#لا_لتطييف_التعليم.. حملة على مواقع التواصل الإجتماعي تكشف عبث الحوثي بالمناهج وقطاع التعليم حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين أول رد لتركيا بعد هجوم حوثي استهدف احدى سفنها 49 فيتو أمريكي في مجلس الأمن ضد قرارات تخص الاحتلال مصادر تكشف عن قوات عسكرية في طريقها إلى اليمن إنقلاب موازين الحرب بين روسيا وأوكرانيا .. يشعل أسعار الغاز في أوروبا و تقفز لأعلى مستوياتها هذا العام رجل ينتحل صفة مسؤول أجنبي رفيع ويُستقبل بمراسم رسمية في دولة عربية مفاجأة.. رونالدو يكشف عن ضيفه الذي "سيحطم الإنترنت"
ارتبط اسم الشيخ الزنداني بالعواصف الصحفية والسياسية والفكرية، فبين الفيْنة والفيْنة تهب علينا هذه العواصف الممطرة، لعلّ من آخرها عاصفة اختراع علاج لمرض الإيدز وعدد من الأمراض المستعصية الأخرى.
قبل هذه العاصفة المباركة هبّت عاصفة \"تزويج الصغيرات\" والتي كانت عاصفة شديدة عاتية، رغم أنه لا دواعي لهذه العاصفة الشديدة في تقديري، فالمسألة اجتهادية إلى حد كبير، وباصطلاح الفقهاء هي من المسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد، بيد أنّ الشيخ الزنداني بأسطوله الإعلامي الضخم المكون من الأستاذ محمد مصطفى العمراني، ود. إسماعيل السهيلي، ود. عبد الملك التاج، رغم أنّ الجميع منهم حسب علمي ليس له أي ارتباط سياسي أو تنظيمي بأي جهة، إلا اللهم ارتباطهم بالله واستمدادهم القوة منه، فيما أحسب، الأمر الذي جعل الشيخ الزنداني عبر أذرعه الإعلامية هذه وأذرعه السياسية والنيابية الأخرى يخرج منتصراً.. فإلى هذه اللحظة ومجلس النواب يقف عاجزاً عن حسم القضية، ولا أظنه يقوى على حسمها، فمجلس النواب يجب أن يعرف قدره ومكانته، إنّه في مواجهة من ؟؟!! إنّه الشيخ الزنداني، سلطان العلماء، فلو وقف على أي أكمة من آكام اليمن ونادى لجاءته اليمن عن بكرة أبيها، كما قال الزبيري.
هذه العاصفة الزندانية – أعني عاصفة تزويج الصغيرات - لو لم يتصدرها الشيخ الزنداني لما كانت محل إشكال، عند أحد، ففي بلاد الحنابلة ونجد والحجاز وتخوم مكة والمدينة، وعلى مرتفعات جبال السروات، وعلى ضفاف وديان أبها البهية حيث العلامة د. عوض القرني وعائض القرني، وفي أوساط أكابر فقهاء المذهب الحنبلي كالعلامة سفر الحوالي وناصر العمر، وسلمان العودة، ومحسن العواجي، لا مشكلة في الأمر، ولذا مرّت مسألة حظر تزويج الصغيرات في هذه البلاد، بسلام دونما عاصفة تذكر، فالمسألة اجتهادية هناك، وتأخير تزويج الصغيرة إلى سن محدد ب 16 أو 17 سنة، لا مشكلة فيه، بل هو مما يحفظ للفتاة كرامتها وسلامتها، سيما في أزمنة غابت فيها المروءات والكرامات.
بيد أنّ الاجتهاد الذي وصل إليه الشيخ عبد المجيد وعدد غير قليل من علماء اليمن، جعل المسألة تميل إلى كفة الاجتهاد القائل بعدم حظر تزويج الصغيرات، لعلّها الحكمة اليمانية، فيما نحسب، أو لعلّها أيضا ظروف اليمن اجتماعياً ودينياً وثقافياً، جعلت الكفة تميل إلى عدم حظر تزويج الصغيرات، فقد تقتضي المصلحة في بعض الأحوال تزويجهن، وإن كنّ في سن مبكرة، وفق ضوابط وشروط معينة، وهو القول الذي كنت أنصره وكتبت فيه، إلا أني أزعم أنّ القول الآخر – بالحظر- يبقى في دائرة الاجتهاد السائغ .
إنّه لا يمكن أبداً القول بأنّ الاجتهاد الآخر، بحظر تزويج الصغيرات مناف للشريعة أو مصادم لها، بل هو من باب سد الذريعة أو من باب النظر إلى المصلحة الشرعية، وهو ربما ما اعتمده القائلون بحظر تزويج الصغيرات، وهو رأي وجيه وقوي هو الآخر، والشريعة تدور مع الحال والمصلحة، كما هو مقرر.
