تطورات مفاجئة في معارك سوريا.. والمعارضة تعلن عن التقدم والسيطرة على مرافق عسكرية هامة في قلب حلب ماذا تعني هزيمة حزب الله اللبناني ومعركة حلب بالنسبة لليمن؟ ( قراءة تحليلية ) مليشيات الحوثي تقمع اعتصام أبناء إب بميدان السبعين وتطلق سراح قتلة الشيخ صادق أبو شعر - فيديو صفقة العمر الفاخرة.. ريال مدريد في طريقة إلى ضم محمد صلاح المعارضة السورية تعلن دخول حلب والإشتباكات حتى الآن تسفر عن مئات القتلى في أدلب وحلب انتصارات واسعة للمعارضة السورية.. السيطرة على ريف حلب الغربي بالكامل شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين بعد الملاحقة وطرد وزيرة إسرائيل ..اشتعال المواجهات من جديد بين الجزائر وإسرائيل مرض خطير يجتاح العالم.. وعدد المصابين به أكثر من 800 مليون مصاب .. تفاصيل مخيفة الحرب تنتقل الى الفضاء بين أمريكا وروسيا...محطة الفضاء الدولية في خطر
مأرب برس ـ خاص
ما
بين حرب صعدة التي تحرق مواطنين يمنيين و بكل قسوة وبين صخب أعضاء منظمة تاج في واشنطن يُبرز صالح ورقة الزنداني كخيار متاح لديه محليا ولمعرفته التامة بشعبية الزنداني وليبدوا أمام البعض بأنه يدافع عن مواطن يمني أمام أكبر قوة في العالم .
هذه الصورة التي نستطيع أن نستخلصها من كل تلك الزيارة ، طبعا حسب الإعلام الرسمي الذي رسم هذا الانطباع منذ خطبة الزنداني في صعدة إلى التصاريح التي تم تسريبها حول إصرار صالح عدم تسليم الزنداني رغم أنه مطالب بذلك ليس في لائحة الإرهاب الأمريكية وحسب بل أن الأنتربول أدرج أسمه أيضا ، مما يعني أ
ن الزنداني سيبقى مطلوبا وصالح سيبقى مستفيدا من هذا الطلب .
وبعيدا عن تحليل هذا الموضوع والعلاقة الجدلية بين الزنداني وبين الرئيس صالح ، هنالك دوما رغبة بمعرفة ما هي نتائج مثل تلك الزيارات وفائدتها على المواطن اليمني غير التكرار الدائم عن الشراكة في محاربة الإرهاب ثم التعريج على القضية الفلسطينية أمام الإعلام .
صالح يتحدث دوما بأن اليمن شريك رئيسي للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب وهو فعلا يعلم أنه يبالغ كثيرا في هذا الأمر ، فلا شريك للأمريكان في حربهم هذه ، حتى بريطانيا التي تعتبر احد الدول القوية في العالم يبدو لنا رئيس وزرائها مجرد تابع لبوش وعلنا نذكر الضجة الإعلامية التي حدثت في بريطانيا عندما كان بوش يشير بيديه بطريقة غير لائقة نحو بلير ويحدثه بلهجة الآمر ، فما هو الحال يا ترى مع الرئيس صالح وكيف يتعامل معه بوش داخل الكواليس .
في كل الأحوال يعلم الجميع بأن الأجواء اليمنية مفتوحة للطيران الحربي الأمريكي لو أراد أن يقوم بتصفية أي مواطن يشتبه به الأمريكان ، كما أن الدوائر الأمريكية منتشرة داخل البلاد وتقوم بالتحقيق مع مواطنين يمنيين وتصدر بحقهم مذكرات اعتقال ، وأخيرا مازال اليمنيون قابعون في غوانتانامو ولم يفرج عنهم وحسب ما يقال بأن النظام اليمني يرفض تسلمهم بحجة أنهم ليسوا يمنيون ، ثم يأتي صالح ويقول أمام الأعلام بأنه شريك رئيسي للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب !
يتحدث الرئيس في كل شيء في واشنطن ويحاول أن يبرز كزعيم عربي يدافع عن الحقوق الفلسطينية ، وهو يعلم أن تغيير المسار الأمريكي نحو الحق العربي لن يأتي بتملق بوش أمام العالم وبأنه رجل سيدخل التاريخ أن أنصف الفلسطينيين ، وحتما هذا التغيير والتملق المبتذل لن يؤتي أكله من دولة يرأسها صالح منذ ما يقارب الثلاثون عاما ولم يحقق بها حتى التقليل ولو بنسبة ضئيلة من الأمية الموجودة ،ولكنه يبقى كلام للاستهلاك والنفخ فيه وتحويله كمنجز قومي ضخم وعظيم .
وأيضا هذا لست ما أريد أن أكتب عنه ، بل ما أردته فعلا هو أين هي القضية العراقية ولماذا لا يفتح المجال بالتحدث عنها ، وهل سيتجراء صالح بمطالبة المحتل الأمريكي الذي هو في عاصمته بأن يغادر تلك الأرض العربية لأن الخراب أصبح فوق ما لا يطاق والقتل أصبح أسهل من شربة ماء في الصباح ، وكلنا نعلم بأن بوش هو من قام بأكبر كذبة في العالم وهيج الإعلام وكدس الجيوش وقتل مئات الآف من المدنيين ومازال يقتل حتى الساعة ويرفض جدولة انسحابه ويدعي بأنه موجود في العراق لأجل الحرية والديمقراطية والقضاء على الإرهاب ، بينما هو يكرس الطائفية واللاهوتية ويقسم العراق أجزاء ، ومع ذلك صالح يذهب إليه ويمنح هذا القاتل المصافحة الحارة جدا وبابتسامة لا أراها إلا في واشنطن وبعد اللقاءات التي تتم على إنفراد .
ماذا يقول بوش لصالح ، لا أحد يعلم ، ولكن ليس من الصعب التكهن بذلك ، فهو أولا وقبل ما يسمى بالإرهاب وبقضية فلسطين ، يبحث عن الدعم له ولنظامه في الحكم ، ومن ثمة تأتي الأمور الإعلامية الأخرى التي يتم التحدث بها أمام العالم ، وبوش لن يجد أكثر من صالح انصياعا له ، ولنا أن نتذكر بأن صالح قال سأحلق لنفسي قبل أن يحلقوا لي ، ولا يهم من سيحلق بقدر ما يهم بأن الحلق قد تم وبالشكل المطلوب .
بوش رجل مجرم يقتل عشرات الأنفس يوميا ، ويصر وبكل وقاحة على مواصلة هذه الإبادة التاريخية ، ومع ذلك يتقاطر له ملوك ورؤساء العرب والكل يتحدث عن البيئة والأمازون ، بينما العراق قد ترك للأمريكان والإيرانيون ينهشون به ليل نهار ، فلا نامت أعينهم من جبناء ، وتبت أياديهم حين يمدوها لمصافحة يد ملطخة بدماء أخواننا ونسائنا وأطفالنا في العراق .