احمد منصور يهز بقوة مرمى السيستاني
بقلم/ علي كاش
نشر منذ: 17 سنة و 6 أشهر و 17 يوماً
السبت 12 مايو 2007 02:25 م

مأرب برس - خاص

كان اللقاء الذي حققه ألأعلامي المرموق احمد منصور في برنامجه" بلا حدود " والذي بث من قناة الجزيرة الفضائية مستضيفاً فيه المرجع الديني الكبير الشيخ جواد ألخالصي الأمين العام للمؤتمر التأسيسي العراقي مميزاً في بابه من خلال الأسئلة التي انتقاها أحمد منصور في اللقاء والتي جعلت المرجع الكبير في موقف لا يحسد عليه. فقد ظهر الشيخ الجليل وهو احد كبار رجال الدين الوطنيين في العراق ومن المؤيدين للكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال والداعم للمجاهدين كمن يقف في ميدان صراع بلا سلاح يدافع فيه عن نفسه أو طائفته لذلك لم تكن النتيجة مستبعدة عن مخيلة المشاهدين؟ وكانت مهارة احمد منصور وخبرته في إدارة الحوار والقدرة على المناورة وقاعدة المعلومات المتينة التي يمتلكها إضافة إلى الخبرة الميدانية في شؤون العراق التي يتمتع بها منذ مواكبته غزو العراق مع بداية الاحتلال وتغطية معارك الفلوجة كمراسل للجزيرة حيث أمنت له الصمود والخروج منتصراً في الميدان الحواري؟ ولم يكن المرجع الديني القدير يفتقر إلى الحجة أو المعلومات أو الثقافة فقد عرف عنه بأنه واسع الاطلاع في أبواب المعارف والعلوم المختلفة كما أنه شاهدا حيا على مآسي العراق في عصر الاحتلال الأمريكي وكان خروجه من العراق بعد خضوعه إلى تهديدات مباشرة منذ أشهر قليلة من المسرح الدموي العراقي، كما أن له معرفة بالحركات الجهادية ونشاطاتها، ولكن حرجه انبثق من تنازع نفسي فهو كمرجع ديني كان لا بد له أن يدافع عن طائفته وهذا حق ولا اعتراض عليه وألا أنفض عنه أبناء الطائفة والأمر الثاني عدم رغبته في مجاراة الأسئلة المحرجة التي أنهال بها احمد منصور من كل صوب على مقامه الرفيع حول مواقف المرجعية من الاحتلال، فأن أجاب بالإيجاب خسر المرجعية وشيعته وأن أجاب بالنفي خسر جمهور المشاهدين فالحقائق كأشعة الشمس لا تخفى بغربال، سيما أن احمد منصور كان مصراً بأن يكون منصورا في أطروحاته ، ولم يمهل الشيخ هدنه ليجمع شتات أفكاره للخروج من هذه المحنة؟

كي لا نظلم الشيخ فأن أسئلة احمد منصور كانت حاسمة أمام ضيفه و ليس فيها طلب مساعدة الجمهور أو حذف سؤالين أو الاستعانة بصديق فالكل مشدوه إلى البرنامج ويترقب الإجابة الصحيحة من الشيخ الجليل، ولكن الحقيقة تتجلى بأن السيد السيستاني نفسه لم يكن بوسعه أن يتجاوزها بنجاح .

