ممنوع استقبال ساركوزي؟!
بقلم/ فكري قاسم
نشر منذ: 16 سنة و 10 أشهر و 4 أيام
الخميس 17 يناير-كانون الثاني 2008 12:59 ص

وقف أحد الباعة المتجولين في شوارع العاصمة مقطباً وجهه ومتضايق جداً من زيارة "بوش" للمنطقة العربية.كنت لحظتها اشتري منه علبة سجائر,وحدثني بغضب: "والله لو في يدي قرار منع هذا المجرم "بوش" من الدخول إلى بلداننا، والله ما أتراجع".  

بدا متحمساً للغاية وقبل أن يكمل عبارات سخطة تلك نط عليه فجأة ـومن حيث لا ندري ـ 3من عسكر البلدية..المهم الراجل اعتجم,وظهر كما الأرنب الخائف في حضرة نمر مفترس!  

بالنسبة للباعة المتجولين تبدو زيارة عسكر"البلدية" كارثة حقيقية إذا ما قارنوها مثلاً بزيارة "بوش" للمنطقة!  

وبعد قليل مُشادة مُعتادة ـ لم أستطع للأمانة أن أحسمها لصالحه كون القانون يمنع أصحاب البسطات والعربيات التجول في الشوارع الرئيسية,لذا أخذوا "العربية"حقه فوق شاحنة نشطة وغادروا المكان.  

قُلت سأواسيه بكلمتين..وقبل أن أقول أيه شيء،كان وجهه بائساًوهمس إلي بسخطٍ مُضاعف:  

-هيا شُفت, وقَلَّك بوش غلطان؟!(مسرع غير قناعاته؟اننا شعوب بلاذاكرة)..
 

انفجرت من الضحك لحظتها..كم هو تلقائياً وعميق.  

  ولقد غادرته مهموماً به,ومقتنعاً ايضاً ان"بوش" أو أي"مربوش" يستطيع أن يسرح ويمرح في كل مربعاتنا الجغرافية طالما والشعوب غلبانة!
 

وطالما ان جاهزيتنا القتالية مُسخرة "لفِجّاع"الناس في الداخل,ولتربيتهم كمان,ولضرب مشاريع التصالح والتسامح كما حدث في ساحة الهاشمي,فان علينا شعوب العالم"المربوش "ان نعيش حياتنا نلعن "بوش و"ساركوزي"ونهرب من غلاء الأسعار ومن عساكر البلدية!؟  

>بالمناسبة..يتباهى "ساركوزي" بصداقته مع عارضة الأزياء "كارلا بروني".ويتباهى آخرون بأنهم تخلصوا من أصدقائهم وشركائهم في السلطة!
 

امانه ان ساركوزي هذا قليل ادب.  

وفي الوقت الذي كان يتحدث فيه قرابة الساعتين أمام 600صحفي عن سياسة التحضر التي يعتزم تبنيها في فرنسا ـ ذلك شأنه "هو حُر" ـ كان واحد غيره"احزوا من,انا ماليش دخل؟"يقف امام أكثر من 5ألف مقاتل يشتم الصحفيين في بلده ويصفهم بأنهم خَّونة!ياااانعمة الله دومي.  

مش قلت لكم,ساركوزي هذا واحد قليل أدب!  

وردً على سؤالٍ حول زواج مُحتمل بينه وصديقته "كارلا" قال: "لقد أدركتم أنها علاقة جيدة، لكن ليست "جورنال دو ديمانش" هي التي تحدد موعده ـ في إشارة إلى المجلة الفرنسية التي أوردت خبراً بأن موعد الزوج مرتقب في 9فبراير.(ألف مبروك مقدماً).  

لا حظوا فقط كيف كان هدوء الرد الرئاسي على أكثر الأسئلة المُزعجة في حياة فرنسا الآن.  

> آآه كم هذا الساركوزي قليل أدب!
 

