سفاراتنا في الخارج (أنقاذ مايمكن أنقاذه)
بقلم/ فائزة البريكي
نشر منذ: 17 سنة و 11 شهراً و 19 يوماً
السبت 09 ديسمبر-كانون الأول 2006 02:09 م

مأرب برس - خاص - لندن

كل دولة في العالم تحترم مواطنيها وتقوم برعايتها وفقا للمعايير الدولية وحقوق المواطن والأنسان أسوة بغيرهم من مواطني الدول الأخرى متطورة كانت او حتى دول نامية

سفاراتنا في الخارج فقط هي شاذه عن القاعدة والقواعد وتخالف كل ماينتهك القوانين الدولية وقانون وزارة الخارجية الذي يطل علينا كل فترة بقوانين صارمة ولكنها للأسف لاتطبق .

مع أحترامي الشديد لوزير الخارجية الدكتور ابوبكرالقربي وهو شخص يتمتع بالعلم والثقافة وخبرة لا غبار عليها ولكن ايضا مع احترامي الشديد الذي بدأ يتلاشى لوزارته التي أصبحت كالوكالة من غير بواب وكل سفاراتنا في الخارج سايبة وكل سفير لايقوم بأدني مهمة واجبة عليه للقيام بمسؤولياته على أكمل وجه

لانكاد نسمع الا الشكاوي التي لاتجد لها آذانا صاغية من هذا السفير او غيره وكأن الشعب اليمني ولد في هذا العالم ليكون منبوذا ومجردا من أبسط حقوقه التي يطالب بها

حتى وهو خارج وطنه مغتربا ومن المفترض أن يكون باب السفارة والقنصلية ملجأ له ولكل مشاكله والتي هي أساسا من المفترض أن يكون هذا دورها !!!

لاننكر بأن دولتنا الحبيبة فتحت الأبواب على مصراعيها في ان تنشركل الصحف والمواقع الأخبارية الرسمية الشكاوي والتظلمات دون قيود أو تحفظ وهذا شئ جميل يحسب على الدولة وليس ضدها وايضا الحالات المستعصية التي تحدث للجاليات اليمنية خارج الوطن سواء مقيمين مغتربين او لطالبي العلم او بغرض العلاج وغيره..

وكل فئة من هذه الفئات أصوات تغرد خارج السرب وماالسفير اليمني في الخارج الا دعاية على الكرسي كل همه أن يجمع أكبر قدر من المال من الدولارات الخضراء لكي يعود الى وطنه وقد أمن مستقبله ومستقبل عائلته وايضا توسيع أكبر قدر من العلاقات الاجتماعية له مستقبلا تنفعه وقت الضرورة مع التجار المقيمين وغيرهم من اليمن او الدول الأخرى ولكن الجالية المقيمة والطلبة اليمنيين هما آخر همه..

الأ يكفي الشعب اليمني أن يعيش مشردا داخل وطنه حتى وهو خارجها لايجد من يلتفت اليه أن لم يكن أبن فلان أو علان أو ينتمي الى قبيلة معروفة أو والده ذات سلطة تمتد معارفه الى كل الرؤوس التي لاتتبع منهجا في حياتها الا حكم القوي على الضعيف .

سأفرد هنا مثالا وهو عبارة عن 1% ممايحصل لطلابنا في الخارج فمثلا تأخير مستحقاتهم الشهرية تصل الى أشهر لاحصر لها وكأنهم يطالبون بصدقة أو زكاة ينسى هذا السفير او الموظف في السفارة أن هذه الأموال التي تصرف للطلاب ليس من جيب الوزير او السفير او غيره بل هي أموال الدولة ومن حق الشعوب في كل مكان أن يطالبون بحقهم في الاستحقاق من أموال ملك لوطنهم يعني ملكا لهم وليس لغيرهم .

وهنا لا أعفي وزارة التربية والتعليم المهمشة والتي لعبت دورا ولازالت تلعب أدوارا في نهب حقوق الطلبة وأعطاء منح دراسية لأبن هذا المسؤول دون الآخر وسأتطرق في مقال آخر لهذه الوزارة التي تتقزز منها النفوس وتشمئز من أعمالها الميؤس منها.

وهذا طبعا ليس منتشرا في اليمن وحدها بل في كل الدول العربية والأسيوية المتخلفة من شرقها الى غربها ومن محيطها الى خليجها وهذا هو شعارنا الذي تميزنا به عن الدول المتطورة لنصبح في مصاف أكثر الدول تخلفا وفقرا .

فحتى الدول النفطية رغم تطورها العمراني وفحش ثراؤها الا انها لازالت محسوبة من ضمن الدول النامية دول العالم الثالث ياترى لماذا؟

لأن الدول المتطورة لاتقيس تطورها بعمرانها ومظاهرها الخارجية الكاذبة بل بتطور عقولها وشعبها وقوانينها وأحترام حقوق الانسان فيها فحتى الحيوانات في الدول الاوروبية تعامل أحسن من الأنسان في الوطن العربي وياحسرة علينا.

