حكاية صانع رؤساء الحكومات مع وحيد رشيد وغزوة المنصورة
بقلم/ صلاح محمد العمودي
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 19 يوماً
السبت 07 يوليو-تموز 2012 06:17 م

بالأمس كان الشيخ الأب صانعا للرؤساء , وابرز دليل على ذلك قصة توسلات الرئيس المخلوع له في عام 78 ليصنع منه رئيسا ولو لمدة اسبوع حتى ينتقم كما قال لمقتل الغشمي فقبل الشيخ الأب بعد صفقة توافقية مع السعودية التي كانت تستعجل إتمام سيناريو اغتيال الشهيد الحمدي وتصفية مسرح الجريمة حتى انتهت بتنصيب المخلوع رئيسا للبلاد , إلا ان الأسبوع صار 33 عاما ورغبة انتقامه اتسع نطاقها لتشمل الشعبين في الشمال والجنوب 

 واليوم يقال ان الشيخ الابن أصبح صانع رؤساء الحكومات , ومعلومة كهذه في مجتمع تتسيده القبيلة متوقعة الحدوث ولا تدعو للاستغراب او حتى النقاش وإنما ينظر اليها كاستحقاق عائلي من الاب لابنه وبالتالي انصبت جهود مثقفي مجتمع صنعاء القبلي فقط في البحث عن ايجاد الدليل حتى ظهر الأستاذ محمد سالم باسندوه وهو يؤدي اليمين الدستورية امام الرئيس هادي ليرأس حكومة الوفاق بعد ان شوهد في اخر سنوات حياته السياسية على يمين الشيخ الابن أثناء فعالياته المتعددة قبل ثورة حيا بهم حيا بهم التي تصدرت المشهد الثوري وأزاحت الشباب في منتصف الطريق فأيقنوا ان ابن صانع الرؤساء أصبح صانع رؤساء حكومات

من هذا المنطلق يرتب الشيخ الابن من الان , أوراقه السياسية لاختيار شخصية رئيس الحكومة القادم لعام 2014 اما عن رئاسة الدولة فقد صرح مؤخرا انه تنازل عنها للمرة الثانية على التوالي لجنوبي , لا يريد ان يعترف ان الظروف الراهنة أجبرته على ذلك فاتبع أسلوب المهادنة والمراوغة في اشارة على انه ذكي وبقية الناس أغبياء , لكن متغيرات احوال الطقس قد يكون لها رأي أخر تعيد الشيخ الابن مجددا الى صدارة اقوى المرشحين , ومن هذا المنطلق ايضا يرى البعض ان طموحه السياسي يتطلب التقرب من الشيخ الابن فعلا لا قولا حتى يحظى اسمه بترتيب متقدم في قائمة المرشحين لرئاسة الحكومة او منصب قيادي اخر , ولقمة كهذه يسيل له لعاب تلك الشخصيات المشردة والضالة من الجنوبيين.

 بعد ان حققت ثورة حيا بهم حيا بهم هدفها في اسقاط الرئيس المخلوع ,فتحت الباب واسعا للشيخ الابن بان يتصدر المشهد العام وأخذت تصرفاته الحالية تتولى ترجمة وضعه الجديد , فبعد ان انهى معركته في الشمال اتجه جنوبا لاستكمال رسم خطوطه العامة لخارطته السياسية القادمة , ولإدراكه من ان معركته في الجنوب تختلف تماما عن تلك التي خاضها في الشمال بسبب ضعف استراتيجيتها القبلية لم يجد أمامه غير الاستعانة ببعض كوادر حزبه في الجنوب ,والاتفاق على خلط الأوراق في محاولة لتوأمتها مع الظروف والمتغيرات الجديدة مع إعطاء الأولوية لكل من عدن وحضرموت , فنجح في غفلة غير متوقعة يدفع اهل عدن ثمنها ويتحملون تبعاتها حتى الان , من انتزاع رئاسة السلطة المحلية ممثلة في شخص وحيد رشيد لصالح حزبه بينما باءت محاولاته المتكررة لفرض سيناريو مماثل في حضرموت بالفشل فتأجلت ان لم تكن انتهت فرص نجاح صلاح باتيس رجل الشيخ الابن في حضرموت من الوصول الى منصب المحافظ هناك 

وحيد رشيد احد ابزر أوراق الشيخ الابن للمرحلة القادمة ,تدخل في إطلاق سراحه من زنزانة كرسي الوكيل الذي ظل سجينا فيه 18 عاما واتى به على رأس السلطة المحلية في عدن ليضعه على اولى خطوات طريق إثبات الذات للاستحقاقات القادمة فكانت غزوة المنصورة التي قادها بنفسه مؤخرا تصب في هذا الإطار ومؤشرا لخضوعه لاختبارات الولاء للشيخ الابن , إلا ان شجاعة ابناء مدينة المنصورة وتضحياتهم أفشلت مخططات الرجلين اختفى على اثرها المحافظ وحيد رشيد عن الأنظار , فخاب مسعى وسائل الإعلام في العثور على إشارة رسمية عن السبب الاستراتيجي في اختبائه والذي احتل أهمية اكبر من جرائم القتل وإراقة الدماء في المنصورة ,الى ان جاء تصريح المصدر الأمني وأفصح عن مؤامرة دنيئة ومن يقف ورائها حين قال ما معناه ان ما يتعرض له أبناء المنصورة جراء الوجود العسكري في مدينتهم سيظل قائما حتى عودة المحافظ وحيد رشيد من تركيا بصفته صاحب القرار , ثم فجأة تتبنى حصريا صحيفة اللواء الأحمر نشر خبر عن عودة المحافظ برعاية الله وسلامته فجر السبت الماضي ليعقد بعدها بساعات اجتماعا استثنائيا باللجنة الأمنية ,حيال هذا الاستهتار بحياة الناس ومعاناتهم فإننا نتساءل لماذا كل هذا الاستخفاف بمصير المدينة وأهلها حتى نرهن عودة أمنهم وأمانهم وممارسة حياتهم بشكل طبيعي كغيرهم من البشر بعودة شخص لم يكن قرار اختفائه بيده حتى يعود

amodisalah@yahoo.com