وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين
مثلت زيارة وفد من مجلس الأمن الدولي لليمن حدثا استثنائيا أريد له أن يمثل رسالة للداخل وللخارج وقد تابعت الحدث وتفاصيله وقرأت كثيرا من التحليلات والتصريحات حوله حتى أخذت فكرة وافية عنه لكنني لست مع المبالغة في تناول دلالات الحدث وأثره وأعتب على بعض الزملاء تهويل الأمر حتى أن أحدهم وصف الحدث بأنه " لحظة نادرة في التاريخ، حيث تتبوأ خلالها صنعاء ولعدة ساعات، موقعها كعاصمة للعالم " وهذا تهويل وتجاوز للواقع .
ولا شك أن موقع اليمن الجغرافي ورغبة المجتمع الدولي بوجود ولو الحد الأدنى من الأمن والاستقرار في هذا البلد حماية لمنابع نفط الخليج وصيانة للملاحة الدولية عبر البحر الأحمر وكذلك المخاوف الدولية والإقليمية من تعثر مسار التسوية السياسية في اليمن كل هذه العوامل ترجمتها هذه الزيارة والجهود الدولية التي تبذل في إطار المبادرة الخليجية وإنجاح العملية السياسية في اليمن وهذا دليل على أن المجتمع الدولي يتابع ما يجري باليمن بدقة ويتحرك بأجندة دولية ومشاريع معروفة للمتابعين .
·استثمار الرئيس هادي للحدث
الرئيس عبدربه منصور هادي ظهر سيستثمر هذه الزيارة لتوجيه رسالة سياسية للفرقاء في الساحة بأنه محل ثقة المجتمع الدولي الذي يستمع له ويقف خلفه وأنه مسنود بدعم دولي كبير وأن عليهم أن لا يبالغوا في مطالبهم وشروطهم لخوض مؤتمر الحوار الوطني وأن الإرادة الدولية ستسري على الجميع ومن يعرقل التسوية سيعاقب دوليا .
·تكريس للوصاية الأجنبية على اليمن
ولا شك أن تدويل القضية اليمنية قد وضع البلد تحت الوصاية وهو ما أفرز مثل هذه التحركات والتدخلات الدولية التي توضح أن القرار الرسمي اليمني لم يعد شأنا وطنيا تصنعه السلطة اليمنية والقوى الوطنية المشاركة في الإئتلاف الحكومي بل صار شأنا دوليا وهو ما ينتقص من السيادة اليمنية والاستقلال الكامل للبلد ويترجم الوصاية الخارجية عمليا وهذه الزيارة تكرس وتعمق الوصاية الخارجية على اليمن وتؤكد وضع اليمن في عهدة الأمم المتحدة.
وفد مجلس الأمن صرح بدعم التسوية السياسية والحوار الوطني ودعم وحدة اليمن وأمنه واستقراره وتنميته وحث القوى الوطنية على العمل على إنجاح التسوية السياسية وهو كلام جميل لو تمت ترجمته في أرض الواقع بعيدا عن أجندة ومصالح القوى الكبرى ومشاريعها في اليمن .
· حلقة في المشروع الأمريكي
الحديث عن زيارة مجلس الأمن وجهود المؤسسات الدولية باليمن سيقودنا حتما للمشروع الأمريكي فالمعروف أن هذه المؤسسات تقع تحت الهيمنة الأمريكية وتنفذ المشاريع والأجندة الأمريكية من وجهة نظري فإن هذه الزيارة الاستثنائية تمثل حلقة في مسار المشروع الأمريكي في اليمن فالقضية اليمنية التي تم تدويلها على أيدي الأمريكان وعبر عميلهم المطيع " صالح " حيث مثلت المبادرة الخليجية التي تم طبخها منذ بداية الثورة الشبابية السلمية وتبناها مجلس التعاون الخليجي المظلة والأداة التي نفذ منها المشروع الأمريكي الذي كرس من وضع اليمن تحت الوصاية الأجنبية وجعلها خاضعة لتبعات هذه الوصاية وتأثيراتها الإيجابية والسلبية.
·مشروع أمريكي لإحتواء الثورة الشبابية
صحيح إن "المبادرة الخليجية" أنقذت اليمن من الحرب لكنها عمليا وضعت البلد تحت الوصاية وفي عهدة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وهؤلاء في الجعبة الأمريكية والولايات المتحدة الأمريكية لديها مشروع لإحتواء الثورات العربية واستيعابها بما يخدم أجندتها وهي "تشتغل على المكشوف" كما يقولون وتعمل في هذا الإطار عبر قنوات متعددة مثل منظمات المجتمع المدني وفلول الأنظمة المتساقطة وبالضغط على المسئولين الحاليين الذين افرزتهم الثورات ومن هذا المنطلق فالمشروع الأمريكي في جوهرة يتصادم حقيقة مع أهداف الثورة الشبابية السلمية وقد نجح في استيعابها إلى حد كبير ومن يتابع عملية توزيع مقاعد مؤتمر الحوار الوطني التي أشرف عليها الأمريكان يدرك أن الأمريكان ضمنوا عبر منظمات المجتمع المدني ومنظمات المرأة والشباب والأحزاب وعبر إقصاء فئات فاعلة يمكن أن تعرقل المشروع الأمريكي في اليمن مثل العلماء ومشايخ القبايل والجيش المناصر للثورة ورجال الأعمال قد ضمنوا وجود أغلبية تمرر أجندة المشروع الأمريكي في اليمن .