ما أود قوله هو أنّ المسألة اجتهادية محضة، لأنّ العلماء القائلين بالحظر، والذين ذكرتهم آنفاً هم من أقرب الناس إلى اختيارات الشيخ الزنداني في كثير من المسائل، ولا يمكن لأحد أن يطعن في دينهم وقوتهم في الحق، لكن يبقى لكل بلد خصوصيته وظروفه، ولا عتب على أي أحد من أهل العلم قاده اجتهاده إلى تقرير مسألة من مسائل الشريعة، وإنما العتب أن تُجعل ظنيات الشريعة ومسائلها الاجتهادية مسائل قطعية، أو أن تُجر خصوصيات بلد إلى بلد آخر.
مثال آخر مسألة قيادة المرأة للسيارة، فالإسلاميون في اليمن بمن فيهم الشيخ الزنداني يرون الجواز، فيما العلماء والدعاة في بعض بلاد الجزيرة والخليج يرون حظر قيادة المرأة للسيارة، ويخوضون حرباً لا هوادة فيها ضد كل من يطرح هذه الفكرة، فيما يوجد في القوم طائفة من العقلاء والحكماء، لا يرون في الأمر بأساً أن تقود المرأة سيارتها أو ناقتها فالأمر سيّان، فالمسألة عرفية لا شرعية، إلا اللهم من باب النظر إلى المآلات وبعض الظروف والأحوال.
وحاصل القول أنه يجب على العلماء ألا تضيق صدورهم بأي رأي من الآراء الفقهية والدعوية، المشكل في الأمر أن يصطاد البعض في الماء العكر فيسفّه بعض آراء أهل العلم أو يتطاول على النصوص الشرعية وإن كانت ظنية، لينصر فيها رأيه ومذهبه، ثم ليضلل الآخرين، كما يصنع بعض الكتّاب وصغار الصحفيين.
وبالتالي فإنّه في تقديري من يزعم بأنّ حظر تزويج الصغيرات مؤامرة صهيونية أو أميركية، وأنّ من ينادون بهذا الاجتهاد غافلون أو سذّج أو ينقصهم فقه واقع المسألة أو أنّ الخوف والجبن منعهم، من الصدع بالحق، قول مجانب للصواب، وكذا اتهام القائلين بعدم حظر تزويج الصغيرات وأنّ للولي تزويج ابنته وإن كانت صغيرة، اتهامهم ببعض الأوصاف والألقاب قول باطل لا يجوز، لأنّ لكلٍ من القولين دليله واجتهاده .
المشكل في الأمر أن يأخذ الرأي الفقهي، بعداً سياسيا وفكرياً وهو ما وقع في مسألة تزويج الصغيرات أو قيادة المرأة للسيارة، وهو ما جعل المسألة تأخذ بعداً أكبر من حجمها وإطارها الصحيح.
قلْ هذا أيضاً عن العاصفة الفائتة التي أشرنا إليها في مفتتح هذا المقال، المتعلقة باكتشاف علاج لمرض الإيدز وفيروس الكبد c وأمراض القلب ..الخ، رغم متابعتي الواسعة للموضوع عبر الصحافة الإلكترونية، أجد من العسير جداً القول بأنّ اكتشاف أدوية علاجية ناجعة لهذه الأمراض المستعصية أمرٌ غير ممكن، فما أنزل الله داءً إلا وجعل له دواءً، وذلك لما يأتي :
أولاً : عايشت بنفسي علاجا لفيروس الكبد c لَمْ يستغرق سوى أقل من شهر وشُفِيَتْ المريضة منه تماماً ولم يبق له أي أثر، والفضل بعد الله تعالى كان لعلاج الشيخ الزنداني، والمصابة هي زوجتي التي تلقت العلاج، والتي أجرت فحوصاً عديدة مرارا وتكرارا بعد تعاطي العلاج، في مستشفى آزال والسعودي الألماني بصنعاء، وبعض المستشفيات خارج اليمن، ولم نجد للمرض أي أثر، بتاتاً، وهو ما جعلني أسطّر هذه الشهادة للشيخ الزنداني جزاه الله خيراً، فلا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، ولقوله تعالى: (ومن أظلم ممن كتم شهادةً عنده من الله) على أنّ الشفاء كان قبل نحو سبع سنوات ولم أحتفظ بشيء من الوثائق، لأنّ لدى مركز الإيمان للتداوي بالأعشاب التابع للشيخ الزنداني ما يكفي وزيادة من الشهادات الموثقة صوتاً وصورة ، كما بلغني.
ثانياً: ما بيّنه الشيخ الزنداني نفسه على قناة الجزيرة مباشر، من أنّ العلاج مرّ بمراحل علمية عديدة وحاز على عدد من الشهادات الطبية الدولية، بما لا يدع مجالا للشك والريب.
