آخر الاخبار

مؤتمر مأرب الجامع: متمسكون بتحرير  بلادنا سلما او حربا ولا يمكن القبول بأي مفاوضات لا تكون تحت المرجعيات الثلاث تحرك أمريكي لخنق الحوثيين عبر آلية التفتيش الدولية في مكافحة تهريب الأسلحة تعرف على اشهر الاشاعات التي غزت سوريا عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد سقوط الأسد الكشف عن قيمة الأصول السورية المجمدة في سويسرا عاجل الحوثيون يدفعون بالأطباء في صنعاء إلى تدريبات عسكرية وتهدد المتخلفين بالخصم الحوثيون يجبرون المشايخ والوجهاء جنوب اليمن على توقيع وثيقة تقودهم للجبهات وترغمهم على التحشيد المالي والعسكري خيارات محدودة أمام عبدالملك الحوثي بعد استسلام ايران لهزيمتها في سوريا ...نهاية الحوثيين البشعة عاجل : الحرس الثوري الإيراني يقر بالهزيمة في سوريا ويدعو إيران الى التعامل وفق هذه التكتيكات أول اعتراف رسمي بعلم الثورة السورية في محفل عالمي كبير (صورة) تفاصيل لقاء ‏وزير الدفاع بالملحق العسكري بالسفارة الامريكية في الرياض

في حضرة "الرائي"
بقلم/ د. محمد جميح
نشر منذ: 8 سنوات و 3 أشهر و 6 أيام
الإثنين 05 سبتمبر-أيلول 2016 03:13 م
مرة اتصلتُ للأستاذ.
والأستاذ في اصطلاحنا هو البردوني.
قلت أريد أن أجلس معك وحدنا، في الموضوع الذي كلمتك عنه.
قال: تعال بعد الثامنة مساءً.
وذهبت للبيت.
ضربتُ الجرس. 
جاء صوته عبر السماعة على الباب الخارجي: من؟ 
قلت: محمد جميح.
قال: أهلاً وسهلاً.
فتح، وقال: ادفع الباب.
دفعت الباب، ودخلت الحوش الصغير.
كان يسبح في بحر من الظلمات.
البردوني لا يحتاج إلى النور
يحدث ألا يحتاج "الأعمى" إلى النور، فيما يحتاجه "المبصرون"...
كان واقفاً على الباب الداخلي للفيلا، فيما أنا أتحسس طريقي عبر الحوش خلال الباب الخارجي.
وصلت إليه، قال: اصعد، وخطا خطوات إلى الباب الخارجي، ليتأكد من أنني أغلقته بعدي.
أخذت طريقي عبر الدَرَج إلى الغرفة التي يلتقي فيها مريديه.
كانت الأنوار مطفأة، ولا يوجد غير خيط واهن من ضوء خافت يأتي من تحت الباب الذي يفصل الجناح العائلي عن جناح الأستاذ.
صعدتُ الدرج، لا أرى شيئاً، إلى أن دلفت الغرفة، وحاولت أن أتلمس مفتاح الكهرباء لأشعل الأنوار، قبل أن يلحق بي إلى المكان، ولكن دون جدوى.
بدأ حسه يقترب، شيئاً فشيئاً.
وكان ما لابد منه...
أن أسأله عن مفتاح الكهرباء، بحرج مبصرٍ يسأل أعمى عن الطريق...
قلت بخجل: أستاذ، أين مفتاح الكهرباء؟
آه...وقعت في "المطب"، الذي أعده "الرائي" الكبير لي...
ضحك البردوني ضحكته العالية، وقال: ها قد جئنا إليها، أعمى يقود بصيراً...
وبلمحة خاطفة أضاء الغرفة بكبسة على مفتاح الكهرباء...
وبدأ الحديث...
وكانت ليلة من أجمل ليالي صنعاء...
كان البردوني فيها مبصراً عظيماً ينقلني من مكان إلى آخر في تخوم السماء...
الله يا بردوني...
الله يا صنعاء...
والله ما رأيت في غربتي مثل البردوني...
ولا رأيت مثل صنعاء...