ماهو السيناريو القادم للثورة اليمنية ؟­­
بقلم/ رياض محمد عبدالله المعلم
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 14 يوماً
الإثنين 12 ديسمبر-كانون الأول 2011 09:43 م

أولاً نتمنى من جميع الثوار اليمنيين في جميع ساحات النضالوالعزة والكرامة الأحرار أن يقرأوا ويستوعبواما يحدث لثورةاليمن المباركة والمنتصرة بعون الله والشباب المخلص، فأى ثورة لها ثورة مضادة ليس غرضها أن يرجع صالح ، بل أن يبقى أفراد النظام حتى لا تتممحاسبة الرئيس السابق وتوفير الحماية مع إستكمال سلسلة السلب والنهب باليمن .

نرجو الإنتباه من شباب اليمن حفظهم الله ونصرهم على النظام الفاسد .

فى كل الثورات المنتصرة والثورات القادمة على الإنتصار .. هناك ما يسمى بالثورة المضادة .. و يقوم و يخطط لها عدد من اتباع الحاكم المستبد ومن شاركهم و المستفيدين منه و أعوانه وأحيانا قد تنتهز الفرصة و تنجح مثلما حدث فى حالة الثورة الفرنسية فى احدى مراحلها .. و مثلما حدث فى الثورة المضادة على ثورة مصدق فى ايران عام 1951 و التى نجحت الى حد اعادة شاه ايران مرة أخرى وقتها بالشكل الذي جعل الشاه وقتها يقول ل" كيرميت روزفلت " ( ممثل المخابرات الامريكية ) :" إنني مدين بعرشي الى الله ثم الى شعبي ثم اليك " و كان صائبا فى الجزء الأخير فقط !

و حتى فى حالة ثورة تونس .. شاهدنا كلنا اتباع نظام بن على و هم يشيعون الفوضى بعد هروبه فى الايام التى تلت السقوط لمدة شهر قبل ان تتكشف الحقيقة و يتضح ان بعض قيادات الحرس الرئاسي هم المسئولون عن هذا.

و فى حالة ثورتنا هنا ... من يخطط لهذه الثورة المضادة .. ليس بالضرورة لعودة علي صالح .. بل فقط لإستمرار نظام صالح بشكل آخر اكثر تطورا او عودتهبشكل جديد او ومختلف  تحت يافطة المؤتمر الشعبي العام .

و بالطبع لا حاجة للقول أنالسيناريو القادم ليس من قبيل التخيل المطلق ( و ستجدون بانفسكم ان الأمر اكثر تعقيدا من خيال اي شخص او قدرته على الاختلاق , مهما كان عبقريا ) بل هناكشواهد مؤكدة على الأقل بالنسبة لي من عدة مصادر بحسب اطلاعي على الثورة منذ البداية حتى تكشفت لدي الصورة كاملة بعد بحث مضني فى المؤشرات لنتأكد مما ورد .

و لا استطيع الجزم بوجوده 100 % .. و لكنني شخصيا متيقن انه حقيقي .. و لكن وجدت ان افضل ما نفعله للتأكد هو أن نقوم بعرضه عليكم

نعم .. سأعرض السيناريو تفصيليا و بعدها يكون الحكم لكم :

اذا كان هذا ممكن ؟ أو هذا صحيح ؟

هل هذا متوقع ؟

* الصورة الكاملة :

إنشاء الله بعد نجاح الثورة و بدء حصارها لعدد من رموز و قيادات النظام و بقاء جزء منهم ينتظر المحاسبة قد يقررعدد منهم أن يبادر بالهجوم اتباعا لمبدأ " الهجوم خير وسيلة للدفاع " و اجتمعت الضباع الجريحة يوحدهم شعور الخطر وبحيث يضم إجتماعهم كلاً :

 * ضباط فى جهاز الحرس الجمهوري والأمن القومي تحركهم روح الانتقام و الخوف من المحاسبة على عهود تعذيب . .. إلخ .

* رجال الحرس والأمن يدينون بالولاء لأحمد علي عبدالله وطارق وعمار .

* رجال اعمال فاسدين معرضون للمطاردة و المحاسبة و المحاكمة .

* قيادات كبرى و صغرى في حزب المؤتمر وجدوا أنه يصعب عليهم التلون فى ظل النظام الجديد و فى ظل جيل من الثوار لديه انترنت يوثق كل ما جرى و كل كلمة قالوها سابقا. كما حصل في الفيديو المنشور ليحى الراعي .

* و قيادات اعلامية ( بعضها ما زال موجودا ) ينتظر الإقالة بين لحظة و أخرى.

