خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
مأرب برس – خاص
ترددت كثيرا قبل البدء بالكتابة عن موضوع شائك كهذا أو التعبير عن رأي قد يثير غضب أصدقائي ضدي لكنها الحقيقة والنصيحة التي عنينا بها.فكرت أن أتجاهل موضوع عشرات القتلى والخسائر في منطقة حبيبة من اليمن لأتحدث عن مواضيع ثانوية كما فعلت في المواجهات الأولى في صعدة عندما اعتقلت السلطات اليمنية أتباع الحوثي بسبب هتافهم بعبارات معادية للولايات المتحدة وإسرائيل عقب صلاة الجمعة إثر الغزو الأمريكي للعراق في 2003 ,كانت فكرة غير سديدة أن نصطف ضد خصمنا عندما يخطئ وأن نتضامن مع صديقنا عندما يخطئ !! لكن هذه المرة سأقولها ولا يعنيني أن لا يتفهم زملائي المتحاملون على النظام موقفي الذي سأبرره قدر ما أستطيع عله يصبح مشروعنا جميعا.
من جديد عادت المواجهات المسلحة بين نظام الرئيس علي عبد الله صالح وأتباع عائلة الحوثي الشيعية الزيدية بعد أن هدأت تلك المواجهات قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة 20 سبتمبر 2006 وخلال مراحل حرب صعدة يونيو/حزيران 2004 و مارس/آذار 2005. ليصل ضحاياها إلى المئات من اليمنيين بين قتلى وجرحى ومعتقلين وهاربين مع الإشارة إلى أن قرار العفو الحكيم الذي أصدره الرئيس بحق أتباع الحوثي في سبتمبر/أيلول 2005 ساهم في الإفراج عن عشرات المعتقلين على ذمة تلك المواجهات !!
• كل ذلك كافيا إلى الدفع باليمن إلى التورط في حرب طائفية واسعة في ظل الأوضاع الحالية الحرجة لليمن والمنطقة بأسرها .فبالإضافة إلى ملايين القطع الثقيلة والمتوسطة والخفيفة التي تملكها القبائل اليمنية التي مازالت تحتفظ بنفوذها وسلطتها في إطار منطقتها يعاني اليمن من تدهور كبير في اقتصاده وفساد متفشي وغضب شعبي متزايد ضد نظام الرئيس صالح خاصة في المناطق الوسطى والجنوبية !!!
وإزاء كل ذلك يقف المعارضون لنظام الرئيس صالح تحت وطأة حيرة شديدة فما هو الموقف المطلوب من الحريصين على وحدة واستقرار اليمن تجاه هذه الحرب وفي التوقيت الحالي ؟ هل المطلوب تسليم الحكومة أسلحتها للحوثيين؟ أو مناصرة الحوثيين في التعبير عن حقهم بقتل يمنيين آخرين حتى وإن اعتدى عليهم نظام صالح أولا ؟
الحقيقة أنها قضية معقدة جدا قد يكون جزء من حلها مضاعفة الظلم الواقع على الحوثيين وسلطة النظام لكنها أقل وطأة وخسارة من أن يصبح العنف الطريقة التي يسترد فيها اليمنيون حقوقهم فتخوض اليمن حربا ضد بعضها البعض وفي نهاية المطاف كلنا الضحايا بدون استثناء .
• قد يكون صالح شيطانا وقد يكون الحوثيون أتقياء لكن الشيطان يحكم وله حق المواجهة السلمية التي لا تخرج عن وسائل التعبير الموجودة في دستورنا, و الأتقياء يحملون سلاحا هذه المرة !! والحقوق لا تأتي بسفك الدماء ولا تفرض القيم النبيلة بقتل الأبرياء ,تلك الحقيقة التي يمنعنا أختلافنا مع صالح وتعاطفنا مع خصومه من قولها لكن الصمت والمكابرة هذه المرة قد يقود اليمن إلى محرقة لذا أعتقد أني أتفهم جيدا موقف أحزاب اللقاء المشترك الذين طالبوا وقف الحرب واحترام حقوق الحوثيين الإنسانية وفق الدستور والاتفاقيات الدولية والتحقيق البرلماني فيها ولم ينجروا خلف إنفعالات بعض أعضائهم التي تحاول إظهار الحوثيين الذين يقفون على جبهة أخرى ضد أبناء بلدهم وملتهم يترصدونهم قتلا وجرحا ذو حق ويستحقون النصرة !!و لاأدري حقيقة ما نوع النصرة التي يمكن أن تقدمها لبعضك عندما يحمل سلاحا في مواجهة بعضك الآخر بل لا أدري أي نصر ذاك الذي يتباهى به الحوثيون عندما يتحدثون عن قتلى في الجيش اليمني أو الهيبة والسيادة التي يمكن لنظام الرئيس صالح أن يجدها في تصفية أفراد شعبه !!!