أرحموا عقولنا وأرحموا شعبنا أيها الوزراء والمسؤولين فالشعب يحتضر ولم يتبقى للمواطن الا أن لايجد يوما حتى ثمنا لكفنه الذي سيريحه من عذاب هذه الحياة .

تذكرت حادثة قديمة حيث أنتشر مرض قاتل في الهند يسمى الطاعون وهذا مرض معدي ويقضي على حياة الانسان بسرعة هائلة .

قامت كل الدول بأرسال طائرات خاصة الى الهند لأخذ مواطنيها من طلاب وغيرهم وأعادتهم الى بلدانهم الا اليمن والسودان وبعض الدول العربية التي لا تجيد الا الفتك بشعبها تركت مواطنيها يحتضرون ويعيشون في رعب يومي قاتل أشد فتكا من المرض نفسه .

كل ماقام به السفير في ذلك الوقت بأنه رحل مع عائلته وترك الجالية من الطلاب وغيرهم يصارعون وضعا مأساويا لايحدث الا مع سفرائنا في الخارج ووزير الخارجية ليس آخر من يعلم بل آخر من يقوم بأي خطوة لانقاذ مايمكن أنقاذه..

السفارات في الخارج وسفراؤنا والهرم الوظيفي وقوانين الطلاب والمستحقات والمنح الدراسية لابد وأن يعاد لها تشكيل وترميم من البداية يكون فيها وزير التربية والتعليم المبجل ووزير الخارجية أكرمه الله وزاد أهماله وفساده في وزارته أن لا تكون فقط مهمته الزيارات من دولة الى دولة ليشرح للدول الأخرى الحالة المأساوية التي تعيشها اليمن وبأننا بحاجة الى مساعدات .

بل واجبه الأول والأخير أن يعدل من سياسته ووزارته وفضائحها التي أصبحت تزكم الأنوف ويعطي كل ذي حق حقه .

والطامة الكبرى والتي تتحدث عنها كل الدول الاوروبية عن اليمن هي أعطاء المواطن اليمني أبسط حقوق الانسان في الخارج عندما يتوفى .

فالسفارة او القنصلية آخر من يقوم بواجباته ومهامه وتصبح الجثة في الثلاجة اسابيع وقد تصل لأشهر ينتظر فيها أهل المتوفي الموافقة على قيام السفارة بتكاليف الدفن والترحيل الى بلده لكي يدفن بين أهله وذويه

بالله عليكم أهذا كلام يتقبله اي عقل أو منطق في هذا العالم؟

اليس من صلاحيات السفير بدلا من أن يقوم بأقامة الحفلات والولائم والمجاملات ومصاريف حفلة ليلة بأكملها ستحل مشاكل على الأقل 100 طالب يعاني من عدم صرف مستحقاته ويعيش على الديون من زملائه ان لم يصيبه فقر دم ويصاب بالوهن والمرض ويقل تحصيله العلمي نتيجة الحالة النفسية التي وصل اليها .

ولكن عندما تصل المطالبات عند استحقاقات الغير من طلاب وغيرهم هنا ينفذ القانون الغير معروف طبعا ..وماهي هذه القوانين التي لابد وأن يرسل طلب الى وزارة الخارجية أو التربية والتعليم ووزارة المالية وموافقة المدير المالي ثم وكيل الوزارة ثم الوزير ثم تعود ثانية الى السفير وقد يتوقع الطلب او لايتوقع ويظل الطالب ينتظر وينتظر وفي الأخير يجد نفسه مواطن بلا وطن وفي أرض الغربة السفارة والسفير والمبني مجرد مظهر خارجي فقط لاغير..

هذه المشكلة لازالت نقطة في بحر من المشاكل التي تحدث للطلبة في الخارج وعاهدت الله وعاهدت نفسي بأن القناة الفضائية التي سترى النور العام المقبل ستنتقل كاميرتها الى جميع أنحاء العالم لتنظر في حال هؤلاء الطلبة المشردين طالبي العلم الذين هما ليسوا ابناء مسؤولين ولا ينتمون لقبيلة من القبائل المسيطرة على البلد مع أنهم من أكثر الطلاب تفوقا ولكنهم مجرد رقم على الخانة لان هذا لا يشفع لهم طالما ينتمون الى أسر فقيرة وليسوا اصحاب سلطة ومقامات وفي اليمن الناس مقامات وفي الدول العربية بشكل عام تفوح رائحة التمييز العنصري بين هذا المواطن عن آخر لمجرد الواسطة والمحسوبية .

للحديث بقية في قضايا آخرى أوعد بها كل اخوتي في اليمن بأن تصل الى قصر الرئاسة والى الرئيس نفسه وليس عن طريق شخصيات وأن لم يتعدل الوضع سيكون الأعلام المرئي هو السلاح ذو حدين الذي سيجعل كل من تسول له نفسه لظلم فقير او طالب علم أو مريض بحاجة الى علاج يموت من الفاقة وغيره ينعم بخير ليس خيره بل خير البلد سأجعل منها قضية رأي عام وعالمي وليس محلي وسأستقبل كل الطلبات والشكاوي وسأقوم بفرزها ومتابعتها بنفسي .

