أيها المتسيسون لولا
بقلم/ منال القدسي
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 16 يوماً
الثلاثاء 06 ديسمبر-كانون الأول 2011 10:17 م

اتفاق التهدئه في تعز سعى اليه بعض المتسيسين الجدد بدعم كبير من بعض اثرياء المدينة "تاجر البندقية" بدعاوي الحرص على مصلحة المدينة وابناءها، في حين ابناء تعز يعتبرون اتفاق التهدئة "خطأ يرقى الى درجة الخطيئة" اما الثكالى والجرحى والمكلومين فيعتبرونه "خيانة وشراكة مع القاتل".

فما حقيقة لجنة التهدئة في تعز

ترويقة لجنة التهدئة، لا أحد يعلم كيف تم تشكيلها!؟ وكيف تم إختيارها وكيف أعطت لنفسها الحق للتحدث بأسم ابناء محافظة تعز أبناء محافظة تعز أشتموا روح المؤامرة في هذه اللجنة المشبوهة ففي كل مرة تسعى لحياكة اتفاقية تهدئة ليلتقط القتلة انفاسهم ويعاودوا اعتداءاتهم من جديد، وتقوم هذه اللجنة بإستنكار تلك الأعتداءات، ولكن سرعان ما نجدها تعلن مجدداً عن هدنة جديدة، وبيعة جديدة لدماء الشهداء، ولا تلكف نفسها للحديث عن الشهداء والجرحى والبيوت المدمرة.

لجنة التهدئة تمنح صك الغفران للقتلة ليعاودوا الكرة من جديد، لقد افرطنا في إبداء حسن الظن لتلك اللجنة لحدّ البلادة، إلى ان أطلّ علينا احد افراد هذه اللجنة على قناة السعيدة حين طلبه قيران بالاسم ليبرر جرائمه، حينها فقط فهمنا لماذا تم السماح له دون غيره الدخول الى ساحة الحرية صبيحة حرقها والقتلة مازالوا فيها؟؟ يومها أعتبرنا ذلك موقف شجاع، إمعاناً منا بحسن الظن، الا ان الرؤية اتضحت بعد تبريره جرائم القتلة على قناة السعيدة.

لايكاد يمر يوم في مدينة تعز، إلا وتسمع فيه اصوات القذائف المدفعية، والاعيرة النارية تطلق كرد فعل هيستيري من قبل الحرس العائلي جراء مايتكبدوه يومياً من خسائر كبيرة في مواجهة "حماة الشعب" الامر الذي دفع بالحرس العائلي للتوجه نحو بعض اثرياء تعز والمتسيسين الجدد لطلب التهدئه.

في تعز، الوضع يختلف تماماً، نعم، هناك قتلى وجرحى وقصف مدفعي شبه يومي ولكن بالمقابل هناك "حماة الشعب" يردون الصاع بعشرة ويكبدون الحرس العائلي خسائر فادحة، واية حماقات يرتكبها الحرس العائلي في تعز فان "حماة الشعب" على الفور يردون عليهم لإلجامهم ومنعهم من التمادي في حماقاتهم.

ايها المتسيسون لم نتألم من إختراق الرصاصات لاجسادنا، ولا من تدمير بيوتنا، كما تألمنا من قيام بعض من اخواننا ببيع ضمائرهم وذممهم لحفنة من القتلة، وهم المحسوبين علينا انهم ثوار ووطنيين، بحرصكم على القاتل، حصدتم غضب وسخط ولعنات أبناء تعز.

 ماذا ستقولون أيها المتسيسون لليتامى واسر الشهداء والارامل والثكالى، هل ستقولون لهم لقد اخذنا بثأركم وصافحنا القاتل ومنحنه الهدنة، من انتم!!؟؟ حتى تفاوضون باسماء الشهداء والجرحى من فوضكم، ومن منحكم الحق بالتكلم باسمنا، ان وطنيتكم الهشة لا تخدم ابناء تعز، ولا تخدم اهالي الشهداء والجرحى، ولا تخدم المشردين من منازلهم، وانما تخدم طرف واحد، هو القاتل، وبقايا النظام العائلي المتآكل، وبالرغم من ذلك فان القتلة رفضوا التوقيع على هذا الاتفاق الزائف لانهم يعلمون جيداً الغرض منه.