• قد يكون للحوثيين ثأرا شخصيا أو جماعيا ضد الرئيس صالح وقد يكون الرئيس صالح أحدث فيهم ما جعلهم يحملون له الضغينة لكن السؤال الذي يجب أن يسألوه لأنفسهم من منا لا يحمل للرئيس صالح ضغينة أو ثأر ؟ أغلب اليمنيين ملئ بالألم والجراح بسبب سياساته التي يضعها ويديرها كشخص بعيدا عن المؤسسات المعنية وهو ما يضعه في مواجهة شخصية مع العالمين !لكن التعبير ن هذه السياسات الخاطئة لا يتم بالعنف وسفك الدماء فقضيتنا التي يناضل لأجلها كل اليمنيين أكثر سلاما وعدالة , نناضل لأمننا ورقينا الذي لن يتحقق إلا عندما ننال حقوقنا وحريتنا سلميا كنا شيعة وسنة نساء ورجال أخدام وسادة رعاة وقبائل في نظام ديمقراطي نعيش بسلام تحت لواءه .
• فالناصريون خسروا خيرة شبابهم عندما سوى الرئيس كرسيه لكن كل ذلك الظلم لم يقدهم ليتمترسوا في جبال الحجرية ليثاروا من أبناء شعبهم , وعندما وسع الرئيس رقعة حكمه تلاهم مئات الاشتراكيين الذين أيضا قتلوا وجرحوا ورحلوا في 94 لكن كل هذا لم يجعل من يس سعيد نعمان وحسن باعوم قادة لتجمعات مسلحة في الجنوب أو يعطي الحق في أحداث الضالع أو أي شغب أو مواجهة مسلحة ضد بلدهم بل ضدنا جميعا.. الإسلاميون أنفسهم, خيرة شبابنا الذي جندهم نظام صالح وأرسلهم لقتال الأمريكيين يغتالون فردا وجماعات كل يوم أمام أعيننا رغم كل ذلك لا يبرر لهم أن يقودوا البلاد لحروب مدمرة. أنا شخصيا اعتقد أن بيني وبين هذا الرجل ما يجعلني أتمنى أن يكون لي عليه أمرا فأنزل به عذاب فرعون في بني إسرائيل لكنه اليمن الذي يتلق كل تلك الجراح فيزداد نزيفا وانتكاسا كما أنها العدالة التي لابد أن تجد طريقها يوما لهذا البلد المنهك فنرى ظلمتنا يحاكمون على أسس العدالة التي ناضلنا لأجلها فسنقتص جميعا لأنفسنا وسيكون حينها قد جعل الله عقابا أكثر إيلاما من إعدام صدام حسين بتلك الطريقة !!
• أحيّ مبادرة النائب يحيى الحوثي التي تعبر عن إحساس بالمسؤولية وتفكير حكيم ليس فقط تجاه أبناء مذهبة بل تجاه كل اليمنيين حتى وإن اختلفت مبادرته قليلا عن دعوة الرئيس الذي كان هو الآخر رسالته السبت 17 فبراير لمحافظ صعدة ومجلسها المحلي تعكس حرصا ومسؤولية تجاه تفاقم الأوضاع, فكلاهما طالب بإجراءات عادلة وقانونية فإيقاف إطلاق النار أولا وانسحاب الجيش إلى منطقة معينة ثانيا ثم الحوار ثالثا حول منحهم حقوقهم التي يضمنها الدستور مقابل تسليم كل أنواع الأسلحة التي يحملونها للحكومة وقد تكون خطوة تالية من يقوم بتسلم الأسلحة وكيف ؟ وكيف تمارس الحكومة دورها بتجريد الحوثيين من أسلحتهم أضف إليها الشروط التي وضعها الرئيس وهي بالمناسبة عقلانية ومنطقية ولا يوجد فيها ما يخالف مطالب وشروط الوسطاء من الطرفين عدا الالتزام بالمناهج !! إذ ليس من العقل أن نفرض على الأقلية منهج الأغلبية وهي قضية أخرى تستدعي إما إعادة صياغة المناهج بحيث تستوعب معتقدات الجميع أقلية وأغلبية ! أما الحديث عن مسؤولية من ؟ والعقوبات ؟ هذه قضايا ليس من الحكمة أبدا مناقشتها في الوضع الحالي فحتى لو لم يوجد نظام قضائي مستقل فهناك تكتل معارض قوي و منظمات مجتمع مدني فاعلة واهتمام دولي بالحراك الديمقراطي والحقوقي في اليمن سنصطف جميعنا لنتحمل مسؤولية إجبار نظام صالح إجراء محاكمات عادلة للمتورطين بتلك المواجهات وهو حقهم الذي يجب أن لا يحرموا منه والذي لا يقل أهمية عن واجبهم في وضع أسلحتهم .