آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

أطفال العراق بعد الغزو
بقلم/ ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد
نشر منذ: 17 سنة و 4 أشهر و يوم واحد
الأربعاء 28 فبراير-شباط 2007 06:47 م

مأرب برس - ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد -
 خاص

    
كنت أتحدث مع طبيب نفساني بشأن حالات الأذى التي سببتها الحرب، للأطفال بخاصة، وموجة الإرهاب التي تُدمّر العراق. أخبرني الطبيب أن عدد الأطفال العراقيين ممن يُعانون من مختلف أنواع المشاكل النفسية منذ الغزو الأمريكية للبلاد هي الآن في ازدياد سريع. قال إذا كنت استقبل خمسة مرضي في عيادتي يومياً، تأكد أن واحداً منهم طفل، مما يعني بأني استقبل ليس أقل من 60 طفل مريض شهرياً.

 كان الطبيب يتحدث عن فتا ة عراقية عمرها تسع سنوات تُعاني من الرعب بشكل دائم.. ففي أي وقت وعلى نحو مفاجئ قد تبدأ بالصراخ، دون أي سبب آني، سواء كانت في البيت أو في المدرسة.

 تتلخص سبب معاناتها أنها حين كانت متجهة من مدرستها إلى البيت رأت بعض الرجال المسلحين يخطفون طفلاً بعد ضربه بقسوة، وأصبحت الفتاة معلّقة أثناء الحادث، رغم أنها نجتْ بأعجوبة.

 الطريقة الوحيدة لتهدئة هذه الطفلة حالياً هي إعطائها أقراص الفاليوم valium وجعلها تنام، وفي غير ذلك فإنها لا تتوقف عن صراخها صائحة "إنهم قادمون.. إنهم قادمون.. سيقتلونني."

 لكن الطبيب خصّني بمفاجأته بشأن استقباله مؤخراً حالة مرضية نفسية جديدة لم يمر بها في حياته ومنذ أصبح طبيباً.

 تتلخص الحالة في أخت وأخويها. إنها فقط فتاة الـ 12 عاماً في حين أن أخويها 8 (و) 6 أعوام يعشون جميعاً في مدينة الصدر. الأب طلّق الأم، والأم هربت إلى مكان ما وتركت الأطفال الثلاثة لوحدهم. تلقفت عصابات المخدرات الأطفال الثلاثة، ولم تدخر جهدا في تزويدهم بمختلف أشكال الأدوية medications بطريقة أصبحت هذه الأدوية غذائهم الحقيقي.

 كل هذه الأمور ممكن حصولها وأن نجد حالات مماثلة لها في أماكن أخرى.. لكن الطبيب قال أنه صُدم عندما وجدا فتاة ألـ 12 عاماً لا تشعر بالراحة/ السعادة ما لم تأخذ أقراص الفياغرا Viagra !!!!!!!!!!!!؟؟

 "عندما تم احضار الأطفال الثلاثة إلى المستشفى من قبل رجل يعمل تطوعياً volunteer لمساعدة الأطفال، اكتشفت أنهم مدمنون على مختلف أشكال الأدوية، ولكن صدمتي كانت أن هذه الفتاة الشابة مدمنة على الفياغرا. كيف تأخذها ولماذا تأخذها؟؟ مسألة لم أفهمها!!"

*** أرغب التحدث مع فتاة عراقية تعرضت مدرستها للهجوم بمدافع الهاون mortors وهي نفسها جُرحتْ.. قالت: "شكراً لله، كانت الفرصة قد انتهت وبدأنا الدخول إلى صفوفنا عندما سقطت قنابل الهاون على مدرستنا. كان من المتوقع حصول مجزرة حقيقية لو بقينا في ساحة المدرسة، رغم أني جُرحت في يدي وكذلك العديد من البنات معي."

 لقد هُجرت المدرسة حالياً، فقط 12 طالبة يدخلون الصف لأن ذوي الطالبات توقفوا عن إرسال بناتهم إلى المدرسة لتجنيبهن مخاطر القتل والاختطاف.

 "ربما أذهب مرّة أو مرتين أسبوعياً، رغم أني أُحب كثيراً مدرستي والصفوف، لكن الحضور خطر جداً والطريق إلى المدرسة خطر أيضاً، ووالدتي تبقى قلقة كل الوقت إلى أن أعود للبيت، خوفاً من تعرضي للخطف،" حسب هدير.

***

 ثبّتُ موجه التلفزيون في المساء على فضائية القناة المحلية العراقية، راقبت برنامج لتعليم الأطفال وماهية الوسائل المناسبة لتعليم أطفال العراق وتنشئتهم بطريقة صحيحة.. استمعت إلى مقدمة البرنامج وهي تستضيف رجلاً في هذا الموضوع ويُجيب على أسئلة المشاهدين.

 رنّ جرس الموبايل.. كان على الطرف الآخر طفلاً من الحلة.. سأل الطفل ضيف البرنامج.. لاحظ سؤاله وكيف يُفكر: هل هو حلال أم حرام لطفل أن يجرح رأسه بسيف أو أي شيء مماثل حاد بمناسبة عزاء حسين في تقليد طريقة اغتيال الإمام علي في مسجد الكوفة من قبل رجل فارسي كان يحمل سيفاً مسموماً!؟

  جاء جواب ضيف البرنامج للطفل على هذا النحو: "عزيزي، كنت سابقاً لا اتفق مع هذه الممارسة، لكن اكتشفت مؤخراً إنها مفيدة جداً، بل وحتى محل تقدير الأطباء النفسانيين في العالم، لأنها عادة حسنة/ فضيلة merit ، وعلاوة على ذلك، وحسب قانون الشريعة فهي حلال!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

 لم أفهم في الحقيقة كيف يمكن للشريعة أن تقبل طفلاً يُسبب الأذى لنفسه وبهذه الطريقة، في حين أن كل قوانينها تعني بالحفاظ على سلامة المسلمين. وكل شخص يعلم كم الرأس حساس باعتباره جزءاً مركزياً من الجسم، وأن الطفل قد يفقد وعيه/ حياته أو بصره بضرب رأسه بآلة حادة. كان يمكن لجواب (الناصح)، على الأقل، أن يعفي الطفل من ممارسة هذه الطريقة وينتظر لغاية بلوغه مرحلة الرجولة.

 مساكين أطفال العراق، لا أدري أين يجدون منفذاً لحياتهم، ومتى يعيشون بصورة طبيعية/ اعتيادية كما يجب أن يعيشوا مثل بقية الأطفال في عالم خالٍ من الدماء، العنف والإرهاب!!