظام سياسي كانت معادلته " أنا ربكم الأعلى "، حيث " ربٌ وعبيد " هما طرفا العملية السياسية، ولا نرضى لرئيسنا هذا التشبيه الظالم، ولا نعتقد أن أستاذنا نصر يرضاه له كذلك، فما باله لا يمل يجرنا إليه؟
* دعاية انتخابية مؤتمرية في " حروف حرة "!!
حزب الإصلاح أكبر أحزاب اللقاء المشترك وقلبه النابض لا بد من ترويضه أيضاً، هكذا كان الهدف التالي محددا بدقة، عمود" حرف حرة " لدى الإصلاحيين ذو شجون، وصحيفة الناس يقرأها الإصلاحيون على نطاق واسع، وهي تنافس الصحوة حظوة لديهم، فلتكن مواد العمود الأسبوعية دعوة إلى " أن لا يلجأ البعض إلى تضخيم الأمور وتصويرها بسوداوية فظيعة " وليس على البعض أن " يتحدث وكأن البلد على وشك الانهيار، مع أن كل المؤشرات تقول عكس ذلك تماماً " ومضى صاحب حروف حرة يُـسمع الإصلاحيين " ضرورة أن تصبح المعارضة مصدراً لتنوير صناع القرار في الحكم " وأخذ يعد بأن تكون مقالاته القادمة من أجل " وضع الأمور في موضعها الطبيعي، وأن يستقرئها بأكبر قدر ممكن من الواقعية والموضوعية ".
موضوعية الأستاذ نصر بدت بعد سطر واحد من مقدمته قال " هناك استهداف واضح للرئيس علي عبد الله صالح " و هناك تجن ٍ شديد من أولئك القائلين بأن الرئيس الذي لم يفعل شيئاً خلال ال28 عاماً، ما الذي سيفعله في السبعة القادمة!
هكذا بدا الأمر واضحاً لي، وعليه أن يكون واضحاً لأي شخص غيري، بأن الأستاذ نصر يقوم بدعاية انتخابية لمرشح حزبه، التوقيت وطريقة ومكان العرض تؤكد ذلك.
لست هنا غاضبة من استخدام صحيفة الناس كمنبر للدعاية الانتخابية المؤتمرية، كنت ولا أزال أدعوا إلى أن تكون جميع الصحف أهلية وحزبيه مفتوحة للرأي والرأي الأخر، ناهيك عن أني أعلم أن " الناس" صحيفة أهلية لصاحبها حميد شحره، هو من يضع لها سياستها وليس حزب الإصلاح أو غيره، لكنني أطلب أيضا من نقيب الصحفيين الجديد أن يحل لنا هذه الإشكالية المعقدة وهو يطالبنا بإنصاف الرئيس، والإشادة بإنجازاته، ماتمتلكه المعارضة بالكاد ثلاث صحف، هل من المعقول أن تخصص لإنصاف الحاكم! وهل من العدل أن يشغلها بالحديث عن منجزات الحاكم وهو الذي احتكر الإعلام المرئي والمسموع؟! والذي له تسعٌ وتسعون صحيفة وللمعارضة صحيفة واحدة!! ألا يرى أنه من الإنصاف أيضاً قبل ذلك أن يعيد لنا منابرنا المغلقة كالشورى وغيرها، وأن يسعى لتمكيننا من امتلاك وسائل الإعلام المرئية والمسموعة أسوة بالحزب الحاكم وحكومته؟!
* صمام أمان الوحدة، رجل المرحلة، لم يحكم فعلاً!!!
في السؤال الذي اختاره الأخ نصر مصطفى كعنوان لمقاله " هل حكم الرئيس فعلا 28 عاما؟ " كانت الإجابة التي يريدها الأستاذ نصر معروفة تماما، لا لم يحكم الرئيس وليس هو المسئول عن الإخفاقات!!
المسئولون إذاً هم غير الرئيس.. المعارضة، والظروف القاهرة، وليست البطانة الفاسدة هذه المرة!!، إن هذا المنطق غير السليم كثيرا مايدخل أصحابه في تناقضات لاحصر لها، فهو مثلا ينسف توصيفات كان يقولها الأستاذ نصر عن الأخ الرئيس، كصمام أمان الوحدة مثلا، فكيف يكون صمام أمان الوحدة إن لم يكن يحكم، وكيف يمكن أن نحسبها إنجازا خالصا له؟ ودعك من المقولات التي تعد الحفاظ على الثورة والسلم الاجتماعي مرهونا ببقائه.
الرئيس دوماً رجل المرحلة والقوي والقادر على الحفاظ على الوحدة، وعد ماشئت من مكتسبات تتناقض مع ما أورده لاحقا من القول من أنه كان مغلوبا على أمره في الجانب الأكبر من مراحل حكمه.
الرئيس قال مؤخرا أن التغيير سيفضي إلى الصوملة والعرققة -إن صح التعبير -، على ذلك فالرئيس لا يقبل أن يقال إنه لم يكن الرجل صاحب الأصل والفصل في كل ثانية وآن!