  عند زيارتة لمصر-في اجازة-قبل اسابيع بصحبة"صديقته" اعترض احد اعضاء مجلس الشعب المصري على تلك الزيارة.انامعه في ذلك,ينبغي احترام عاداتنا وتقاليدنا.لكن مثلاً مثلاً,هل كان ينبغي لساركوزي وهو القادم من تحت إبط برج إيفل العملاق أن يدفن رأسه وصديقته في شقة يستأجرها بالخفى، ولا من شاف ولا من درى!؟
 

لاينبغي ان اتعاطف مع هذا الساركوزي بوصفه عاشق,ذلك شأنه الخاص,بل بوصفه رجل دولة وبوسعه أن يفعل آفات الغفلات خفية ثم يظهر برداء من العِفة، والناس من حوله تدعو المولى عز وجل بأن يحفظه ويقوي رُكبه,ويهلك الغرب الكافر!  

والغريب –وماغريب الا الشيطان-ان أصغر مدير عام في بعض بلدان عالمنا المربوش يستطيع أن يمارس كُل غرائزه المخفية في فيلا خاصة،ويُدفع إيجارها من الموازنة العامة كمان!  

هو العداء المطبوخ جيداً بإسم الجنة ورضوان الله.هذا كل مافي الأمر.  

كان الأحرى بنا ان نخوض مع الغرب نزالا لبلوغ اقطار السماوات والارض,ولن نبلغها الابسلطان,بالعلم يعني,مش بـ"المخاوصة"والدم ودفن الضحايا!  

احرى بنا ان نخوض نزالاًباتجاه العقل.العالم حولنا يقطع أشواطاً في اتجاه التقارب والتكتل(خذوا الاتحاد الاوربي مثلاً)ونحنُ-عمل ياشعب-نقطع أشواطاً للعودة الى الوراء! في اتجاه التمزق والإنفصال.. وفي اتجاه نفي الآخر دائماً,وفي اتجاه التمترس خلف القبيلة والقرية و الخرافة.وقلّك بوش غلطان..عى حدتعبير صاحب العربية.  

العالم من حولنا يطلب الحياة ليعمرها,ونحن كُسالى"موَّسحين"نراقب الخصوصيات والأخلاق.اننا نطلب الحياة لنعيدها 1500سنة الى الوراء!  

نخوض معاركاً لاعلاقة لها بالحياة اطلاقاً, ونطلب الموت والدم في كل خطاب!؟  

وبالمنطق هذا شيء طبيعي.. نحن نطلب الموت هرباً من عجزنا ومن عدم قدرتنا على الإجابة عن هذا السؤال المهم:لماذا خلق الله الحياة؟  

اتحدى واحد من طحاطيح السياسة والدين ان يرد على هذا السؤال!  

يبدو اني زيدت الفلسفة شوية..انا اسف.  

• إلى أين وصل بوش بزياراته الى المنطقة؟لا يبدو الجواب مُهماً.
 

قولوا لي إلى أين وصل الباعة المتجولون مع البلدية؟وهل أعادوا,او سيعيدوا"عربياتهم" المُصادرة؟ذلك هو الأهم الان.  

ثم ان الوضع في الداخل كله "مربوش" للغاية ويتطلب من الجميع العقل.  

 *السُلطة المحلية *
 

المشكلة ليست-فقط- في كون الباعة المتجولين يشوهون منظر المدينة,ويسببون ازدحاما في الشوارع الرئيسية اويخالفون القانون، بل في كون قوانين نظافة المُدن غدت مُتعالية ولا تنزل ل إلى مستوى هذه الشريحة العريضة من الناس.  

الذي يتم دائماً,إما ينفوهم إلى أسواق بعيدة لا تخدم طبيعة منتجاتهم السريعة أو السفري، أو يُترك الأمر للإبتزاز!  

لابد من ايجاد بدائل مدروسة.والكورة الان في ملعب معالي وزير الإدارة المحلية..  

  *** ***
 

.

Fekry19@hotmail.com