إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء'' الآلاف من قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا تستعد ''قريباً'' لخوض القتال ضد أوكرانيا
محمية برع الطبيعية الخضراء الساحرة بجمالها الأخاذ وطبيعتها الرائعة التي تحتضن في ثناياها مخزوناً طبيعياً لا يقدر بثمن، ينتشر في اتجاهاتها المختلفة الخضراء الفاتنة بمناظرها الخلابة وبمحتوياتها الفريدة، الممتدة بطول خمسة كيلو ونصف، وبارتفاع جبالها الشاهقة التي تحتوي غابات برع بارتفاع من 2700 إلى 3000 متر، وتغطي أشجارها الباسقة ونباتاتها الكثيفة مساحته الجبلية من أسفل جبل إلى أعلى جبل من شماليها إلى جنوبها، مكونة بذلك لوحة جمالية طبيعية بديعة يعجز اللسان والخيال عن إعطائها حقها من وصف مفاتنها، فسبحان الذي خلقها فأحسن خلقها وأبدع في تزيينها. فهي تسلب الأبصار والأفئدة حيث ما اتجهت بناظريك فأشجارها زاهية ونباتاتها خ
ضراء متناغمة مع أنغام أوراقها وهدير مياهها المتدفقة من أعلى قمم جبالها، مشكلة من أصوات وتغاريد عصافيرها وحمامها وطيورها النادرة على مدار الفصول أحلى وأجمل الألحان الطبيعية العذبة الخلابة، فتأخذ الألباب والقلوب نحو فضاء التعجب والذهول مع استنشاق هوائها الصافي والخالي من الملوثات الحضرية.. إنها غابات برع تجبر زائرها على الاستمتاع بمناظرها وفراشاتها المختلفة في أشكالها وألوانها وهي ترفرف فوق أزهار الأشجار، فتختلط أنغام العصافير النادرة مع أصوات الحيوانات الجبلية كالقرود المختبئة خلف الأشجار الكثيفة المتناثرة في سفوح جبال غابات برع الواقعة إلى الجهة الشرقية من مركز المحافظة بـ 50 كيلو متراً، يحدها من الغرب وادي سهام ومنطقة الخليفة والقطيع والمراوعة ومن الجنوب وادي الأسود وقرى خراشة ومدينة السخنة السياحية الاستشفائية، ومن الشرق قرى الجيلان وسلسلة من الجبال الشاهقة، ومن الشمال عزلة بني باقي والفاش والمنوب وبني سليمان.
تنوع نادر
تتميز محمية برع بتنوع نباتي وحيواني حيث تحتوي على (29) نوعاً من النباتات النادرة حسب بعض الدراسات التي أجريت للمحمية وتحتوي على 289 نوعاً من النباتات منها 55 نوعاً نادراً على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي و8 أنواع نباتية مستوطنة في المحمية وغير موجودة في أي مكان من العالم، وقد تناقصت بعض هذه النباتات بفعل التهديدات التي واجهت الغابة من عمليات التحطيب الجائر من قبل الأهالي المجاورين حتى أصبح عدد النباتات النادرة 14 نوعاً فقط، و3 أنواع من النباتات انقرضت.
أنواع الحيوانات
أما التنوع الحيواني الذي يوجد في غابة برع فهناك العديد من أنواع الحيوانات التي استطاعت البقاء رغم التهديدات المتواصلة التي تواجهها المحمية حيث يعيش في الغابة بحسب بعض الدراسات 9 أنواع من الثدييات كالقرود والضباع والقنافذ والنمور والأسود وأكثر من 90 نوعاً من الطيور منها بعض الأنواع مهددة بالانقراض وبعضها انقرضت، وفي المحمية أيضاً 13 نوعاً من الزواحف، أربعة منها مستوطنة و60 نوعاً من الفراشات النادرة المستوطنة بالمحمية.
منتجع مفتوح
أصبحت محمية برع منتجعاً سياحياً ومزاراً يقصده المئات من الزوار المحليين والعرب والأجانب أفراداً وأسراً من كافة محافظات البلاد، حيث يصل عدد السيارات الداخلة يومياً إلى المحمية وخاصة يومي الخميس والجمعة من 70 إلى 100 سيارة والعديد من السواح الأجانب والعرب الذين يصلون من دول الخليج العربي.
