هل شاخت عصا الشيخ في صعده؟؟
بقلم/ المهندس/ علي نعمان المصفري
نشر منذ: 17 سنة و 6 أشهر و 7 أيام
الخميس 17 مايو 2007 04:19 م

مأرب برس ـ لندن ـ خاص

الرساله التي بعثها مشائخ وأعيان صعده ردا على رساله الشيخ الاحمر أعطت بعدا جديد لتطور الاحداث في الساحه السياسيه اليمنيه لم نالفه في تاريخ الصراعات المسلحه بل وعكست مقدار المعاناه في رده الفعل وبينت السبب الواضح للخلاف بين مايجري في صعده على الأرض ومايزعم في القصر الجمهوري وخلصت الى ان الأسباب الحقيقية للصراع تتجلى معالمها في التوريث والظلم والقهر.

وأعطت حجج وبراهين قويه على أن من يقف خلف أستمراريه الحرب في صعده هم حاشيه القصر الجمهوري ورمت الكره بقوه في ملعب الشيخ الاحمر عندما انتظرت منه ردا عن اي قرار يمكن ان يلجأ اليه في حاله حصول ماجرى ويجري في صعده في مناطق قبائل حاشد التي ينتمي اليها؟؟

بل وسخرت الرساله في اكثر من مره من رساله الشيخ بتكرار حفنه من المراهقين لابناء صعده واشعلت في جوف ابناء صعده روح الأنتماء الى الهادي وقدومه الى صعده من المدينه المنوره واختياره لصعده عن غيرها من المناطق مما يعطي للصراع بعدا اكبر الى ما قبل أزيد من الف ومئتين سنه وذهبت الرساله في اكثر من منحى لاتهام سلطه القصر الجمهوري كثيرا في تقسيم البلاد الى امارات تحكمها كيفما شاءت وتوريث نظام الحكم من الاباء الى الابناء عندها تم تحديد ألازمه القائمة في الاختلافات حول المبادئ الرئيسيه للمذهب الزيدي والواضح في التوريث والظلم والفساد التي تتعرض له البلاد من حاشيه القصر الجمهوري.

بل واظهرت الشيخ باعتباره جزء من التحالف مع القصر الجمهوري في الصراع الدائر في صعده وخلصت الى احراج الشيخ في استحلافه في اعطاء رأيه في مايجري اذا مثل بين يدي خالقه وهي نبره حاده من نوع خاص يعطي للصراع بعدا عقائديا اخرج الشيخ ومن معه عن الاصطفاف المذهبي الى القبلي وعلى انهم لايمتلكون على النيه ولا الى الادوات في حسم الصراع وسينتقل الى بقيه المناطق في البلاد مما يعطي مساحه جديده من الصراع للثأر القبلي الناجم عن هذا الاصطفاف خصوصا اذا ادركنا حساسيه الثأر القبلي وتعقيدها مذهبيا لتشكل عقد اجتماعيه جديده تضاف لاول مره الى تاريخ الصراع المسلح في اليمن ولربما في المنطقه برمتها.

وتأسيا عليه بقت القبيله في اطار المفهوم العقائدي متخلفة هذه المرة في اصطفافها عندما تكون مصالحها مرتبطة بالسلطة وكشفت القبيلة من ناحية اخرى ان العقيده تتقدم عن كل مايتصل بالقبيلة وتتقوى صلتها مع بعضها ببعض لم نشهد مثيل له الا في صعده وخرجت القبيله هناك عن مسمياتها الاعتيادية لتضحي دليلا عن مدى تأثير مفهوم العصبية وتشابك عوامله وأدواته ألاقتصاديه والسياسيه والاجتماعيه والفكريه لتأخذ نوع جديد من انماط العصبيه التي يصعب للباحث من الامساك بحلقاتها الرئسيه لتداخل هذه العوامل مجتمعه مع بغضها البعض وذلك لعدم تفردها لتشكل في المحصله عقده اجتماعيه يصعب فهم جوهرها حتى القائمين على الاحداث سواء في القصر الجمهوري اوصعده.

لذلك علينا ان نذهب لدراسة الظاهرة وتحليلها والأخذ بما نخلص اليه سبيلا لعلاجها مما يعني ان الاستجابة للنتائج ستخضع الوضع القائم في البلاد الى ثوره سلميه حقيقية تجذر بنيه المجتمع وتعمل على بناء العقلية الجديده في الحكم والممارسة وخلق بئه اجتماعيه وفكريه وثقافيه تستوعب عمليه التغيير وتطور ثقافة الحوار والاعتراف بالاخر في الحق بالتساوي بالمواطنه والانتماء للأرض واحقاق الحقوق والمحاسبه في اطار المصفوفات القانونيه للدوله المؤسساتيه.

خلاصه القول في ان مايجري في صعده صار خارج السيطرة وسيأخذ إبعاد مختلفة عما أراد به قصر الستين في بدايته وما عكف عليه الحوثيين في مجاراته من خلال احداث الحرب ومما يعني فان الثقه صارت مستحيله بين الاطراف وفي حاله تدخل الطرف الثالث القوي فيها أذا ماكان ذلك مرشحا الى الحل والمصالحه وهي جهود لازالت تبذل وتأرجحت عند مسافات بعيده تفصلها كثيرا عن الحل بفعل استمرارية تعنت القوى النافذه في السلطه والإبقاء على الخيار العسكري في الوقت الذي عجزت فيه على حلحلت ولو جزاءا يسيرا في ذلك بالرغم من مرور اكثر من اربع سنوات على تاريخ الصراع المسلح.

