توكل كرمان: محور الشر الإيراني أساء إلى قداسة القضية الفلسطينية وعدالتها فصائل المعارضة السورية تفاجئ الجميع وتحقق انتصارات ميدانية ضد المليشيات الايرانية وقوات الأسد أول تعليق من أردوغان بخصوص مبادرة بايدن لوقف النار في غزة قيادي حوثي بمحافظة إب يقوم بالاعتداء على مجمع 26 سبتمبر بسبب اسمه ويفرض تغييرات قسرية داعمة للإمامة طارق وبن عزيز يناقشان وضع الجيش ورفع اليقظة والجاهزية الأمم المتحدة ترعى مؤتمراً دوليا «حاسماً» في السعودية ماذا قال مدرب ليفربول عن صلاح ومبابي بعد المباراة المثيرة؟ الريال اليمني يستعيد شيئًا من قيمته أمام الدولار والسعودي ''أسعار الصرف الآن'' ''فضيحة''.. مليشيا الحوثي تُعين تاجر مخدرات في منصب مدير أمن مكافئة وإشادات بأول فوز لأهلي صنعاء في بطولة الخليج للأندية
* داود الشريان
بعض التقارير الاستخباراتية المنشورة يشير الى ان ايران تلزمها خمس الى عشر سنوات لحيازة قنبلة نووية، بافتراض ان ليس لدى ايران أي نشاطات سرية في هذا المجال، وان كل ما تقوله للوكالة الدولية للطاقة صحيح. تقارير اخرى تشير الى ان ايران قطعت خطوات واسعة نحو الهدف النووي بامتلاكها يورانيوم ذا تخصيب عالٍ وصالح للاستخدام في المفاعلات النووية، وهذا النجاح سيمكن الايرانيين من امتلاك السلاح النووي في مدة وجيزة لا تتجاوز سنة واحدة، وربما اقل. التقارير الاستخباراتية والتنبوءات لا تتوقف، وهي أصبحت جزءاً من الحرب الباردة بين طهران والدول الغربية الرافضة للقبول بفكرة امتلاك إيران للوقود النووي، فضلاً عن القنبلة النووية.
لكن المتابع لرد الفعل الاميركي تجاه الملف النووي الايراني يستطيع ان يقدر المسافة التي تفصل ايران عن تحقيق حلمها النووي، فواشنطن كانت في الماضي تعتمد على الديبلوماسية متعددة الاطراف، عوضاً عن قيادة تطورات هذا الملف بنفسها، وتعول كثيراً على المعلومات التي كان يجمعها مفتشو الامم المتحدة، وتلك التي يصرح بها الايرانيون انفسهم، وكانت ترى ان لديها من الوقت ما يسمح بمعالجة هذا الملف من دون تهديد أو وعيد أو ارباك لاسواق النفط، ولم تكن قلقة بشأن تشكيل تحالف دولي لمواجهة الموقف اذا لزم الامر ذلك. لكن هذا السلوك الاميركي المرتاح اصبح، بعد نجاح ايران في تخصيب اليورانيوم، جزءاً من الماضي، اذ باتت واشنطن مقتنعة بأن طهران على وشك الحصول على بطاقة دخول النادي النووي، فضلاً عن ان اصرار ايران على مواجهة المجتمع الدولي مؤشر مهم الى قرب وصولها الى هدفها، فلا يمكن أن تجرؤ ايران على التضحية بأمنها من اجل طموح لم يتبلور بعد. وعلى هذا الاساس يمكن القول ان النزاع النووي بين واشنطن وطهران بلغ مرحلة تنذر بقرب المواجهة بين الطرفين، فواشنطن تدرك ان ليس لديها الوقت الكافي لممارسة آليات الحرب الباردة لردع ايران ووقف برنامجها النووي، وطهران اعلنت بوضوح انها لن تتخلى عن حلمها النووي الذي تحقق او يكاد. فهل نحن على ابواب حرب جديدة في منطقة الخليج؟
الاجابة عن هذا السؤال تغيرت بعد الورطة الاميركية في العراق. قبل احتلال العراق كان العامل الاقتصادي يتدخل بقوة في تحديد الاجابة، ويسمح باستخدام طريقة الاختيارات المتعددة، والاجابة على السؤال الخطير بنعم أو لا، اما اليوم فالقضية اكثر تعقيداً، وهذا التعقيد هو الذي منح ايران كل هذه الشجاعة في مواجهة الرفض الدولي لمشروعها، وجعلها تسرع الخطى للوصول الى حيازة الوقود النووي، او السلاح النووي، وفرض على واشنطن التردد في حسم الموقف.