تدني الخدمات والرقابة
وعلى الرغم من الاهتمام المتواضع الذي حظيت به محمية برع من قبل السلطات المحلية بمحافظة الحديدة من خلال منع الرعي والتحطيب في المحمية وشق طريق في وسطها إلا أن هذا الاهتمام لم يرتق إلى مستوى أهمية هذه المحمية الرائعة من حيث الرقابة، فالتحطيب لا زال مستمراً والرعي كذلك، فعند زيارتي لهذه المحمية شاهدت العديد من الرعي الجائر والتحطيب حيث تعتلى النساء مع أطفالهن الأشجار للقيام بعملية التحطيب وسط غياب الرقابة.
كما أن المحمية تعاني من غياب الخدمات الأساسية السياحية حيث لا يوجد أي استراحات كافية في المحمية للزوار وخاصة العائلات، كذلك لا يوجد مطاعم أو بوفيات لتقديم الوجبات الخفيفة للزوار الوافدين، فعلى الزوار جلب حاجاتهم من مياه وأكل وشرب وغيره معهم قبل دخولهم إلى المحمية من أي مدينة.
الطريق التي تتوسط محمية برع على الرغم من حداثتها إلا أن سيول الأمطار جرفت أجزاء منها، هذا إلى جانب رداءة المواصفات التي تم تنفيذها بها، وسقوط الصخور العملاقة إلى وسط هذه الطريق وقطع الطريق أمام الزوار وعدم إزالة هذه الصخور من وسط هذه الطريق الوحيدة.
جنة الطبيعة
محمد إبراهيم الحمادي أحد مرتادي محمية برع يقول: "محمية برع رائعة حيث تجد فيها كل ما يبهج الصدر وينعش الروح بطبيعتها الخلابة التي تشعرك بأنك في عالم آخر.. أثناء وجودك فيها، فهي جوهرة طبيعية تستهوي الزوار من داخل البلاد ومن خارجها وخاصة أيام الصيف الأكثر أمطاراً على هذه المحمية التي تهطل عليها بصورة شبه يومية مما يزيد هذه الغابة رونقاً وجمالاً طبيعياً إضافياً يجعلك تعيش فيها لحظات وجودك كأنك في جنة طبيعية تحيط بها الخضرة من كل اتجاه والمياه الهاطلة من السماء والمنحدرة من قمم الجبال مع هوائها النقي الذي يشرح رئتيك أثناء تنفسه، إلا أن هذه المحمية بحاجة إلى اهتمام حقيقي بها من قبل الدولة، فالطريق المؤدية إليها منهارة ومقشرة تجدها في بعض الأماكن منتفخة أو مرتفعة وأماكن منخفضة بسبب عدم التزام المقاول المنفذ بالمواصفات والجودة أثناء تنفيذها على الرغم من أنه لم يمض على إنجازها سوى أشهر فقط، والجهات المختصة في المحافظة هي من تتحمل المسئولية في رداءة سفلتة هذه الطريق وذلك لعدم قيامها بواجبها في مراقبة المواصفات المتفق عليها مع المقاول قبل التنفيذ.. كذلك الأحجار العملاقة التي تتساقط من أعلى الجبال التي تؤدي إلى قطع هذه الطريق تماماً أمام الزوار إلى المحمية. هذا بالإضافة إلى أن محمية برع بحاجة إلى المزيد من الاهتمام وذلك من خلال توفير الاستراحات الكافية وخاصة للعائلات وتوفير المطاعم المعدومة تماماً في المحمية، والبوفيات الخاصة بالعصائر والمياه والمشروبات الغازية وغيرها من المتطلبات الضرورية التي يجب توفيرها في هذه المحمية السياحية، فكل هذه الخدمات غير متوفرة في الغابة وعلى كل زائر إحضار حاجته معه قبل توجهه إلى المحمية"..