* التجني على حزب الإصلاح!
إن لم تخني الذاكرة قرأت أكثر من مقال بعد الحرب لنصر مصطفى يحث فيها الرئيس على اجتثاث الفساد كان يقول أن الرئيس قادر على ذلك وليس هناك عذر مقبول له بعد الآن، كان يقول أنها نقطة حاسمة وفاصلة في التاريخ وأن الرئيس الذي لم يعد له شريك أو ند أو خصم يؤبه له يستطيع أن يفعل ذلك وأكثر.
قرأنا له أيضا بعد ذلك يأسف كيف نجح لوبي الفساد في تحريض الرئيس وإقناعه في جعل الإصلاح العدو الأخطر له.
لكنه وبعد الانضمام لم يكتف بالتماس العذر والمبرر للرئيس لما لم يقم بالواجب في فترات طويلة من حكمه بل راح يحمل الآخرين المسؤولية، المؤسف هنا أن الأستاذ نصر لم يعد يحمل البطانة الفاسدة السبب كما كان يفعل ذلك سابقاً، لأسباب كثيره كان على نصر أن يترك الحديث عن البطانة الفاسدة إلى غير رجعة فذلك أمرٌ لم يعد مستساغا لدى الرئيس ولا غيره كما أنه سبب كاف لخصومة ليس بقادر عليها.
الأجدى إذاًَ : أن يقول هذه المرة أن الإصلاح يتحمل المسؤولية خلال الفترة من 90 الى97 بسب المماحكات!! أي مماحكات ياأستاذ؟! ممكن أن نقبل هذا الادعاء من أي إعلامي آخر في الحكومة وحزبها، لكنه لن يكون مقبولا أبدا أن يأتي من الأستاذ نصر طه مصطفى وهو أول من يعلم كم تفانى الاصلاحيون - وكان أحدهم - في تذليل مهمة الرئيس للإصلاح والتغيير، وكم ظل يخدمه ويسنده بغير مقابل وبالحكمة والموعظة الحسنة التي تعلمها الأستاذ نصر منهم قبل أن يَعلم الاصلاحيون أنهم كانوا " يرجون في الماء جذوة نار "!!
هناك تجنٍّ واضح على الإصلاح الذي ظل يمنح الرئيس ويوفر له غطاء شعبيا من صعدة إلى المهرة، غطاء كان كافيا للقيام بأي إصلاحات حقيقية لو توفرت له الإرادة، لم يكن الإصلاح يوما يشكل عاملاً سلبيا على التغيير، ذلك كذب.. افتراه الذين خلقوا للرئيس خصما وهمياً، كمبرر لاستمرار بقائهم ووظيفتهم التي انتهت مع الحرب الظالمة في صيف أربعة وتسعين، وأربأ بالأستاذ نصر أن ينضم إليهم - ربما - من حيث لا يشعر!!
* بل حكومة لصوص، ووضع مرشح للانهيار
الرخاء والإنجاز الذي تحقق خلال الاستقرار نسمعه كثيرا من غيره، هي مقتضيات الدعاية الانتخابية التي جعلت الأستاذ نصر ينظم إلى قائمة المتحدثين عن المنجزات العظيمة التي شهدها الوطن .
قال " تحقق لليمن خلال السنوات السبع الأخيرة والتي تميزت بالاستقرار مالم يتحقق لها خلال نصف قرن من أيام الثورة "أستاذي القدير أرجوا أن لا تنسى أن عمر الثورة الذي تكلمت عنه احتكر علي عبدالله صالح ثلاثة أرباعه!!
ومع ذلك سنسأل ماهي مقاييس الانجاز التي تستخدمها على غير ما يفعل اقتصاديوا العالم ومؤسساتهم البحثية، تقاريرهم تؤكد أننا دولة فاشلة وأنها مرشحة للانهيار في أية لحظة، هناك إجماع عالمي على ذلك، هناك تقارير تقول إنها حكومة اللصوص هذه التقارير تصاعدت تحذيراتها أخيرا خلال فترة السبع السنوات الأخيرة التي تصفها بفترة الإنجاز!! كل المؤشرات تقول عكس ذلك تماما، مقولة " الإنجاز " هذه حين تأتي منك وأنت الذي تدعو إلى النصح و تعد بالإصلاح من الداخل تكشف عن أي نصح سيستمعون إليه، وأي إصلاح سيحدث!!.
سأقول أخيراً كان بإمكاني أن لا أكلف نفسي عناء الرد على أي من كتاب الحزب الحاكم، أمر طبيعي أن يشيدوا بمرشحهم والانتخابات على الأبواب، غير أن اختيار رئيس وكالة سبا للأنباء لصحيفة الناس لعمل الدعاية الانتخابية وعبر عمود " حروف حرة " يجعل من الرد والتعقيب أمراً لابد منه.