قبل أن نعض أصابع الندم في الجنوب
بقلم/ د.عمر السقاف
نشر منذ: 8 سنوات و شهرين و 21 يوماً
الثلاثاء 05 يناير-كانون الثاني 2016 11:44 ص
يمر الجنوب اليوم بأصعب وأعقد ظرف في تاريخه الحديث ويشبه الى حد كبير مرحلة نهاية الستينات وبداية سبعينيات القرن الماضي مع إختلاف الظروف من جهة وتشابهها من جهات وحتى لايعيد التاريخ نفسه ولتفادي تكرار مآسي تلك المرحلة لابد من وضع النقاط على الحروف والنظر بعمق والوقوف أمام تفاصيل هذا المنعطف الخطير حتى لا نقع في الهاوية ونتذكر أنه عندما غاب المخلصون في النكبة الاولى تسيد الهمج الرعاع فحصل ماحصل .
مايحدث في الجنوب منذ سنوات ليست أحداث عفوية بل مخطط لها بعناية من أطراف في داخل الجنوب وأخرى من خارجه التقت الاهداف وتقاطعت المصالح .
 في السنوات الاخيرة حدثت في الجنوب تعبئة كبيرة وهائلة وتضخيم مقصود لكل صغير وكبير ولعب بعواطف شعب مظلوم مقهور أستخدم في هذه التعبئة امكانات هائلة وتم إدارة حملات إعلامية ضخمة هدفها هوشحن الناس بأعلى قدر من الكراهية والاحقاد ضد كل ماهو شمالي وبلغ الشحن ذروته عبر قناة (عدن لايف) التي كانت تمارس التضليل والكذب جهاراً نهاراً وتدعي كذباً أنها صوت الجنوب وعندما كان الجنوب يُدمر أختفت كما اختفى معها كل الرموز التي كانت تشعل فتيل الفتنة وتبث الاحقاد .
 عدن لايف كانت رأس الحربة والصوت الإعلامي للمشروع الفارسي في الجنوب كان المخطط أن تكون مثل (المنار) و (المسيرة) .
 ايران تعرف أن الجنوب سني لهذا سعت الى غزوه غزو سياسي ولا أحد يستطيع أن ينكر الدور الذي قام به علي سالم البيض من جهة وعلي ناصر محمد وحسن باعوم عبر نجله من محاولات حثيثة لجعل الجنوب جزء من مشروع إيران ومنظومتها .
 قدامى الاشتراكي ومنظريه هم من كانوا يديروا هذه اللعبة خلعوا شعار الحزب الاشتراكي ولبسوا رداء الحراك الجنوبي واستطاعوا بكل أسف أن يتمكنوا من إختراقه ساعدهم في ذلك كوادر من حزب المؤتمرالشعبي الذين قاموا بنفس الدور وهو السيطرة على الحراك والتحكم به واستثمار عواطف شباب الحراك صغار السن والمتحمسين لجعلهم السلاح الذي يحققوا به أهدافهم .
تمكنت عاصفة الحزم من العصف بهذا المشروع واعاقته لكنه لايزال قائم ولن يتم وأده الا بوعي جنوبي بحقية مايخفيه هذا المشروع من خطر كبير يهدد الكيان الجنوبي بالتمزق والتفكك .