كان الملعب الفكري يتكون من فريقين الأول فريق الجزيرة بقيادة الكابتن احمد منصور والثاني بقيادة الشيخ المجاهد الخالصي، والضربة القوية الأولى من نجم الجزيرة هزت شبكة السيستاني بعنف ولم يتمكن دفاع الخالصي من ردها،كانت التسديدة حول موقف المرجعية من قوات الاحتلال وهو الأمر الذي حير ومازال يحير الكثيرين من العرب و المسلمين سنة وشيعة وبقية الملل والنحل؟ هل يحق للسيستاني أن يوقف فريضة الجهاد الإسلامي طالما أن البلد محتل من قوى أجنبية دمرت كيانه وحطمت سيادته وقتلت أبنائه وانتهكت إعراض نسائه وسرقت ثرواته ودمرت مؤسساته وأيقظت الفتنة والنزاعات العرقية والطائفية؟ هل يحق للسيستاني أن يعارض كتاب الله وسنة رسوله؟ الم تعترض الشيعة كما تزعم على تحريم عمر بن الخطاب(رض) زواج المتعة واعتبرت بأنه لا يحق له أن يحرم ما أحله الله ورسوله؟ فكيف تفسر تعطيل السيستاني للفريضة السادسة؟ الشيخ الجليل كما يبدو كان نفسه منشغلاً بهذا الموضوع الحساس ولا يعرف كيف ولماذا أوقف السيستاني فريضة الجهاد لذا كان يدور في فلك دوار لا يعرف كيف الخروج منه؟ ولنترك جانب الدين ونتحدث في السياسة فإذا افترضنا أن حجة المرجع السيستاني متأتية من أن الأمريكان انهوا نظام دكتاتوري حكم العراق منذ ثلاثين عاما وجلبوا الديمقراطية وقيم الحرية وحقوق الإنسان من آخر الكون إلى العراق على ظهور دوابهم المدرعة ؟ وهو محق في ذلك من وجهة نظر البعض؟ لكنه كان في ذلك الوقت أيضاً مرجعاً وزعيماً للطائفة ولم ينبس بكلمة عن الدكتاتورية أو يطالب بالديمقراطية؟ ربما هي التقية؟ ولكن بعد الغزو وسقوط النظام ألم ترى المرجعية نتائج هذا الاحتلال من قتل(655) إلف عراقي وتهجير(4) مليون عراقي في الداخل والخارج وتدمير بنية الدولة العراقية وسرقة(9) مليار دولار على يد صديق المرجع الكبير بول بريمر و(8) مليار دولار أخرى على يد الصولاغي وإرجاع البلد إلى العصر الجاهلي؟ الم تكن فترة ما بعد انتهاء العمليات العسكرية كافية بإخراج المرجعية من خرسها لتوقف الاحتلال عند حده وترفض تماديه في تدمير العراق وطناً وشعباً؟

وحول العلاقة مع قوات الاحتلال! الم يكن السيستاني الصديق الصدوق والغيور للمندوب السامي بول بريمر والذي حاول الشيخ المجاهد ألخالصي أن ينفي هذه العلاقة دون أن تتيسر له الوسيلة الناجعة؟ وكلنا نعلم أن بريمر تجنب إن يخوض في وحل المرجعية في محاولة منه لعدم إخراج الروائح النتنة التي من شأنها أن تزكم أنوف المسلمين؟ و لنستمع ما يقوله بريمر في مذكراته حول المرجع الكبير ومراسلاته المتعددة بينهما عسى أن تنكشف الغمة عن هذه الأمة، ولكي لا نثقل على القارئ سنقتبس الجزء اليسير و منها قوله"غالبا ما كان السيستاني يناقش تفاصيل التكتيكات السياسية في غرفة الاستقبال البسيطة مع الحلفاء مثل حاجة العراق إلى ضوابط مشددة على الحدود وجهاز مخابرات داخلي فعال ومعارضة انضمام قوات من جيران العراق إلى الائتلاف في العراق". وفي مكان آخر يذكر بريمر" على الرغم من الصورة المنعزلة لآية الله العظمى فأنه مصمم على التأثير في العملية السياسية بشكل غير مباشر" وبشأن تخوفه من مقتدى الصدر يقول بريمر" علمنا بأن السيستاني أرسل (200) مسلحا إلى كربلاء لمواجهة مقتدى وأفيد بأن بعض مقاتلي السيستاني هم أعضاء في ميليشيا المجلس الأعلى للثورة الإسلامية قوات بدر". وحول الدستور يذكر بريمر " بعثت رسالة إلى السيستاني عبر ثلاثة رسل في الأيام العشرة الماضية لطمأنة آية الله بان تكون العملية الدستورية شرعية في نظر العراقيين". وفي حواره مع موفق الربيعي يوبخه بريمر بقوله" تذكر بأن الائتلاف قطع شوطاً طويلاً للتكيف مع آية الله السيستاني وعلى كل شيعي في العراق أن يدرك ذلك"؟ وحول انتخاب المجلس التشريعي في لقاء بريمر مع الرئيس بوش يذكر " تسلمت رسالة شخصية من السيستاني يذكر فيها انه مستاء من ملاحظات عبد العزيز الحكيم إلى الرأي العام" ويستطرد بريمر" استخدمت قناتي الخاصة جداً للاتصال بالسيستاني وهو العراقي الأمريكي عماد ضياء أحد المقيمين في ديترويت وغالبا ما أثبت كفائتة كقناة سرية للاتصال بآية الله العظمى"؟ وفي مكان آخر " كتبت رسالة سرية إلى آية الله مستخدماً غطاء رسالة تقليدية للتهنئة بعيد الفطر" وبعد التهنئة يذكر بريمر بأنه كتب لآية الله" أنني استمع بعناية منذ أشهر عديدة إلى آرائكم بشأن الانتخابات" وتنتهي الرسالة " إنني آمل أن تشاركني تفاؤلي وأن تواصل عملك المهم في المساعدة على دفع مستقبل هذا البلد إلى الأمام" ويستمر بريمر " وفي تلك الليلية عاد عماد حاملا معه إجابة آية الله " أنه عصر السرعة في نفس الليلة يرجع الجواب من السيستاني للعزيز بريمر؟ إمام أكثر من عشرين رسالة تخص الاحتلال ومخلفاته من تشكيل مجلس الحكم سيء الصيت والتعاون مع المحتل والانتخابات الزائفة والدستور اليهودي الذي وضعه نوح فليدمان؟ أمام هذه الضربات المتلاحقة كيف يمكن للمرجع الخالصي أن يبرأ المرجعية من لعبها الخشن ضد القوى الوطنية ومساعدة الاحتلال ؟ وكيف يتمكن من أقناع الجماهير بأنها كانت خارج الميدان وليس لاعباً رئيسيا مع العلم أن موقف المتفرج بحد ذاته غير مشرف للمرجعية والوطن يعيش اخطر مرحلة في تأريخه؟ لذا رد الشيخ الخالصي باستحياء بأنه يتفهم هذا الموقف وطلب تفسيره من المرجعية ولكن المرجعية لم ترد بالنفي أو ألإيجاب عن علاقتها مع بريمر بالرغم من صدور الكتاب منذ عام تقريباً؟ انه عصر البطء هذه المرة وليس السرعة؟ ولنفترض جدلاً بأن بريمر قد تجنى على المرجعية فكيف يمكن تبرير مدح الرئيس بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس للسيستاني والإشادة بمواقفه؟ وترشيح الكاتب اليهودي فريدمان السيستاني لجائزة نوبل للمساعدة الكبيرة التي قدمها للإدارة الأمريكية؟