المتفائلون يقرأون الازمة على نحو مختلف ويعتقدون ان العلاقات الاميركية - الايرانية اكثر تعقيداً من اختصارها بأسئلة مباشرة من هذا النوع، فهذه العلاقات استطاعت على مدى العقود الماضية تجاوز الازمات، وتوصلت الى فهم مشترك في احلك الظروف، ومن يقرأ جيداً مسار العلاقات بين طهران وواشنطن يجد ان الطرفين استطاعا على الدوام التفاهم في اصعب الظروف، وما يدعم هذا الاستنتاج ان الاهداف الايرانية لم تتغير منذ الشاة وحتى اليوم، صحيح ان الوسائل اختلفت، وان شئت الشعارات. لكن الهدف هو الهدف، الشاه رفع الشعار القومي لتحقيق الهدف، والثورة رفعت الشعار الطائفي، لكن اطماع الهيمنة الايرانية على منطقة الخليج لم تتغير، وواشنطن ليس لديها مشكلة مع اطماع طهران اذا كانت لا تتعارض مع مصالحها، فهي تفاهمت مع الشاه سابقاً، وتفاهمت في العراق مع المرجعيات التابعة لايران، وهي على استعداد للتفاهم مع ايران حول منطقة الخليج اذا كان هذا التفاهم سيحمي مصالحها ويعفيها من تبعات ما جرى في العراق.
لا شك في وجاهة هذه الرؤية، لكن الظروف تغيرت، وايران الثورة ليست هي ايران الشاه، صحيح ان الاطماع هي الاطماع، لكن ايران الراهنة اضافت للحلم الفارسي اهدافاً ايديولوجية، فضلاً عن ان الحرب على ما يسمى الارهاب، والاشكالات السياسية والعسكرية التي خلقها احتلال العراق جعلت خيار القوة مطروحاً بقوة، ولهذا ربما وجد جنرالات واشنطن ان الحرب على ايران بضربات خاطفة تشكل مخرجاً لخيبتهم في العراق، وتهز الهيبة الايرانية، وتشغل جبهتها الداخلية، وتخلق في ايران حال من الانقسام السياسي، وتزيد من سوء الاوضاع الاقتصادية المتردية، وتشغل الايرانيين بجدل حول امنهم واقتصادهم، وتمنح واشنطن فرصة لمعاودة تشكيل الاوضاع السياسية في العراق، واستطراداً الخليج، بعيداً عن النفوذ الايراني، فضلاً عن ان الخيار العسكري يحظى بدعم اسرائيل التي ترى ان البرنامج النووي الايراني يهدد وجودها .
الاكيد ان الفريق الرافض للعمل العسكري داخل البيت الابيض ليس ضعيفاً، والخوف من انزلاق الوضع الى حرب اخرى اوسع نطاقاً في المنطقة يسيطر بقوة على تفكير الرافضين لخيار القوة، فضلاً عن دولاً كبرى مؤثرة لن تدعم توجهات واشنطن اذا قررت استخدام القوة، ناهيك عن ان استهداف ايران سيضع العالم امام احتمال حرمان سوق النفط من سبعة ملايين برميل يومياً، تنتجها ايران حالياً، وهذا بحد ذاته سبب كاف لخلق ازمة عالمية