وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين
لاقت القرارات التي أصدرها الرئيس عبد ربه منصور هادي الأربعاء بخصوص هيكلة الجيش ترحيبا واسعا من قبل عموم أبناء اليمن بمختلف تياراته السياسية وتوجهاته الفكرية فقد ظلت عملية هيكلة الجيش وإنهاء انقسامه مطلبا شعبيا وثوريا وخطوة هامة باتجاه الأمن والاستقرار وتهيئة الأجواء لمؤتمر الحوار الوطني القادم .
رحب الجميع بهيكلة الجيش وأيدوا هذه القرارات التاريخية باستثناء الحوثيين الذين رفضوا هيكلة الجيش بدعوى أنها تجعله تحت الهيمنة الأمريكية وتخضعه وتطوعه للأمريكان وهي ذريعة لا تقنع أحدا فاللجنة العسكرية والأمنية المكلفة بهيكلة الجيش هي لجنة وطنية ومشكلة من قادة وخبراء عسكريين مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة هذا إضافة إلى أن الحوثيين لا يمتلكون أي تصور لهيكلة الجيش حتى يقدمونه كبديل للتصور الحالي أو حتى يطرحونه للرأي العام إضافة إلى أن الحوثيين لم يشرحوا لنا: كيف ستجعل عملية هيكلة الجيش مؤسسة الجيش اليمني تحت الهيمنة الأمريكية والوصاية الأجنبية ؟!! .
وهل كان الجيش اليمني في ظل الانقسام بعيدا عن الهيمنة الأمريكية والإشراف المباشر على بعض الوحدات مثل وحدات مكافحة الإرهاب التي كانت تديرها عائلة صالح ــ حلفاء الحوثيين ــ وكانت تستخدم في ضرب المناوئين والمعارضين ولم يكن لها وجود ضد الإرهاب ؟!!
لقد تحولت " الهيمنة الأمريكية " إلى شماعة للحوثيين يعلقون عليها رفضهم للمبادرة الخليجية وحكومة الوفاق وهيكلة الجيش والحوار والوطني بل إن ((رفض الهيمنة الأمريكية)) أحد أهم الركائز التي تقوم عليها جماعة الحوثي في الوقت الذي تمد مع الأمريكان جسور العلاقات والتواصل بل إن هناك تحالف سري بين الحوثيين والأمريكان ( للتوسع انظر مقالنا : أهداف التحالف السري بين الحوثيين والأمريكان ) والباحث في الظاهرة الحوثية والمتتبع لجماعة الحوثي يدرك أن وراء أكمة رفض هيكلة الجيش ما وراءها وهذه من وجهة نظري أسباب رفض الحوثيين لهيكلة الجيش وإنهاء انقسامه :
1ـــ هيكلة الجيش ستوقف عملية تهريب الأسلحة والمعدات الثقيلة من الحرس للحوثيين فعلى مدى الأشهر الماضية ظلت عملية نهب أسلحة الحرس وتهريبها للحوثيين متواصلة ومن بعض معسكرات الحرس وخصوصا التي في أمانة العاصمة وبتواطؤ بعض القادة والضباط والأفراد الموالين للحوثيين وعائلة صالح.
2ــ هيكلة الجيش ستضعف بلا شك نفوذ عائلة صالح وتقلصه إلى حد كبير وبضعف عائلة صالح وانحسار نفوذها سيخسر الحوثي أهم وأبرز حلفاءه الذين أعطوه كل ما يحلم به من الأسلحة والتمويل المادي والانتشار ناهيك عن الامتيازات والتسهيلات الأخرى.
3ــ هيكلة الجيش ستؤدي إلى إنهاء انقسام الجيش اليمني وتحويله لمؤسسة وطنية قوية وضاربة وقادرة على مواجهة المتمردين والخارجين على النظام والقانون وهذا ما يخشى منه الحوثيين فهم قانونا متمردين واصطدامهم مع السلطة أمر حتمي وحين يواجهون جيشا موحدا وقويا سيندحرون رغم محاولاتهم بناء جيش خاص بهم وتدريبه على مختلف الأسلحة فالحوثيين يريدون مواجهة جيش منقسم في ولائه وضعيف في تدريباته وينخره الفساد والمندسين من الموالين لهم .
