معاناة المرضى اليمنيين في مصر
بقلم/ نجيب الغرباني
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 11 يوماً
الأربعاء 10 إبريل-نيسان 2013 07:15 م

طائرة العيانين أو طائرة الإسعاف وصلت ..كلمات تتردد كل يوم في مطار القاهرة الدولي بالإشارة إلى طائرة الخطوط الجوية اليمنية، وركابها القاصدين أرض الكنانة للعلاج ، ينتابني الحزن والحسرة عندما نجدهم مرضى ولا يجدوا أي استقبال من سفارتهم أو حتى منشور دليل إلى أين يتجهون؟؟  أمام كم هائل من سائقي التكسيات وسماسرة الشقق  ينتظرونهم في بوابة المطار ؟ الكل يريد غنيمته من المواطن اليمني المغلوب على أمره.. الكل يريد أن يأخذ اليمني "العيان "الغلبان  إلى الشقق المفروشة الباهظة الأسعار .ليبدأ اليمني في التيهان في البحث عن طبيب لمرضه. فالكثير يرشدونهم نحو القصر العيني الجديد  لأنه المستشفى الأكثر شهره ، فيبدأ بأخذ العينات والفحص الشامل ،والبعض منهم يتعرض لتدخل جراحي عارض رغم عدم إحتياج المريض لذلك ، ويتعرض لأخطاء طبية فادحه يندى له الجبين , فقد تعرض  الكثير ممن دخلوا عمليات القصر العيني  للوفاة  وقل ما يحظى المريض بمبتغاه إذا وجد الطبيب الماهر ذي المهنية والكفاءة .

لا بد أن نسرد بعض القصص الطبية التي حصلت في الواقع وما موقف السفارة منها ؟

توفًت الطفلة هاجر عزيز حامد 9 سنوات , يمنية الجنسية من محافظة صعده في مستشفى القصر العيني الفرنساوي الجديد بجمهورية مصر العربية وذلك بعد إجراء عمليه لها في القلب المفتوح ، الطبيب أكد ان العملية ناجحة بنسبة 80% . قال الطبيب متأسفا" قمنا بفتح الشريان وكانت العملية ناجحة بنسبة لا بأس بها فنتج زيادة في ضخ الدم إلى القلب غير متوقعة لم يتحمله القلب ما أدى إلى انتكاسة الطفلة ".. الطفلة ظلت في المستشفى 21يوما ميتة " والطبيب سافر أمريكا ووالد الطفلة يبكي ويتحسر وعداد المستشفى يحسب يوميا"فكان المبلغ الكلي يزيد عن 68 ألف جنية.

وتم رفض تسليم الجثة إلا بعد تسليم المبلغ كاملا ..إجراءات السفارة ضعيفة ، لم يتم مساعدة أسرة الطفلة بأي مبلغ رغم ظروفها الصعبة ،ولم يتم التحقيق مع الطبيب الذي أجرى العملية ،واكتفوا بمذكره لا تسمن ولا تغني من جوع .

- الحالة الأخرى للشاب زياد نعمان 26 عام دخل مستشفى القصر العيني بغرض تحويل مجرى البول من فتحة البطن إلى مجراه الطبيعي ،إلا أن الطبيب المجارح قام بفتح بطن المريض بفتحه أخرى ،وزاد الطين بلة .. بدل من فتحه واحده أصبحت فتحتين وفشلت العملية , و تم دفع مبلغ (61) ألف جنية وعاد المريض وأسرته اليمن دون أي مساعده من السفارة .

-القصة الأخرى هو التدخل الجراحي لأحد الفتيات في الثدي نتيجة لوجود أثر بسيط لمرض خبيث فتم قطع الثدي كاملا بينما جراح اخر أكد ان هذا الأجراء خطأ طبي فادح , وتم دفع مبلغ ( 30 )ألف جنيه ، علماً أن أسرة الضحية لم يكن تملك غير (10 )ألف جنية

قام أحد الدبلوماسيين الذي تم تعيينه كملحق في السفارة اليمنية وبعد التعيين بأسبوع قام بإجراء عملية للجيوب الأنفية ..ألا أن الخطأ الطبي في التخدير أودى بحياته.

لا يخفاكم أن هناك (47 ) دبلوماسي في سفارتنا لا يؤدون واجبهم وتحمل مسئوليتهم، فالملحقية الصحية عدمها أفضل من وجودها

إذا مات المريض المسكين في مصر فانه يدفن في مصر ،ولا تحرك السفارة وملحقها الصحي ساكن وكأنة ليس من رعاياها.

يلاحظ أن اليمن في نظر الإخوة المصريون وغيرهم من الأجانب على أنها الوباء والمرض , حكومتنا مازالت في سبات ،ولا نعلم متى تصحو؟ ومتى تحمل على عاتقها مسئولية ما يعانيه المواطن اليمني؟ متى نرى المواطن اليمني لا يحتاج فعلاً إلى السفر إلى الخارج وصرف مبالغ باهظة من أجل العلاج ؟ لماذا مرضانا خارج الوطن ؟؟ أين وزارة الصحة ؟؟ أين مستشفياتنا الحكومية والخاصة ؟ أين المستثمرين الذين يستغلون هذه المبالغ التي تخرج خارج الوطن ؟ أليس من حق أي مواطن أن يحظى بأقل الأشياء وهو توفير الرعاية الصحية في وطنه..?