مشاركة الإسلاميين السياسية وخيارات أمريكا الصعبة
بقلم/ صدام الحميقاني
نشر منذ: 11 سنة و 3 أشهر و 4 أيام
الأحد 04 أغسطس-آب 2013 05:04 ص

الخيار الذي لم يكن لأمريكا منه بد في بادئ الأمر حتى وإن أظهرته وأبطنت نقيضه هو أن تبدي خضوعها للنتائج الحتمية للعملية الديمقراطية الناشئة والتي ستأذن بمشروع إسلامي لا تحتمل أمريكا مجرد التفكير في وجوده. 

انتقلت أمريكا في المرحلة الثانية إلى خيارها الآخر وهو أن تتخلى عن وكلائها لصالح الإسلاميين وهو ما لم تره مجدياً في ظل التباين الكبير في وجهات النظر فضلا عن التكاليف العالية الناتجة عن تبدل الأنظمة من تابعة مطيعة إلى حرة متمردة.

حاولت أمريكا في خيارها الثالث شراء ذمم بعض المنتسبين إلى التيار الإسلامي لتضرب بهم في بعضهم وهذا ما ثبت فشله من خلال ما رأيناه من نضج الجماعات الإسلامية في التعامل مع هذه المغريات السياسية والمادية.

خيارها الرابع كانت قد تجرعت مرارته في الماضي القريب. فلم يطرح كخيار بمفرده وذلك لما فيه من كشف عن حقيقة ديمقراطيتها الزائفة. وهو عبارة عن تدبير الإنقلابات جهاراً نهاراً كما فعلت في فنزويلا والذي كلفها الكثير باهتزاز صورتها الراعية للحقوق والداعية الى حرية الشعوب.

  كان خيار أمريكا الخامس ليّ ذراع تلك الأنظمة الناشئة والطموحة تارة بالترغيب وأخرى بالترهيب وهو ما أعلنت رسمياً عن فشله عندما لجأت لخيارها الأحدث والأكثر تطويراً من كل ما سبق والذي تم إدخاله الى الخدمة في 30 يونيو.

جمع هذا الخيار الأحدث والأكثر تعقيداً بين كل الخيارات المذكورة بصورة معقدة ومتسلس ل ة. فقد وكلت الولايات المتحدة فيه أنظمة أخرى لإدارته ودعمه بعد أن أقنعت تلك الأنظمة من خلال عملائها المغروسين في مواقع مهمة لدى تلك الأنظمة بأن الخطر القادم على عروشهم يتمثل في نجاح تلك التجارب الديمقراطية. وقد أدخلت على هذا الخيار المطورتعديلات من أهمها نأيها بنفسها عن النتائج التي خططت لها حتى بلغ بها النأي تهديد الإنقلابيين بوقف المعونات في محاولة منها لكسب تعاطف عامة الشعب مع حكومة الإنقلاب. أدخلت عليه أيضاً شرائها لذمم بعض الإسلاميين والذي لم يكلفها هذه المرة ثمن مادي ولا سياسي فقد تكفلت خلافاتهم بكل شي والتي سيدفع ثمنها المشروع الإسلامي الكبير. وقد جمعت في هذا الخيار أيضاً سلاح الترغيب والترهيب سواء للحكومة أو للشعب والذي أعطى ثماره في الشعب أكثر مما أعطاها في الحكومة والذي كان واضحاً أنه لم ينجح معها الى حد كبير.

ولا يزال هذا الخيار الأخير يتعرض في كل لحظة لتعديلات قد تؤدي في حالة صمود الشعب الى إلغائه في نهاية الأمر وإلتخلص من كل الأدوات التي استخدمت فيه.