ما يجب أن نبيّنه للشيخ الزنداني في هذا المقام من باب النصح، وإن كان مقامي أقلّ من مقامه، أرى أنّ الشيخ الزنداني أخطأ جداً حين أعلن ابنه \"محمدا\" براءة الاختراع عن طريق صفحته على الفيسبوك، بعبارات ليست علمية ولا طبية وليست من متخصص ولا حتى من طبيب، ولعلّ ابن الشيخ دفعته عاطفته للتسرع بإشهار الخبر بتلكم الطريقة، وكان الأوْلى أن يتم إشهار براءة الاختراع – إن كان ثمة براءة اختراع- بكل تفاصيلها العلمية عبر مؤتمر صحفي، مثلاً، للشيخ الزنداني نفسه، أو عن طريق الفريق الطبي المتخصص المساند للشيخ، ليبيّن كل ما يتعلق بالعلاج ومراحله المختلفة، لا عن طريق ابن الشيخ، لا يدري أأصاب في عبارته أم أخطأ، لأنّ الكثير من محبي الشيخ، فهم من الإعلان على الفيسبوك أنه لا يعدوا أن يكون عاطفة شخصية متعجلة، هذا فضلا عن الغموض وعدم الشفافية، التي تحف العلاج، زاد من هذا الغموض وعدم الشفافية مقال الدكتور حسني الجوشعي، الذي أعلن فيه تلكم التفاصيل، وأنه انسحب من الفريق الطبي قبل بضع سنين!!، رغم كل الردود الواردة على المقال من الأسطول الإعلامي المشار إليه آنفاً.
إنك تبحث في موقع الشيخ الزنداني أعني موقع جامعة الإيمان عن أي تفاصيل عن العلاج ومصدره والأرقام الصحيحة التي شفيت به، فلا تجد شيئاً يروي الغليل ويطمئن النفس، إلا رقم تلفون بعض المجاهيل، قبل بضع سنين، وهو ما يدعونا لأنْ نشُد على يد الشيخ أن يغيّر من سياسته الإعلامية وأن يستفيد من تقنيات العصر، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فلو أنّ الشيخ نقل مراحل العلاج بكل العوائق والمشكلات والشهادات على النت، وعلى بعض الفضائيات، لأراح ولاستراح من كثير من العواصف الإعلامية، سيما وأنّ ثمة مراكز علمية وبحثية يتبناها الشيخ الزنداني وجامعته، بيد أن ثمة قصوراً إعلامياً واضحاً عليها لا تخطئه العين.
إنّ الكثير يراقب باهتمام بالغ هذا الاختراع ويدعوا الله تعالى أن ينفع به، وأن يٌكلل بالنجاح المبين، لو لا وجود بعض ما يعكر صفو الخبر، فعلى سبيل المثال لا الحصر، قناة الحقيقة للدكتور الهاشمي لا تكف ليل نهار عن بث حالات كثيرة شفيت من أمراض مستعصية، عجز العلم الحديث عن علاجها، لدرجة أن د. الهاشمي فتح العديد من المراكز والفروع العلاجية في عدد من دول العالم، وهو ما جعل ثمة لبساً كبيرا بين الحالتين والصورتين، وحسِب البعض أو قلْ الكثير أنّ الأمر لا يعدوا بعضا من كرامات المشايخ وعلومهم الخفية، التي لا علاقة لها لا بالعلم ولا بالطب.
لذا أرى من اللازم والضروري حتى يُكتب النجاح الإعلامي لهذا الاختراع المبارك أن تخصص صفحة أو موقع إلكتروني لنشر كل ما يتعلق بهذا العلاج على النت، يتابع الجديد فيه أولا بأول، ليكون الجمهور وهم بالملايين على معرفة تامة بكل ما يستجد فيه، وإلى أين وصلت مراحله، للقضاء على الأقاويل والتكهنات الصحفية، سيما وأنّ الشيخ الزنداني وفقه الله لديه جامعة عالمية تضم بضعة آلاف من طلبة العلم والمشايخ والعلماء وحملة الدكتوراه والإعلاميين والفنيين، فضلا عن الأنصار والمحبين والمريدين.
ختاماً لا يفوتني أن أتوجه إلى الله تعالى العلي القدير، ثم إلى البروفيسور الزنداني بالشكر والتقدير– رغم تباين الآراء بيني وبينه في كثير من المسائل الفكرية والاجتماعية- لجهوده العلمية وشجاعته النادرة وإرادته الصلبة، ومعنوياته الواثقة بدينه وربه ورسوله، وحبّه الصادق لأمته ونفعها، وتضحياته في سبيل رفعتها بكثير من الأموال والجهود والإمكانات والأوقات، وإنّا على ثقة تامة، لا حدود لها، أن مستقبلاً مشرقاً بإذن الله ينتظر اكتشافات الشيخ الزنداني سيما إن وجد من أمته وشعبه ومحبيه دعماً ومساندة، والحمد لله رب العالمين،،