الهجوم الثاني من نجم مهاجم الجزيرة كان حول المقاومة الشيعية لقوات الاحتلال، وهي المقاومة التي أنكرها المتحدث باسم المجاهدين د. إبراهيم الشمري في لقاء سابق في نفس البرنامج مع احمد منصور أيضا حيث أكد " إني لا أعرف أن هناك مقاومة شيعية" ودافع احمد منصور عن الأمر بأن السيد فضل الله أعلن في برنامج" بلا حدود" عن وجود مقاومة شيعية في العراق وهناك تصريحات مماثلة من آية الله الحسن الصخري وغيره ؟ فأجاب ألشمري بأن كل دعوى بلا دليل تعتبر باطلة وان لديه شواهد من أعلى المراجع الشيعية تشيد بقوات الاحتلال وتعتبره من الأعمال الجيدة والممتازة والمباركة على حد تعبيره؟ ودعم الشمري كلامه بوجود مراسلات لا تقل عن عشرة بين بريمر والسيستاني وان الأخير شكر قوات الاحتلال نظير ما فعلته لشيعة العراق؟ ولم تصدر فتوى من أي مرجع شيعي تحض إتباعهم على حمل السلاح بوجه القوات الأمريكية؟ بالعكس فهم خدموا المشروع الأمريكي في الانتخابات والدستور! ولم تعترض المراجع الشيعية حينها على مزاعم ألشمري أو تدحضها في وقتها؟

 وكان الشيخ ألخالصي أمد الله في عمره يحاول جاهداً أن يثبت العكس لكنه وقف محرجاً امام الحجج القوية لأحمد منصور عندما طلب منه تسمية احد الفصائل الجهادية الشيعية وقاطع مسؤوليتها وعملياتها ؟ كما هو الأمر جاريا للفصائل السنية؟ ولم يتمكن الشيخ الجليل أن يجاري احمد منصور في تكتيك تمريراته الفنية؟ والحقيقة أن خروج بعض الأصوات المبحوحة التي أكدت وجود جهاد شيعي يتنافى مع الواقع طالما أن فريضة الجهاد معطلة من قبل السيستاني! وان جيش المهدي بعد معركتي النجف وكربلاء غير بوصلته من مقارعة قوات الاحتلال إلى تصدي النواصب من أبناء الطائفة السنية وتصفيتهم ؟ أما العمليات الافتراضية التي تقوم بها عناصر من فيلق القدس الإيراني الموجودين في جنوب العراق ضد الأمريكان فأنها تنطلق من قاعدة جعل العراق ساحة لمحاربة الأمريكان وليس من منطلق جهادي ومن الظلم بمكان أن تفسر بهذه الطريقة؟ وهذه الحقيقة جعلت الشيخ الخالصي في وضع تسلل؟