ثروة قومية
...أما الأخ بازل الرمادي 30 سنة- كان يجلس تحت إحدى الاستراحات المبنية من العسف في محمية برع- فيقول: "محمية برع رائعة وهي بحاجة للمزيد من الاهتمام من قبل الجهات المختصة في الدولة والمحافظة وذلك لما تمثله هذه المحمية من ثروة سياحية قومية حقيقية تستدعي الاهتمام بها من خلال توفير كافة الخدمات الأساسية فيها لأنها تفتقر إلى أبسط المقومات السياحية التي من المفترض توفيرها مثل البروشورات والمطويات السياحية والإرشادية والتعريفية بالمحمية ومميزاتها وأنواع الحيوانات والأشجار النادرة التي تحتويها الغابة والطيور ومساحتها وما هو الممنوع فعله داخل الغابة، وترشد الزوار بالأماكن الخطيرة في المحمية، وإنشاء المزيد من الاستراحات السياحية والمطاعم والمتنزهات التي يحصل منها الزائر على مبتغاه من مشروبات ومياه وعصائر والتي يتم توفيرها في أي موقع سياحي بالعالم، كون المحمية في الوقت الراهن لا يوجد بها أي من هذه الخدمات وخاصة الاستراحات الكافية للزوار التي تحميهم من الأمطار هذه الأيام.. فالزوار يضطرون إلى قطع أكثر من عشرين كيلو من المحمية إلى أقرب مدينة لجلب المياه والمشروبات الغازية أو الطعام، هذا إلى جانب أن هناك من الزوار من يقوم برمي المخلفات وتسلق الأشجار وتكسير أغصانها وإيذاء الطيور والعصافير الموجودة في الغابة.. هذا بالإضافة إلى أن الطريق التي تم سفلتتها مؤخراً، التي تتوسط المحمية ولم يمض على سفلتتها سوى سنة بدأت في الانهيار والتشقق والانتفاخ والانحراف مما يدل على أنه لم تتم سفلتتها بالمواصفات المعمول بها في الطرقات، كما أنه لا يوجد فرزات منظمة لنقل الزوار إلى محمية برع، وكل زائر إذا لم يكن لديه سيارة عليه أن يأخذ (انجيز) إلى المحمية بمبالغ من 5000 إلى 7000 ريال"..
ينقصها الكثير
- محمد أحمد حسن البرعي من أهالي إحدى القرى المطلة على المحمية يقول:
"برع ينقصها الكثير والكثير حتى تصبح موقعاً سياحياً حقيقياً يرتاده الناس من كل مكان مثل توفير مطاعم للسواح الأجانب أو العرب أو المحليين الذين يزورون المحمية وخاصة المطاعم التي تقدم الأكلات الشعبية والمشروبات الغازية والمياه المعدنية وغيرها.. وإعادة صيانة الطريق المؤدية إلى الغابة التي لم يمض على سفلتتها سوى 8 أشهر فقط وبدأت في التشقق والتفتت إلى أجزاء، كما أن سيول الأمطار دمرت أجزاء منها، أيضاً لا زالت المحمية تعاني من نقص كبير في الاستراحات السياحية للمحمية الكافية واستحداث بعض الممرات داخل الأشجار للسواح والزوار لتنقلهم داخل هذه الأشجار بكل حرية والتمتع بمناظرها وتوفير المحلات التجارية المطلوبة في المحمية وخاصة التي تبيع المواد الغذائية والمشروبات الغازية وإيصال التيار الكهربائي إلى كافة القرى والطريق المؤدية إلى المحمية.. ويجب توفير مركز إرشادي للزوار يحتوي على كمبيوتر يخزن كافة المعلومات عن المحمية بحيث يجد السواح عند وصولهم إلى المحمية كل المعلومات التي يبحثون عنها حول الغابة مثل الحيوانات والطيور والأشجار وغيرها من المعلومات، هذا بالإضافة إلى أنه يجب توفير مادة الغاز المنزلي لكافة سكان منطقة المحمية والسكان المجاورين لها حتى يتوقف أهالي المحمية عن قطع الأشجار والتحطيب من المحمية.