· التناقض الأمريكي حول الوحدة واستقرار اليمن
فمثلا لو كان الأمريكان لديهم رغبة وإرادة حقيقية لإخراج صالح من اليمن وتجميد أرصدته لفعلوا هذا من زمن لكن صالح باقي لرغبة أمريكية لأنهم تستخدمونه كأداة ويساومون بخروجه من اليمن بقية القوى السياسية لتنفيذ أجندة أمريكية أو التخلي عن بعض مطالبهم وشروطهم وأهداف والتي يمكن ان تتعارض مع الشروع الأمريكي في اليمن ..
ولو كان لهم رغبة في استقرار اليمن واستقلاله وسيادته الوطنية لأوقفوا قصف الطائرات الأمريكية بدون طيار ولكف السفير الأمريكي تدخلاته في الشأن الداخلي والتي جعلت اشبه بمندوب سامي منه بسفير دبلوماسي .
ولو كان الأمريكان لديهم إرادة ورغبة في وحدة اليمن ما تبنوا خيار الفيدرالية والذي يقسم اليمن إلى خمسة أقاليم ( سيعلن عنه في مؤتمر الحوار ) ولما سمحت الولايات المتحدة بتدفق هذا الدعم المتعدد على الحراك الإنفصالي وأعطت الضوء الأخضر لقادته ورموزه وتغاضت عن الدعم الإيراني للحراك ولأتخذت بحق رموزه عقوبات دولية صارمة وحدت من تحركاتهم وأنشطتهم إن لم توقفها تماما
ولضغط الأمريكان على السلطة منذ زمن لتبني مصفوفة معالجات حقيقية على أسس علمية وناجحة للقضية الجنوبية تمهد للحوار الوطني وتهيئ لحل القضية الجنوبية وتضع الأصوات المطالبة بالانفصال في عزلة مع الشارع الجنوبي العريض.
من وجهة نظري فإن زيارة وفد مجلس الأمن الدولي لليمن مجرد صفحة في المشروع الأمريكي الذي يتآمر على الثورة الشبابية وعلى مستقبلها ومستقبل اليمن وطموحات أبناءه وأحلامهم ..
·التغاضي الأمريكية عن الأنشطة الحوثية ودعمها
صدقوني لو كانت الولايات المتحدة الأمريكية جادة في دعم وحدة اليمن واستقراره حقيقة لما تغاضت عن الأنشطة الحوثية المتزايدة التي تتسق مع أنشطة الحراك الإنفصالي وتدعمها وتنسق معها ولما أعطت الحوثيين كل تلك المقاعد في مؤتمر الحوار الوطني ولما سمحت بتدفق كل هذا الدعم الإيراني والخارجي لهم وهم ويقتطعون جزء كبير وغالي من الأراضي اليمنية كدويلة داخل الدولة ولأتخذت بحق رموزهم عقوبات صارمة وأدرجتهم ضمن المنظمات الإرهابية وهم جماعة مسلحة تقتل على الهوية وتتوسع بقوة السلاح وتذيق مخالفيها صنوف العذاب وألوان التنكيل وترتكب بحق حقوق الإنسان أبشع الجرائم والانتهاكات التي تتغاضى عنها الولايات المتحدة وقد صار الحوثيين مؤخرا يؤون قيادات القاعدة في صعدة وتحت سمع العالم وبصره كل هذا ورغم أن شعارهم يصرخ بالموت لأمريكا ومع هذا فالولايات المتحدة تدعمهم وتشجعهم وتتغاضى عن كل ممارساتهم بحق المواطنين والمخالفين لهم في الفكر والمذهب وتدعي أنها تدعم وحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه ويدعي الحوثيين كذلك أنهم يحابونها بمعنى أن كلا ينفذ مشروعه ويكذب على أبناء الشعب اليمني بانه يعادي الآخر وهم في الحقيقة حلفاء وهناك شواهد وأدلة كثيرة لهذا التحالف قد لا يتسع المقام لذكرها هنا..
مطلوب موقف وطني
الخلاصة نحن تحت الوصاية وعلى كافة القوى الوطنية والفاعلة أن يكون لها موقف يرفض هذه الوصاية ويرفض لمشروع الأمريكي ويعمل على إفشاله وتحقيق طموحات وأحلام أبناء الشعب اليمني وفي مقدمتها تحقيق أهداف الثورة الشبابية السلمية .