كانت التسديدة المنصورية الأخيرة قد هزت شباك الشيخ عندما تحدث احمد منصور عن أموال المرجعية والتي جعلت مؤسسات الخوئي والسيستاني من المؤسسات العالمية، وكما هو معلوم أن التقديرات تشير إلى أن عائدات العتبات المقدسة في كربلاء تزيد عن (6) مليار دينار سنويا يضاف إلى ذلك الخمس الذي يدفعه البسطاء والسذج من الكادحين إلى المراجع ورد المظالم والنذور وغيرها وهي أموال لا تدخل في سجلات الدولة وإنما المراجع فقط والمقربين منهم وتتحول إلى البنوك الأوربية ليتوارثها الأبناء من الآباء وهو الأمر الذي رفضه السيد محمد محمد صادق الصدر ودفع حياته ثمن له؟ ولا ننسى في هذا المجال أن السيستاني أنفرد عن بقية المراجع بتقديم مساعدات مالية من أموال الحوزة إلى ضحايا الزلزال في إيران وهذه حالة فريدة في بابها لم يجرأ عليها أي مرجع سابق؟ ولم يتمكن الشيخ من إنكار هذه الحقيقة فأن مؤسسات المراجع الدينية ذات سمة مالية دولية و أكبر من تنكر؟ فاهتز شباكه مرة أخرى.

كان الشيخ ألخالصي في وضع مربك عندما حاول أن يبرأ جيش المهدي من جرائمه ضد أبناء السنة وهي جرائم معروفة بدأت قبل إحداث سامراء واشتدت بعدها ولاسيما أن الصدر نفسه اعترف بها وقرر طرد عدد من عناصره لهذا السبب؟ إما تبرئة الصدر من معرفة هذه الفصائل ومن يقف ورائها فهي محاولة لنثر الرماد في العيون فالسيد عقيل والأعرجي والسجاد وأبو درع وغيرهم من قواد جيش الدجال تم تهريبهم إلى إيران بمساعدة حكومة المالكي وتم تسريب وثيقة رسمية موقعة من المالكي بأسمائهم تناولتها وسائل الأعلام في حينها؟ ولم تنكرها الحكومة العراقية أو تعلق عليها؟ لكن هذا لا يعني ن الشيخ أدام الله ظله قد جانب الحق عندما حمل قوات الاحتلال المسئولية الأولى عن هذه الانتهاكات مستشهداً بعملية إلقاء القبض على عنصريين بريطانيين في البصرة يحملان متفجرات ومتنكرين بزي عربي؟

نتساءل ويتساءل البعض عن سبب الضجة المفتعلة التي قام بها المجلس الأعلى للثورة الإسلامية باستشاطة الهمم للخروج بتظاهرات يقودها الفارسي الأصل( أسعد سلطان أبو كلل) ويتندر البعض على أسمه( أتعس خدام أبو علل)محافظ النجف ضد قناة الجزيرة والإعلامي والصحفي احمد منصور وقيام وزارة الداخلية العراقية الخاضعة لقوات بدر بإصدار أعمام على المراكز الإعلامية لإنهاء فترة السماح لفريق قناة الجزيرة بالبقاء في العراق بتهمة قلب الحقائق وإثارة الفتنة الطائفية والتحريض على القتل والعنف في العراق، وخروج قادة المجلس من عبد العزيز الحكيم وجلال الدين القزم وعبد المهدي الكر بلائي وغيرهم من الأبواق الفارسية لمطالبة الحكومة القطرية لوضع حد لسلوكيات الجزيرة واجتماع البرلمان الإيراني وقراره بعدم السماح لفريق الجزيرة بدخول مجلس الشورى والمطالبة بإجراءات ردع ضد قطر في حال عدم غلق قناة الجزيرة وطرد مراسليها وخروج تهديدات بهجوم عدواني على قطر؟ والغريب أن كرة الاستنكار رميت من ملعب البرلمان الإيراني في تمريره طويلة وسريعة إلى ملعب البرلمان العراقي الذي اجتمع يوم 9/ الشهر الجاري ليحاكي كالببغاء شقيقه الإيراني ويستنكر برنامج الجزيرة ليثبت للعالم أجمع بأن نواب البرلمان العراقي لا يقلون فارسية عن النواب الإيرانيين؟ ويتعجب العراقيون من اجتماع البرلمان بهذه السرعة للنظر في هذه المسألة التي تهدد العراق والإنسانية جمعاء؟ في الوقت الذي يتعذر اجتماعهم لمناقشة موضوع أمن العراق واستقراره؟ أما موضوع اتهام الجزيرة بقلب الحقائق فمن الصعب تحليله فعلى سبيل المثال لو أدعى احمد منصور بأن السيد السيستاني قد أوجب الجهاد كيف ستكون ردة فعل البرلمان والحكومة العراقية؟ أو أن احمد منصور أثبت بأن هناك مقاومة شيعية ضد الأمريكان؟ كيف سيكون موقف الحكومة العراقية التي لا تعترف بالمقاومة وتعتبرها إرهاب؟ من جهة ثانية كيف ستكون ردة فعل السيد الأمريكي تجاه الشيعة الذين سلمهم السلطة في العراق؟ وإذا افترضنا أن احمد منصور أدعى بأنه لم تكن هناك علاقات بين بريمر والسيتاني فكيف نكذب المسئول الأول في العراق وهو من بلد ديمقراطي يتحمل وزر كل كذبة أو أدعاء خاطئ؟ وكيف ننفي قيام المراسل السيستاني عادل عبد المهدي بحمل رسالة من السيستاني إلى العزيز بوش للاطمئنان على ثبات موقف إدارته من الشيعة وعدم التفريط بسلطتهم الحالية ؟ وهو ما ذكره عبد المهدي لوكالات الأنباء؟