كلمـــة أخيرة للتوضيح ليس الأ

لايظن البعض الآن بأنني أصبحت أنتقد الحكومة قد اصبحت من حزب المعارضين

لست معارضة ولن أكون ولست مؤتمرية ولن أكون

سأتطرق للسلبيات وايضا للأيجابيات وأن كانت قليلة امام السلبيات

فهذا مبدأي وهذه قناعاتي

فلست ألا مواطنة من الشعب بغض النظر عن وضعي الأجتماعي ولكن تربيتي ومبادئي تمنعني من أن الطخ يدي بمال حرام أو أن أقوم بأخذ حق ليس حقي فقد شعرت بالظلم يوما ما وأنتهك حقي وسرقت أموالي في وضح النهار وأصبحت منفية ولاجئة بدون اي وجه حق وبأسم القانون فمن شعر بالظلم يوما لايمكن ان يقف مع الظالم مهما كان ولن أترك لأي مظلوم يعاني لوحده مادمت قادرة بفضل الله سبحانه وتعالى على الوقوف بجانبه ومساندته ..

سأسخر قلمي وعلمي ومالي وحياتي لنصرة اي مظلوم بأذن الله وأي طالب أو متظلم يقرأ مقالي هذا أو مريض ذهب للعلاج وغيرها من الحالات وتظلم وحدث ماحدث ولديه الأوراق الرسمية التي تثبت صحة كلامه عليه بأرسال نسخة لي على بريدي الملحق بالمقال ولن نكون الا عونا لكل صاحب حق ان شاءالله وليس لصاحب منصب او سلطة او مال فلنتحد على الخير لمصلحة شعب ولمصلحة وطننا الغالي على قلوبنا جميعا وليس لنحارب لمجرد تصفية حسابات شخصية لأنه ليس مبدأي اطلاقا فمبدأي أن نعمل لمصلحة الجماعة وليس لافراد ففي الاتحاد قوة مع أن الدولة لم تقدم لي الا كل التسهيلات وكل الخير والدعم والله شاهدة على ماأقول ولكن لن أبني على حساب غيري ولن أرضي أطراف لمصلحة لانني لست بحاجة لها والحمدلله ولن أكون يوما في اليمن كغيري ممن أمتلأت كروشهم وأنتفخت من مال الشعب المسكين الذي لازال يأكل من القمامة وآخرون لازالوا يتسولون ونساء لأجل لقمة العيش يتزوجن سياحي , هنا نقطة النقاش القضايا والوطن وليس الأشخاص , فكوني أنتقدت رئيس الوزراء باجمال فليس معنى هذا أنني أصبحت من المعارضين وكوني أمتدحت الرئيس يوما ما فليس معنى هذا أنني مؤتمرية علما بأن الرئيس يتقبل النقد بصدر رحب ويسمع أكثر مما يتكلم لأن من يكتب لابد وأن يكتب لوطن وليس ضد شخص له معه تصفيات شخصية ودوري هنا أن أكون جسر تواصل خير بين الشعب والدولة ولست ضد أو مع أحد وصوتي الوحيد هو أبناء وطني الشعب فقط.

فعلاقتي بالدولة لاتشوبها اي شائبة والحمدلله وعلاقتي بأغلب المعارضين ممتازة بل أن أغلبهم اصدقاء مقربين لي ينتقدوني وأنتقدهم ولكن نحادث بعضنا كفكر وليس كشخص بعينه .

أرجو أن نرتقي لمستوى النقد والأختلاف في الرأي لأجل قضية وطن وواجبنا أن ننتقد نعم ولكن نضع في أعتباراتنا بأن المصلحة العامة هي الأساس فاليمن وطن الجميع والهدف واحد جميعنا نريد أن نتحد لنقف ضد وجه الفساد والفاسدين والمهملين وأن نحارب هذه النوعيات لتغيير منهجها الفاسد وليس أشخاص فأنا لايهمني وزير ولا أعلى منه يهمني أن أرى قضايانا كشعب قد خرجت الى النور وأن لانرفض الرأي الآخر مهما كان يخالفنا ..

(لاتضع نفسك مطلقا في موقع يجعل حزبك يفوز عندما يخسر الوطن)

هذا هو شعاري وحكمتي التي أومن بها أن يصل صوتي وأنجح في مطالبي دون أن يخسر وطني

فهل أتضحت لكم الرؤيا الآن لكل من يسأل وسأل ومحتار ويحتار في ماأكتبه وفي مواقفي التي يعتبره في نظره غير طبيعيه لانه لا ينظر الى من منظار واحد وهذه للأسف مشكلة كبيرة نعاني منها في اليمن بشكل عام

لن تتغير قضيتنا أن فشل اشخاص فيها فلابد وأن نغير الاشخاص لا القضية بحد ذاتها .

سيدة أعمال-كاتبة وأديبة بريطانية –يمنية مقيمة في لندن

fayzaalbreiki@yahoo.co.uk