محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد
صحراء النفود السعودية.. الشاهد الأكبر على الانتقال من قسوة البداوة إلى رفاهية المدن
كان للبدو في الجزيرة العربية، نقطة تحول في حياتهم، مع توفر وسائل التقنية التي من السهل نقلها من مكان إلى آخر
بطل المسلسل الرمضاني «بيني وبينك» مناحي مطلق (فايز المالكي) المُتابع في السعودية بمستوى مُنقطُع النظير لم يأت بجديد، وهو ينقل أفراد قبيلته من قساوة الصحراء، إلى حياة تشوبها الرفاهية، التي من الممكن أن تخفف عنهم شدة الحياة الصحراوية في الجزيرة العربية. ولم يجل في خاطر البدو الرُحل في السعودية، من قاطني صحراء النفود الكُبرى في البلاد، التي تُعد الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، أن يأتي زمنٌ يكونون فيه، على مقرُبة مما يُسمى «العولمة»، التي كانت سبباً في تحويل منازلهم التي تُحاك من أصواف الحيوانات، وتفتقر لأبسط مقومات الحياة، إلى أماكن لا ينقصها عن المدينة التي تعُج بالرفاهية بكافة أشكالها أدنى شيء.
مطلع العقد الحالي، كان للبدو في الجزيرة العربية، نقطة تحول في حياتهم، مع توفر وسائل التقنية التي من السهل نقلها من مكان إلى آخر، إلى أن بلغ الأمر، ان دُعيت من أحد قاطني تلك الصحارى، لن تشعُر بالفرق في حياتهم عن حياتك التي تعيشها في المدن العصرية، إلا في إحساسك بالهدوء التام، حال خروجك من ازدحامات المدن. فمن السهل جداً أن تقوم بزيارة أي منهم، وأنت تنعم بكافة وسائل الرفاهية، سواءً من حيث توفر «الستلايت»، أو من حيث توفر البيوت المتكاملة المتنقلة، التي يتم تجهيزها عبر متخصصين، والتي تحوي بدورها «غُرف نوم، ومطابخ، وصالونات، ودورات مياه»، مثلها مثل أي منزل داخل أي مدينة على وجه المعمورة، وهو ما انتشر في السعودية والخليج خلال الحقبة الأخيرة من الزمن، وإن كانت هذه المنازل المتنقلة لا تزال عند فئة محدودة جدا، إلا أنها بدأت في الانتشار بشكل أكبر من الفترة الماضية.
في السابق، كانت حياة البدو في السعودية والخليج، ترتكز فقط على الرعي خلف قطيع الأغنام، والبحث عما يُسمى بلغتهم «مراتع» لمواشيهم، التي قد تصل اهميتها لديهم اهمية الأبناء، إلا أن ما طرأ على حياتهم حالياً، اختلف كثيراً عن ذاك الوضع، فالقنوات الفضائية الإخبارية، والشعرية، والأخرى على كافة اهتماماتها، وجدت في نفوس بدو الجزيرة العربية، اهتماما قد يُساوي اهتمام أبناء المدن ممن يُسمون في البلاد «الحضر».
الإشارات الأخرى التي تدل على تقبل البدوي البسيط في السعودية لحياة العولمة، إن جاز التعبير، هي لجوؤهم إلى استخدام وسائل اتصال قد تكون حربيةً نوعاً ما، في التعامل مع رعاة أغناهم من الأجانب، وهي استخدامهم لأجهزة لاسلكية، يُهدف من خلالها معرفة موقع قطيع الأغنام، وهو ما يُعرف في السعودية بأجهزة «الكينويد»، إضافةً إلى الهواتف الجوالة التي يحملونها أينما ذهبوا.
جلسات السمر الخاصة بالبدو الرُحل في الخليج، والسعودية على وجه التحديد، باتت تختلف عن الزمن السابق، الذي كانت فيه تلك الجلسات، لا تُحيى إلا بالشعر النبطي، والآلات الموسيقية الخاصة بهم، كـ«الربابة»، باتت على اختلاف جذري تام هذا الزمن، الذي تحولت فيه تلك الجلسات من جلسات شعر، إلى جلسات فضائية، إن جاز التعبير، عقب دخول ما يُسمى «العولمة» الى حياتهم بطريقة لم يُخطط لها من قبل، إلى أن بلغ الأمر في ما بينهم، الى التنافس من حيث الفضائيات التي تخرج لهم عبر تلفاز «بيت الشعر» البسيط.
صحراء النفود الكبرى، تُعدُ من الصحارى الأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وأشدها وعورة، وهي التي تمتد ما بين منطقة حائل شمال السعودية، ومنطقة الجوف، والحدود الشمالية، ومنطقة تبوك، وتقطنها أعداد كبيرة من البدو الرحل، منذ أمدٍ بعيد، ويعتبرونها موطنهم الأصلي، ويعتمدون في حياتهم على تربية المواشي من الإبل والأغنام.
* الشرق الأوسط