الضعيف والمهزوم هو من يلهث نحو طلب التهدئه، ولو كنتم تمتلكون القليل فقط من الوطنية والثورية كما تدعون! لما سعيتم الى التهدئة، فنحن الطرف الاقوى شبابنا "حماة الشعب" هم الاقوى والاقدر والاكثر سيطرة وفرضاً لوجودهم وشروطهم، هم اصحاب الارض يدافعون عن بيوتهم واعرضهم ونحن من ورائهم نؤازرهم، ولكن الكارثة انكم قد اُصبتم بالعمى حين نظرتم الى حماة الشعب على انهم مسلحين.

أيها المتسيسون أرجو ان تمسحوا عن عيونكم غُبار العمالة وتفهموا بان "حماة الشعب" هم ابناءنا واخوننا هبوا للدفاع عن اعراضهم واعراضكم ضد المعتدين المرتزقة الذين تم جلبهم من خارج مديتنا الطاهرة مديتنا التي تلوثت بوجود القتلة والمرتزقة والبلاطجة الذين تم جلبهم من عدة محافظات، وهأنتم ايضاً تلوثونها بعملاتكم وخيانتكم لدماء الشهداء.

عليكم ان تفهموا ايها المتسيسين، الاكاديميين، الحقوقيين ان أهالي الشهداء والجرحي والمتضررين والمشردين هم اصحاب المصلحة الحقيقية في طلب أي هدنه ان ارادوا ذلك .. فمن فوضكم بالتحدث عنهم؟ أنتم لا تمثلون سوى انفسكم ومصالحكم الشخصية ومصالح بعض اثرياء المدينه ومصالح القتلة.

للاسف! لقد برهنتم بما لا يدع مجال للشك انكم عملاء تدافعون عن القتلة، لذا انتم شركاء مع القتلة في جريمتهم ، ويجب ان تعلموا بان كل الدماء التي سقطت منذ الهدنة الاولى وحتى اللحظة هي باعناقكم، فلقد سعيتم حثيثاً بتمكين القتلة من السيطرة على جبل الجره تحت غطاء هدنة زائفة، وكان ثمن تلك الهدئة المئات من الشهداء والجرحى.

ان وجود قانونيين بين المتسيسين، هو نوع من إضفاء الشرعية القانونية على كل الجرائم التي ارتكبها الحرس العائلي ضد ابناء مدينة تعز، إبتداءً من قتل الشباب ومحرقة ساحة الحرية ووصولاً الى التدمير والمجازر التي نعيشها.. والخوف مما هو قادم، ليس خوفاً من القتلة ولكن خوفاً من حماقاتكم التي ترتكبونها الواحدة تلو الاخرى دون حياء، اليوم عمالتكم وخيانتكم باتت امراً جلياً، لم يعد ينطلي على ابناء تعز خطاباتكم الرنانة ودعواتكم الوطنية وخير دليل على ذلك اتفاقية زائفة ممهورة بتوقيعاتكم.

ومما يثير الدهشة والاستغراب مدح إعلام العائلة لكم بالاخص نقيب المحاميين اليمنيين عبدالله نعمان القدسي وهنا أقولها وقلبي يتقطر حسرة، فلقد اساء المثقف الكبير والحقوقي المخضرم للشهيد عيسى محمد سيف، لقد اساء لابناء قدس عندما طلبه القاتل قيران بالاسم ليكون شاهداً معه، مبرراً لجرائمه ، لقد ساوى القانوني بين الضحية والجلاد.

نحن يا أبن قدس يا أبن تعز البار لا نلوم بقية اعضاء لجنة التهدئة فبعضهم محسوب على عائلة صالح علناً والبعض متستراً بغطاء الثورية، ولكننا نلومك انت فدفاعك عن القاتل وانت القانوني بماذا تبرره؟ انت اليوم تمنح القاتل الغطاء القانوني والفرصة لالتقاط انفاسه واعادة ترتيب صفوفه وجلب الدعم اللوجستي ثم الانقضاض على الضحية مرة اخرى، والضحية من؟ هم ابناءك واخوانك.. لقد ذبحت ابناء تعز من الوريد الى الوريد.