4ـ رفض الحوثيين لهيكلة الجيش محاولة لإرضاء عائلة صالح خاصة بعد نشر أخبار عن لقاء صالح بقياديين حوثيين على إثر صدور قرارات هيكلة الجيش حيث طلب صالح من الحوثيين رفض هيكلة الجيش فبادروا لإرضائه وظهروا رافضين لهيكلة الجيش أكثر من بعض رموز عائلة صالح نفسها فيحي صالح أيد القرارات وغادر اليمن متوجها لبيروت ونجل صالح في روما " أحمد " لم يصدر عنه موقف صريح رافض لهيكلة الجيش وما نشر من أخبار تؤكد موافقته وتأييده لهيكلة الجيش وإذعانه للنظام والقانون لكن صالح الذي أخفق في حشد قيادات المؤتمر لرفض قرارات الهيكلة التقى مع الحوثيين في هذا الموقف الذي يؤكد مدى التحالف العميق بين عائلة صالح والحوثيين .
5ـــ هيكلة الجيش وتحييده عن المشهد السياسي بكل صراعاته وتحالفاته ستشكل بلا شك خطوة هامة في طريق تحقيق الأمن والاستقرار باليمن وهذا الاستقرار لا يخدم الحوثيين بل ويعيق توسعاتهم التي حدثت بقوة السلاح في الفترة التي شهدت فيها اليمن ثورة شعبية واضطرابات أمنية فانشغلت السلطة عن مواجهة تمدد الحوثيين في بعض المناطق المتاخمة لصعدة فشكلت هذه الاضطرابات تراجع سلطة الدولة بالنسبة للحوثيين مناخا مواتيا فتوسعوا في بعض مديريات حجة والجوف وعمران .
6ــ هيكلة الجيش ستهيئ المناخ لعقد مؤتمر الحوار الوطني الذي يرفضه الحوثيين ـــ رغم تمثيلهم ووجودهم الاستطلاعي فيه ـــ لأن مؤتمر الحوار الوطني سيناقش ملف صعدة وسيوجد حلولا لمشكلة صعدة تبدأ من نزع أسلحة مليشيات الحوثي وإخضاعه لسلطة الدولة وهو ما يخشى منه الحوثيين ويعملون له ألف حساب ولذا يسعون بكل جهد وقوة لإفشاله وآخر محاولاتهم دفع صالح لرفض السفر للخارج والبقاء باليمن والإعلان عن ترأسه لهيئة ممثلي المؤتمر في مؤتمر الحوار الوطني حتى ترفض بقية القوى المشاركة في وجود صالح ويتصلب المؤتمر بموقفه ويفشل مؤتمر الحوار أو يؤجل .
7ــ قرارات هيكلة الجيش رفعت من شعبية الرئيس عبد ربه منصور هادي وقوت من هيبة الدولة وهذا ليس في صالح الحوثيين الذين يسعون لإضعاف الدولة وضرب هيبتها لأن وجود دولة وله هيبة عند الجميع سيجعلها تتعامل بقوة مع ملف صعدة وتحسمه عسكريا وسيقف معها الجميع ويلتف حولها الشعب أجمع .
8ــ للحوثيين حصة لا بأس بها في الموارد التي كانت تنهب باسم مائة ألف جندي وهمي لا وجود لهم إلا في كشوفات الحرس كما أن الحوثيين قاموا بتجنيد آلاف من شبابهم وأنصارهم في الحرس إبان الثورة الشبابية الشعبية وكثير من هؤلاء يستلمون حقوقهم ولا وجود فعلي لهم في المعسكرات وقد كان يتم التغاضي عنهم في إطار التعاون والتحالف العميق بين عائلة صالح والحوثيين وهؤلاء سيفقدون الامتيازات التي كانت توفرها لهم عائلة صالح .
9ــ عملية هيكلة الجيش ستصحح الأوضاع في الجيش مما يعكس مخاوف لدى الحوثيين من إعادة النظر في أوضاع مئات من القادة والضباط الفاسدين من الموالين لعائلة صالح وانضموا بعضهم للحوثيين وبعضهم رشحه الحوثيين مؤخرا لنيل مناصب في بعض ألوية الحرس ويخشون من ذهاب هذه المناصب والامتيازات في إطار عملية هيكلة الجيش وتصحيح أوضاعه .
10ــ عملية هيكلة الجيش ستكشف عن الأسلحة والذخائر والمعدات التي تم تهريبها للحوثيين من الحرس الجمهوري وغيره وهو ما سيشكل فضيحة جديدة للحوثيين وعائلة صالح بعد فضيحة المائة ألف اسم وهمي في الحرس الجمهوري ومستحقاتهم الخرافية والتي كانت تذهب لجيوب عائلة صالح والموالين لها وحلفائها وهو ما سيؤدي لفتح لفات وتشكيل لجان للتحقيق في هذه القضايا وهو باب كان مغلقا بقاء الجيش منقسما..