* بعض المسئولين الحاليين فى الحكومة و فى مواقع حيوية ( منهم وزراء ما زالوا فى مواقعهم فى الحكومة الحالية و ينتظرون سيناريوهات سيئة !!! ) .

و بعد إجتماعهم , تقررت الخطة لتحقيق عدة أهداف متفاوتة المدى :

- الدفاع عن صورتهم بشكل عام و ازالة اتهاماتهم اعلامياً .

- شغل الرأي العام و الثوار عن محاسبتهم عن جرائمهم طوال سنوات فى حق الشعب اليمني .

- الإيقاعبين الثوار واللقاء المشترك و إفساد الروح الايجابية بينهم إن وجدت .

- إشاعةالفوضى بشكل عام بهدف اظهار الحالة

- و ربما اذا نجح المخطط الى نهايته قد ينتهى بعودة النظام الحالى و ليس بالضرورة علي صالح واحتمال أن يكون نجله حمادة !!!!

.. بل قد يكون عبدربه هادي أو حتى أي وجه جديد يضمن حماية اتباع النظام من المسائلة مستقبلاً .

و لتحقيق هذه الأهداف بدأوا التحرك على اربعة محاور محددة و بعناية و خبرة تجمع بين خبرات سابقة كبيرة فى مجال الحشد و خبرات أخرى أمنية و استخباراتية فى مجال الحرب النفسية و فى فنون الدعاية السوداء و غيرها ،

هذه المحاور هي :

|| 1 || المحور الأول : عفا الله عما سلف !

 ستجد كثيرا جدا من الدعوات تملأ عدد من الصحف و الفيس بوك تحمل هذا المفهوم بحجة .. عفا الله عما سلف .. لا داعي للمحاسبة .. دعونا نبدأ صفحة جديدة .. فلننسى الاحقاد .. لتكن ثورة بيضاء للنهاية .. لنلتفت للمستقبل و لا نشغل أنفسنا بالماضي

و هذه أول خطوة فى توجيه الرأي العام بعيدا عن فكرة محاسبتهم .

و فى الأصل : لا تناقض أبداً بين الإعداد للمستقبل و المرحلة الانتقالية و الديمقراطية , و بين محاسبة رؤوس الفساد و الاجرام بشكل عادل و كامل ! .. و هو ما يوضح لك هذه الفكرة من ينشرونها و لمصلحة من ؟ .

و بالطبع ليس كل من يتحدث عن هذه الفكرة هو يعمل فى اطار هذا المخطط و انما قد يكون مقتنع بها أو تأثر بها اعلاميا بحسن نية و شعبنا شعب طيب و متسامح .

|| 2 || المحور الثاني : زيادة عدد الإعتصامات الفئوية مع شيء من الفوضى ، و يحدث هذا بالطبع مع توصيل الصورة إلى القيادات المعنية عن هذه الاعتصامات انها ( كلها ) بتحريك من اللقاء المشترك والثوار ! و ليست احتجاجا على فساد او طلب لازاحتهم مثلا من مواقعهم !

و هو ما سيجعل - طبعا - القيادات المعنية مثل اللقاء المشترك ولجنة التهدئة ونائب الرئيس تتصل تلقائيا بالثوار لتطلب منهم تهدئة وتيرة الاعتصامات .. و طبعا لن تصدق اصلا ان الثوار غير مسئولين عنها نهائيا او أنها بأى إيعاز منهم على الاطلاق ، و هو ما يجعل القيادة العسكرية تبدأ فى الضيق و نفاذ الصبر مما يفعله الثوار .

و أستطيع هنا أن اؤكد بشكل جازم هنا ان اكثر من 60 % من الاعتصامات هي بإيعاز من هذا المخطط و ليس احتجاجات طبيعية و بعضها حتى مستفز جدا و حتى نكون محددين , ستجد لها عدة سمات :

* تتسم ببعض الهمجية و الفوضى و بشكل غير سلمى  بما يتناقضمع أخلاقيات الثورة فى ساحات التغيير والحرية الحضارية التى شهدناها جميعا و العالم كله.

* ستكون إعتصامات سقف مطالبها مرتفع جدا جدا بشكل تعجيزي فى بعض الاحيان , و فى الأغلب تكون مالية فقط و لا تحوي أي طلبات تغيير فاسدين .

* تعطل مصالح المواطنين بشكل متعمد و مضر جدا و أناني جدا بما يثير الرأي العام ضدها و ضد الثورة عموما

* و احيانا تتسم ببعض العنف بخلاف كونها سلمية من حيث تكسير مكان او رمي بعض الحجارة بشكل غريب و عجيب !

