آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

اليتيمة.. تعز
بقلم/ زكريا الكمالي
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 28 يوماً
السبت 03 ديسمبر-كانون الأول 2011 05:25 م

ما هو الشعور الذي قد ينتاب أحد منا, وهو يقرأ على صفحته في الفيس بوك, تعازً, بوفاة والدته, التي لا يعرف أنها قد استشهدت بقذيفة دبابة, وهي في غرفتها ؟

بالتأكيد, سنظن الأمر مجرد مزحه, كما ظن حمزة الشميري , طالب السنة الأولى حاسوب, في الجامعة العثمانية بالهند, الذي لم يصدق أن والدته , راحت ضحية قصف همجي تتعرض له تعز منذ 4 أيام .

ترك «حمزة», وهو يتيم الأب, والدته مع أخ أصغر, في منزلهم الكائن في «وادي القاضي», ليسافر في طلب العلم, غير مدرك أن النظام قد بدأ بخدمة إيصال القذائف الى المنازل. ودعته أمه قبل أشهر وسيعود اليوم السبت الى اليمن لتوديعها بشكل نهائي.

في تعز, هناك مئات يتلقون أنباء صاعقة, تخترق قلوبهم, كما تخترق قذائف الدبابات غرف نومهم. وهناك الكثير ممن أصبحوا يتامى الأب والأم مثل حمزة . تعز يتيمة أيضاً.

***

«ما الذي يجري في تعز»؟ سؤال قد يواجهه أي شخص من أبنائها, عندما يُطلب منه , شرح ما يدور في مدينته بالضبط ؟

ما يدور في المدينة لا يحتاج لشرح , وليس بحاجة الى توضيح . كيف يشرح المفسرين كلمة «قتل مفتوح» ؟

في تعز , أناس يموتون كل يوم , بقذائف وشظايا, وأناس ينتظرون الموت .

في تعز , قيادات أمنية , تم تعيينها من أجل إذلال المدينة, عناصر إجرامية استسهلت قتل سكان مدينة مسالمة.

في تعز, جيل جديد, شعر بقهر متراكم , فأعلنها انتفاضة شعبية في وجه سفاحين لا يفقهون شيئاً بالمدنية, وبدأ ينفجر بشتى الطرق في وجه الظلم والاستبداد .

في تعز, يقُتل الشاب والطفل، المرأة المسنة والرضيعة.. يتم تدمير المنزل والمسجد..المستشفى والفندق ...

في تعز, محارق متكاملة، لهيب سلطوي يشوي الأرواح , على الطريقة النيرونية.

في تعز , محافظ يصمت طويلا , ويوجه في الليل بـ«وقف فوري» لإطلاق النار, منذ التاسعة مساء, وكأن القتل في أوقات صلاة الجمعة, مسموح , ويندرج ضمن الدوام الرسمي.

في تعز, كوارث إنسانية, تنتهك على مرأى من منظمات حقوقية, تكتفي فقط بإصدار بيانات..جرائم , لا تهز مشاعر قادة الأحزاب المنشغلين بتقاسم الغنيمة ... دمار شامل لا يُقنع مراسلي الفضائيات العربية ووكالات الأنباء, الالتفات إليه, ونقل الصورة الصحيحة , لتخفيف الجرح .

تعز تدفع ثمن حريتها وصمودها بمفردها.. هذه المدينة تتعذب بحق, لكنها لا تجيد الصراخ... يتيمة, والأيتام يموتون من الجوع خلف أبوابهم منازلهم .يُراد لها ان تعيش هكذا مكسورة الجناح .

ما يجري من تنكيل بحق سكانها, أمر لا ينبغي السكوت عنه من قبل كافة الشرائح في البلاد .... اللجنة العسكرية وحكومة الوفاق والناشطين والحقوقيين والبعثات الأجنبية مطالبة بزيارة مدينة, يتم إبادتها بدبابات من مناطق مرتفعة .

ما الذي ينتظرونه ؟

إذا كان إدخال الجثث الى «ثلاجات منزلية», لن يحرك مشاعرهم , فمتى سنجد ضمائرهم تفيق من سباتها, وتعترف أنها قد قصرت كثيرا بحق مدينة , نزح منها من لم يُقتل .

***

تدرك عصابة القتل في تعز, أنها عاجزة, أن تسوق أي المبررات لقصف المدينة, حتى لو استعانت بأعتى خبرات النظام . يظهرون بلداء كما خلقهم ربي .

تحججوا أولا بالمسلحين الذين يحمون الساحة, ووجدنا رصاص رشاشاتهم تخترق عشوائياً بقالات, وغرف نوم مواطنين لا علاقة لهم بالثورة , ولا بالسياسة .

قالوا : تنظيم القاعدة , ومليشيات الفرقة وصلوا الى تعز وهم من يهاجمون «المعسكر» المتواجد في مستشفى الثورة . «البجاحة» ليست في إيراد غريم جاهز هو القاعدة , ولكن في وصف المستشفى بـ«معسكر».

واليوم يقولون أن عناصر تخريبية قدمت من «مأرب والجوف», تم تسليحها , لتقوم بأعمال تخريبية في تعز .

ما يجري في تعز لا علاقة له بـ«العناصر المسلحة», أو «فرض هيبة الدولة», فالعناصر المسلحة يتواجدون كالذر في كل المدن, والدولة لا هيبة لها في معظم المحافظات, هناك مدن سقطت , ولم يُفكر الحرس الجمهوري بتحريك طقم إليها من اجل الحفاظ على |النظام والقانون»...لأنها يتيمة , يُنكّل بها على هذه الشاكلة .

تعز التي كانت شوكة في حلق نظام صالح, يُراد لها من قبل هذا النظام ان تكون «شوكة» في وجه أي اتفاق قادم.

alkamaliz@hotmail.com

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالرحمن الراشد
هل يتمُّ الانقلاب على بايدن؟
عبدالرحمن الراشد
كتابات
عبدالله عبدالكريم فارسدعوني اُفسد الحفل عليكم !
عبدالله عبدالكريم فارس
مشاهدة المزيد