ان استخدام النظام لعصا الشيخ بات مزعجا ليس من حيث رد الفعل العكسي عند قبائل صعده ولكن أوله عند علماء الزيديه ورسم صراعا من نوع نادر في اطار مفهوم القبيله والعقيده واولويات الواحد على الاخر بل ورشح الصراع للدخول في مرحله جديده وهي مايعني الاعلان الصريح والواضح لدخول حاشد رسميا , القبيله التي ينتمي اليها الرئيس في الصراع مما يعني زياده رقعه الثأر وتوسعها لتاخذ طابعا اكثر حده.

هنا تجدر الاشاره الى ان الشيخ الأحمر صار اخر ورقه يستعين بها النظام وهي متاجره وغير فاعله لتوظيفها قبليا من قبل النظام وعدم دخولها كطرف ثالث في الحسم كمجلس نواب؟؟

الشيخ الأحمر أعطى دليلا واضحا على عدم قدرته على مجاراة الإحداث لظروفه الصحية خصوصا بعد حادثه السير في السنجال وعلى الرغم من انه كان على الدوام مرجحا لكفه الحسم وهو ما أعلن عنه صراحه في قناه الجزيره عندما قال :

في ايام السلال لما قلنا له لا؟ راح وفي عهد الارياني: استخدمنا لا؟ وولى . وفي عهد الحمدي قلنا لا؟ وراح ودواليك.

لكن هذه المره رمى بعصاه وسط ساحه القصر الجمهوري في اطار إشكاليه تاخذ المد والجزر في معادلة شيخ الرئيس ورئيس الشيخ واصطفاف المصالح بصبغه الأحمر ولون الصالح.

ان الحسم العسكري لنظام حرب العصابات القائم في صعده صار معقدا وهو ماوضح على الارض وبات نموذجا قد ينتقل الى عموم محافظات البلاد خصوصا في ظل تعنت السلطه على استمراريتها في معالجه اوضاع منا طق الصراعات المسلحة وخصوصا المناطق الوسطى ومارب والبيضاء والجنوب عامه. وهي مسائل صارت في حكم المؤكد وهو ما خلص اليه السيد نبيل فاخوري نائب السفير الامريكي في صنعاء في مقابلته الاسبوع الفائت مع جريده الايام العدنيه عندما نادى السلطه الى العمل على استنفاذ كل الأساليب السلميه لحل قضيه صعده مما يعني للمراقب للشأن اليمني من عدم رضى الولايات المتحده لمايجري في صعده وتفهمها طبيعه وحقيقه الاحداث على الرغم من استخدام انماط متنوعه من السياسات تجاه اليمن ولكنها في الاخير لم تأنس الى السياسات المتخذه من قبل النظام وخصوصا قضيه الصراعات المسلحه والارهاب والقوى الدينيه المتطرفه وعلاقتها بالقوى المتنفذه وارسال الانتحاريين الى العراق والمطالبه المستمره لتسليم الزنداني وفقا لقرار مجلس الامن وتجفيف منابع الارهاب عامه والفساد الاداري والاقتصادي.

لقد اصبحت الولايات المتحدة تدرك جيدا من ان استحقاقات شعب الجنوب باتت تناقش في أجنده الاداره الامريكيه والامم المتحده وتم احيائها مما يعني ان الحراك السياسي في الجنوب قد اخذ شكلا جديدا بل ونوعيا هذه المره

لقد خلصت حرب صعده الى حقائق مأساويه على الارض تمثلت في نزيف الدم المستمردون وجود اي وازع للضمير لايقافها ولا الى ايقاف الموت اليومي للمواطن في بقيه مناطق البلاد الناجمه من جراء ارتفاع الاسعار وجرعاتها التي وصلت الى ثلاث جرعات منذو التعديل الحكومي الاخير حيث وصلت خلال الايام الاخيره الى 50% في اغلب الاسعار الاساسيه و90% في اسعار الاسمنت بالاضافه الى هذا فان الثأر المسلح في المدن والارياف والنهب واالسطو والعنف من قبل العناصر المتنفذه في النظام تظل احداث توقض وتفزع المواطن في كل حين وتهدر طاقات الاستقرار والامان وتجعل البلاد تغادر يوميا نحونفق المجهول ونحو مستقبل لايبشر بخير ويعجل كل عوامل انهيار الدوله ويعزز القناعات من ان بدائل الصومله بدت تلوح في الافق وان محمد سياد بري قبل سقوط نظامه نموذجها الفاعل لارجعه عنه خصوصا في ظل استمراريه تعنت القوى المتنفذه ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يجنب شعبنا ويلات الشر اذا غابت العقول عن اداء دورها وواجبها الديني والانساني في رساله الضمير الى الشعوب والله من وراء القصد.

باحث ومحلل سياسي مقيم في لندن

Alimasfary@hotmail.com