و الهدف هنا بالطبع ان يوضحوا للناس أن الثورة دمرت الاقتصاد و دمرت اليمن و أنها أشاعت الفوضى و أن نظام صالح كان أكثر إستقرار من هذا ! و من يدرى قد تجد فى هذا المجال من يظهر و يترحم بشكل مصطنع على صالح و أيامه ! 

|| 3 || المحور الثالث : إفسادالعلاقة بين اللقاء المشترك و بين الثوار

و ذلك عن طريق خلق إستفزازات متبادلة بين اللقاء المشترك و بين الثوار ,

هذا المحور قد تجده فى تشويه صورة اللقاء المشترك و خلق استفزاز عن طريق تأخير الافراج عن المعتقلين وتحقيق مطالب أهداف الثورة إنتصاراً للشهداء ( بواسطة رجال النظام الذين ما زالوا باقين فى امن الدولة مثلا ) و عن طريق الايقاع من الحكومة و رجالها عندما يقوموا مثلا بإلقاء مسئولية اعباء المعتصمين الثوار - بشكل متعمد - على اكتاف حكومة الوفاق المثقلة بالأعباء اصلا هذا المحور قد تجده في نقطة الاعتصامات المتزايدة بشكل زائد عن الحد بشكل واضح جدا و غريب .

|| 4 || المحور الرابع : العودة للحكم عبر عباءة جديدة !

و هذا المحور طبعا قد ينجح فعلا و بدأوا يمهدوا له من خلال حزب المؤتمر !!! بهدف الدفع من خلالهذا الحزب الى سباق الانتخابات بوجه جديد قد يعيدهمالى الحكم و يحميهم من المحاسبة على الأقل

و ستلاحظ فى هذا الاطار تعليقات موجهة من اشخاص ( مجهولين ) لاتعرفهم يتحدثون عن ان الثورة ليست حكرا على ( من نزلوا الساحات أو من ثاروا او من دعموا الثورة ) و ان النظام القادم ( يجب ) ان يشمل الكفاءات ايضا !!!!!

و ستلاحظ ايضا انقلابا ناعما فى تعليقات من كانوا ينشرون شتائم ضد الثوار و الآن يعلنون انهم " ايدوها من اول يوم " !

هذه المحاور و كلها ستجد طريقها للتنفيذ ، و البعض سينفذ هذه المحاور بحسن نية دون ان يدرى

اذن هذه هي محاور الخطة

|| 1 || المحور الأول : اسقاط الحساب ( عفا الله عما سلف ) !

|| 2 || المحور الثاني : زيادة عدد الاعتصامات الفئوية مع شيء من الفوضى

|| 3 || المحور الثالث : افساد العلاقة بين القوات المسلحة و بين الثوار

|| 4 || المحور الرابع : العودة للحكم عبر عباءة جديدة !

ضع هذه المحاور فقط فى بالك فى الايام القادمة و تابع التعليقات على الانترنت او الاعلام و قل لي كم محور وجدته منفذا بالفعل ؟

اذا وجدتها الاربعة .. فمعنى هذا ان المخطط صحيح بالفعل لأنه تأكد من هذه القاعدة : لا يوجد ما يسمى بالصدفة أبدا فى عالم السياسة كما قلت و أكرر

سأعرض عليكم تفصيليا و بعدها يكون الحكم لكم :

اذا كان هذا ممكن ؟ أو هذا صحيح ؟ هل هذا متوقع ؟

 و الأهم هل سينجح ؟

هناك حديث شريف يؤكد ما معناه انه سيأتى زمان قد يكذب فيه الناس احيانا من هو صادق و يصدق فيه الناس من هو كاذب ، أو كما في معنى الحديث

و البرت اينشتياينقال :

الشيء الوحيد الضروري لانتصار الشر فى العالم ,

هو فقط : ألا يفعل الأخيار اي شيء !

لهذا اذا اقتنعت و تأكدت - مثلى - بصدقية المخطط القذر هذا فتحرك للقيام بدورك , ليس فقط بنشر التعليق فقط , بل أيضا الوقوف ضد من تشعر انهم ينفذون هذا المخطط فى كل مكان , بالفكرة و بالحجة و بالنقاش .

نعم , أتمنى أن تكون أنت من سيحدد هنا عزيزي القاريء .. لأنكانت من سيحمى الثورة .. و لا تنتظر أحدا غيرك يفعل هذا لأنك انت الثورة و انت من قمت بها , و انت من سيحميها و يدعمها .