اندلاع مواجهات عنيفة بين مليشيات الحوثي ومسلحين قبليين في صنعاء وقبائل خولان الطيال تتداعى إلى منزل «الشيخ الغادر» مليشيات الحوثي ترغم نحو 41 مسؤولاً متحوثا على حضور دورات طائفية في صنعاء الاستخبارات الألمانية تستعين بجيمس بوند محكمة أبوظبي تصدر أحكاما رادعة بحق 54 شخصا بعضهم بالمؤبد والسجن والابعاد في قضية «التجمهر» تحذير سعودي شديد اللهجة لكل القادمين الى المملكة بتأشيرة الحج.. وتلويح بالعقوبات تدخل عاجل من المجلس الصحي السعودي بخصوص علاج السكري والأعشاب خفايا و «كواليس» قرار انسحاب بايدن من السباق الرئاسي الأمريكي .. تفاصيل قبيلة آنس تشيع أحد قيادات الجيش الوطني الى مقبرة الشهداء بمأرب استئناف العمل بميناء الحديدة وحصيلة أخيرة بضحايا القصف الإسرائيلي خبير عسكري يأتي برواية مختلفة تماما ويكشف عن طرف ورط الحوثي لتبني الهجوم على تل أبيب!
الوطن في رأيي الشخصي هو قطعة جغرافيا في مكان ما على وجه الكرة الأرضية يعيش فيه مجموعة من البشر تربطهم ببعضهم روابط الدين أو اللغة أو العرق أو حتى الإنسانية.. يحتكمون فيما بينهم لسلطة تنظم أمور حياتهم عبر شرائع وقوانين وأحكام وأعراف.
يتمتعون جميعا بما حباهم الله من ثروات متنوعة على تلك الجغرافيا..
بمعنى آخر الوطن هو أرض وإنسان وسلطة وثروة ولا يمكن أن يسمى الوطن وطنا مالم تكن أعمدته الأربعة قائمة.
ثم تأتي الوطنية والمتمثلة بولاء الإنسان لتلك الجغرافيا من الأرض، محكوم ذلك الولاء بمجموعة من الحقوق والواجبات في السلطة والثروة.
فمن غير المعقول أن يستحوذ على السلطة فرد أو أسرة أو جماعة بطرق غير شرعية ويعتبرها ملكا خاصا له يورثها لأبنائه من بعده ولا يحق لأحد منازعته فيها بينما، ويظل البقية من البشر مطلوب منهم فقط واجب الولاء لهذا الوطن، دون السماح لهم بمجرد حرية التعبير عن آرائهم إن كانت غير متوافقة مع أهواء مالك السلطة.
ومن غير المعقول أيضا أن يتحكم مالك السلطة بثروة البلد وكأنها وريثة ورثها من آبائه وأجداده كابرا عن كابر ولا يحق لأحد من أبناء البلد مطالبته بشيء منها.
عندما تختل موازين الحقوق والواجبات في السلطة والثروة بين الحاكم والمحكوم يتحول الحاكم إلى زعيم عصابة لا يهمه من المحكومين إلا الواجبات التي تقع على عاتقهم دون الالتفات لأدنى حقوقهم.
الإنسان الذي يعتبر حجز الزاوية في الوطنية ومحور ارتكاز السيادة عندما يصبح لا قيمة له في ظل تسلط العصابات والمليشيات التي تقدس كل شيء من سلطة وثروة إلا الإنسان فلا قدسية له عندها فدمه يسفك وعرضه ينتهك وحقه يستباح وحريته تصادر، تحرك ضده الغزوات فتقتله وتدمر بيته ومدنه وقراه، ويفرض عليه الحصار فلا كهرباء ولا ماء ولا غاز ولا غذاء ليصبح محروما من أبسط مقومات الحياة.. بينما تنعم تلك العصابة والمليشيا برغد العيش بتوفر الاساسيات والكماليات بحجة أنها في جهاد.. جهاد ضد من؟ ضد ذلك الإنسان.
حين تتحكم في الوطن عصابة أو مليشيا فتصادر الأرض وتقتل الإنسان وتغتصب السلط وتنهب الثروة فبأية وطنية يتشدقون وعن أية سيادة يتباكون؟!