بوابة المحمية
أما مسؤول بوابة المحمية ومحصل إيراداتها الأخ عدنان أحمد صالح علي فيقول:
- "تذاكر الدخول إلى المحمية بـ100 ريال للزوار المحليين و500 ريال للزائر الأجنبي والسيارة 200 ريال. أما الخدمات التي تقدمها بوابة المحمية فهي بحسب أسئلة الزوار لنا حيث نقدم لهم بعض الإرشادات والتعليمات مثلاً بالمسارات والحيوانات والأشجار النادرة والطيور الموجودة داخل المحمية، ولدينا مرشد سياحي يداوم في بوابة المحمية وهو الآن غير موجود في إجازة مرضية، كما أنه توجد لوحات إرشادية إلا أن الرياح اقتلعت معظمها أو كسرتها ولم يتم إعادة إصلاحها من قبل الجهات المختصة، هذا إلى جانب أن التذاكر التي يتم منحها للزوار عند دخولهم إلى المحمية تحتوي على إرشادات تحذر الزوار من التعرض للحيوانات وإطلاق الأعيرة النارية بكل أنواعها وإشعال النار والاعتداء على النباتات وقطع الأشجار"..
ويضيف عدنان أن أهم الصعوبات التي تواجه بوابة المحمية هي عدم توفير التيار الكهربائي وكمبيوتر ووسيلة مواصلات لموظفي البوابة وذلك لمتابعة المخالفين وتوفير الغذاء اللازم لموظفي بوابة المحمية الذين يبلغ عددهم 4 حراس و2 من القوات البرية و2 موظفين ومحصل إيرادات المحمية كذلك المحمية بحاجة لتوفير المزيد من اللوحات الإرشادية وصيانة الطريق التي لم يتم تسليمها من المقاول بعد، وإضافة المزيد من الاستراحات وتوفير مطاعم ومحلات تجارية واتصالات وغيرها حتى تنشط الحركة السياحية الاقتصادية بنفس الوقت في المحمية.
مع هيئة التنمية السياحية
الأخ يحيى علي المنصور نائب مدير عام الهيئة العامة للتنمية السياحية بمحافظة الحديدة بدا متفهماً لوضع المحمية وطالب بحمايتها من الإنسان أولاً ، يقول:
- "المحميات الطبيعية بشكل عام ليست بحاجة إلى تطوير بالمعني العام، فكلمة محمية تعني أن تلك البقعة من الأرض ذات المساحة المحدودة بحاجة إلى حماية من الإنسان لتبقى على ما هي عليه كما خلقها الله ولتبقى موطناً آمناً للمخلوقات الربانية التي وجدت بها سواء نباتات أو حيوانات بأنواعها المختلفة، والتطوير المطلوب هو توفير الحماية لتلك المخلوقات من الإنسان مع إدخال بعض التنظيمات بها من خلال شق الطريق داخلها وتجنب الشق العشوائي ليسهل نقل السواح والمهتمين بالبحوث العلمية إليها.
ويجب على الإنسان سواء من الزوار أو أهالي محمية برع التدخل لصالح المحمية من خلال تطهير المنطقة من الأخطار التي تهددها وأهمها: عدم التوسع في المدرجات الزراعية في المحمية، والتوقف عن التحطيب العشوائي, وقف توسيع النباتات الغازية مثل (التين الشوكي) و(السول)، والتوقف عن الرعي الجائر، وتنظيم السياحة الداخلية بحيث لا تؤثر على طبيعة المحمية وأشجارها ونباتاتها وحيواناتها.
ويضيف المنصور أن الهيئة العامة للتنمية السياحية أعدت دراسات حول ماهية المشروعات السياحية المطلوبة والمواقع الصالحة لتلك المشاريع التي سيتم تنفيذها جوار المحمية كاستراحات الكبة بالقرب من قرية الكبة بمديرية برع وغيرها من المشاريع السياحية التي ستعود بالنفع على المحمية وحمايتها من الأخطار والمهددات المحدقة بالمحمية، كما أنه يجب تكاتف كافة الجهات المختصة في الدولة لتطوير المحمية وتوفير كافة الإرشادات السياحية من خلال توفير الملصقات والبروشورات والخرائط السياحية للغابة تحوي كل المعلومات التي يطلبها الزائر المحلي والأجنبي وتوفير الغاز المنزلي لكافة المنزل الموجودة في المحمية كون الغاز هو البديل الوحيد للسكان عن التحطيب.
عن صحيفة الغد