لقد كنتم اوائل من نزلوا الى الساحة مطالبين بالتغيير واصبحتم في الساحة المرجعية القانونية والاستشارية، وكسبتم احترام الكثيرين، واليوم انقلبتم على الثوره، تقفون بصف القاتل وتجرمون الضحية.

عبدالله نعمان يقول لاعلام العائلة "نحن لسنا بحاجة الى حماية احد".. واقول له ياستاذ عبدالله، كفاك كذباً على نفسك، لان إعلام العائلة لايصدقك، وانما يستعين بك لمحاولة التدليس وتغطية جرائمه، وقد كان لهم ما أرادوا بذلك الاتصال الذي طلبكم فيه قيران بالاسم، لتقولوا شهادتكم الزور التي لن ينساها لكم التاريخ.

قد تكون انت اليوم لست بحاجة لحماية احد فمنزلك لم يصبه خدش في منطقة تعرضت للقصف العنيف والعشوائي طوال اربعة ايام، لانك قد أمنت مكر القاتل، ولكن ثق بان القاتل لا يأمن مكره الا الغافلون، اما ابناء تعز بحاجة الى حماية "حماة الشعب" الذين هم ابناءنا واخواننا بحاجة ماسة اليهم طالما ونحن ننام مع اصوات مدافع الدبابات، بحاجة اليهم كلما نظرنا عالياً ووجدنا الجبال والتلال تكسوها المصفحات والدبابات، بحاجة اليهم طالما القناصة متربصون بنا ليل نهار.

ماذا فعلت عندما أُحرقوا ساحة الحرية؟ وماذا فعلت عندما تساقط ابناءنا خيرة شبابنا بالمئات؟، وماذا فعلت عندما قتلوا النساء؟ .. لاشيء!! انت لست بحاجة الى حماية لانك بحماية القاتل الذي تدافع عنه، فاين سيجد خير منك،.. ولكن نحن من يقف بوجه القاتل ونواجة العدوان والعنف، بحاجة الى حماية ابناءنا واخواننا حماة الديار والاعراض، لاننا نعلم علم اليقين لولا تضحياتهم وصمودهم وشجاعتهم لاستباحوا بيوتنا واعرضنا واولادنا واموالنا.

وكلمة اخيرة اقولها لكم ياأستاذ عبدالله لقد كنت بالامس الثائر المناضل واليوم اصبحت صديق الجندي وقيران وأزلام العائلة الذين يتغنون بشهادتك الزائفة ليل نهار، لقد استبدلت وسام الثورة برضا أزلام العائلة العفاشية واصبحت ثورجي بجدارة.

إن الاصرار غير المفهوم من قبل المتسيسين على فرض تهدئة وهمية لا معنى له سوى انهم مدفوعين لتحقيق مصالح شخصية بحته، فالجميع يدرك بان هذا النظام نهايته هي بانهاكه ثم انهاكه حتى يصل الى نقطة الانكسار ثم يتلاشى ، اما مسالة تركه والركون الى اتفاقيات وتهدئه وحوارات، ماهي الا إطالة لأمد هذا النظام، كما ان من نصبوا أنفسهم ممثلين عن ابناء تعز والتفاوض بإسمهم لا يملكون اي تفويض لهذا الدور وهم لايملكون حماية انفسهم وليس لديهم القدرة على فعل اي شيئء تجاه اي طرف يخل بأي اتفاق قد يبرم.

أبناء مدينة تعز وثوارها يرفضون أي تهدئه لانها تعُد بالنسبة لهم طعنة قاتلة في صميم ثورتهم فهم يرون بان النظام العائلي سقط وهو الان يتهاوى في مدينة تعز والتصعيد من قبل حماة الشعب هو لانهاك النظام المتساقط ، ويعتبرون اي اصوات تنادي بالتهدئه بانها اصوات تنادي ببقاء النظام وخيانة الشعب، وأي أتفاقيات او مبادرات قبل اسقاط النظام ماهي إلا مؤامرات لؤاد الثورة وهذه الأفعال لا يمارسها إلا من كان له علاقات امنية مشبوهة ولايهمه مصلحة الوطن وحماية ماحققته الثورة منذ اندلاعها وحتى الآن.