ونستغرب أكثر عندما كان العالم الإسلامي يعيش أكبر محنة له في الألفية الثالثة في التصدي للأعلام الأوربي الذي تجاسر على أكبر وأهم شخصية إسلامية وهو الرسول الكريم (ص) برسوم كاريكاتيرية مسيئة حولت المسلمين إلى بركان متفجر من الغضب العارم؟ ومع هذا فأن المرجع السيستاني انزوى في كهفه غير مبالياً بالهجوم الصليبي على جده كما يدعي ولم يستنكر هذه الرسومات ويحرض أبناء طائفته ونجمها الستار مرجعي أبو كلل الفارسي لتستنكرها وتخرج بتظاهرات؟ ربما أن للمسألة بعد آخر كما تقول المراجع الشيعية في مصادرها القديمة والجديدة بأن" الولاية أعلى مرتبة من النبوة"

نتعجب من هذه الضجة ونتساءل ولماذا لن تتخذ مثل هذه الإجراءات ضد برنامج أمريكي سخر من آية الله السيستاني بطريقه سمجة وفكاهية وليست مناظرة فكرية كما جرى الأمر في الجزيرة ؟ لنطلع معا على ما ورد في البرنامج الأمريكي( www.ansaaar.com ) ونقارنه بحوار احمد منصور ولنبحث سوية عمن أساء حقا للسيستاني ونقارن بين ردتي الفعل؟ يقول مقدم البرنامج بأن لآية الله موقع الكتروني يجيب فيه على الأسئلة ويصف السيستاني " كأنه مرشد لمجلة البلاي بوي من القرن الثاني عشر" وكما هو معروف أن هذه المجلة من المجلات الخليعة و المشهورة عالمياً، ويسترسل مقدم البرنامج بقوله " هل الوطء في الدبر يجوز؟ جواب السيستاني مكروه بشدة ولكنه يرجع للرغبة وموافقة المرأة .. بصيغة أخرى إذا قالت نعم يجوز" ويستطرد وسط ضحك وقهقهة ضيوفه " يجوز وطئها في الدبر ولكن لا يجوز لك أن تصافحها بعد ذلك" ؟ ويضيف " هل لعب الشطرنج جائز"؟ وجواب المرجع" لا يجوز مطلقاً ! فالدبر يجوز والشطرنج محرم" ؟

أليس هذا التهكم المبني على مداعبات سمجة أجدر بأن يثير حنق وغضب الشيعة أكثر من حوار احمد منصور المبني على وقائع حقيقية ورؤية صائبة للأحداث؟ فلماذا لم يستنكر الشيعة هذا الكلام ويتظاهروا ضد البرنامج الأمريكي الذي صور السيستاني كأنه مرشد لمجلة البلاي بوي؟ أم لأنه أمريكي فيحق له ما يحرم على غيره؟ أو بتعبير آخر يجوز وطء الدبر من قبل ألأمريكان و لكن لا يجوز مصافحتهم ؟

*كاتب ومفكر عراقي