نعمان: بقايا النظام يسعون لجر البلاد للهاوية
بقلم/ مأرب برس - متابعات
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر
السبت 23 يوليو-تموز 2011 01:27 ص

ازدحمت الساحة اليمنية بالعديد من القضايا السياسية الساخنة بشكل متلاحق كما ازدحمت ساحات الاعتصامات بالمتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام، والطامحين إلى إحداث تغيير جذري في منظومة الحكم في اليمن.

الثورة الشبابية الشعبية استغرقت وقتا طويلا، شارفت على إنهاء شهرها السادس وهي لم تبارح مكانها، تحققت بعض الضربات الموجعة للنظام ولكنها لم تسهم في إسقاطه أو في انهيار حلقاته، لتضع الثورة أمام حلقة مفرغة من الحراك السياسي في مقابل الفعل الثوري.

تباينت الرؤى وتفاوتت المواقف بين رجال السياسة وبين شباب الثورة حيال كيفية التعاطي مع الوضع الحالين وظهر إلى السطح جانبا من هذه التباينات عبر التسابق على إعلان مجالس سياسية كواجهة للعمل الثوري، الأول انتقالي أعلنه أحد مكونات العمل الشبابي والآخر وطني أعلنه تكتل أحزاب المعارضة المنضوية في اللقاء المشترك.

قضايا عديدة تعجّ بها الساحة اليمنية، ابتداء من مصير الرئيس الجريح علي عبد الله صالح، مرورا بأبعاد عودته لليمن بعد رحلته العلاجية للرياض، وأخيرا مصير الثورة الشبابية ووضعها الراهن في ظل تباطؤ وتأرجح الحسم السياسي لصالح أي من الطرفين المتصارعين على السلطة في اليمن، بالإضافة إلى استشراف آفاق التغيير في مرحلة ما بعد نظام صالح. كل هذه التساؤلات والقضايا طرحتها 'القدس العربي' بصنعاء على رئيس تكتل احزاب اللقاء المشترك المعارض الدكتور ياسين سعيد نعمان، الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، في هذه اللقاء الذي لا تنقصه الصراحة:

' كان هناك محاولة اغتيال لرئيس حزب الاصلاح المعارض محمد اليدومي الأبعاء الماضي، كيف تقرؤون أبعاد هذه المحاولة وما هي دلالاتها من وجهة نظركم؟

' المحاولة كما عرفنا تمت بواسطة أسلحة كاتمة للصوت، وهي مدانة وجريمة الهدف الأساسي منها إكمال حلقة العنف وإغراق البلد في فوضى شاملة وهي في نفس الوقت محاولة لضرب العملية السياسية وجر العملية الطبيعية إلى خارج اهدافها ومسارها. دلالتها في هذه اللحظة قائمة.

أما القوى التي أقدمت على هذا العمل فتمر بحالة يأس، أي أنها عملية يائسة بكل معنى الكلمة، بمفهوم أنها فقدت القدرة على أن تبقى حاضرة سواء في الفعل السياسي أو في الفعل الوطني بشكل عام وبالتالي ليس أمامها إلا أن تخلق الآراء بمثل هذا العمل البشع وجر البلد إلى فوضى شاملة، لذلك أنا أعتقد أن هذه المسألة تتطلب فضح القوى التي تقف وراء هذا العمل ولا بد من تحقيق دقيق ومحايد وبالتالي إدانته يصبح واحدة من المهام الرئيسية للجميع، للقوى السياسية والاجتماعية، حتى نبطل أي محاولة لجر اليمن إلى حالة فوضى شاملة كما يخطط لها هؤلاء.

' ألا تعتقدون أن الذي يقف وراء محاولة الاغتيال هذه يشرع في فتح فصل دموي جديد عبر تصفية الحسابات مع الخصوم واستعادة مسلسل الاغتيالات الذي شهده العام 1993؟

'حقيقة للنظام تجارب عديدة في هذا الجانب، وهذه التجارب كانت مأساوية، سواء الاغتيالات التي تمت لكثير من قيادات القوى السياسية بعد الوحدة، أو التي مورست في نطاق واسع وأفضت إليه الأمور فيما بعد، ولذلك أي محاولة لإعادة إنتاج مثل هذا العمل الاجرامي البشع من جديد أعتقد أنه سيقضي على أي محاولة من شأنها أن تخرج هذا البلد من الوضع الذي يمر به في اللحظة الراهنة، وسيكون الصمت إزاء ذلك هو بمثابة استجابة للقوى التي تريد أن توصل البلد إلى هذا الوضع لا سيما وأن امامنا مشاهد تعطي كثير من الانطباع بأن من خففوا كثيرا من أحمالهم الأسرية والعائلية بنقل أسرهم إلى خارج البلد وأرادوا أن يتفرغوا لمثل هذا العمل الإجرامي لتدمير البلد أعتقد أننا سنقول في اللحظة المناسبة ما ذا يجب أن يقال وما الذي يجب أن يطرح لتعرية مثل هذه الأعمال المأساوية.

المجلس الوطني

' هل تعتقد أنه يمكن أن يكون لمثل هذه الأعمال انعكاس سلبي على العمل السياسي والثوري في اليمن؟

' بالتأكيد، أعتقد ان استمرار مثل هذا العمل والبدء به سيكون له سلبيات كبيرة.

' أعلنتم قبل أيام عزمكم على تشكيل مجلس وطني مطلع الشهر المقبل، لماذا الآن ولماذا تأخر كثيرا؟

' الحديث عن تشكيل المجلس الوطني ليس جديدا، فالحديث عن المجلس وطني أو الائتلاف الوطني الواسع هو فكرة قديمة ولها أكثر من ثلاثة أشهر وجرى نقاشها منذ ذلك الوقت، بل وجرى إقرارها وتعثرت بسبب التباطؤ الذي لمسناه من بعض القوى الأخرى، هنا وهناك، وتمت النقاشات مع بقية الأطراف السياسية، وكنا في اللقاء المشترك حريصين على إشراك أكبر عدد ممكن من القوى السياسية ضمن هذا الائتلاف الوطني الواسع، وكانت هناك حسابات سواء سياسية أو غيرها هنا وهناك تقاطعت مع بعض الاشكالات التي مرت بها تجربة الثورة الشعبية خلال الأربعة الأشهر الماضية، وتأجل انجاز هذه المهمة، حتى استكمل الحوار مع بقية الأطراف السياسية وأعتقد أنه آن الأوان في الوقت الحاضر لإعلان تشكيل المجلس الوطني، أو الائتلاف الوطني الواسع، كان ضرورة موضوعية لأن يكون ذلك الوعاء العريض لكل قوى الثورة ولكل القوى التي انحازت للعملية الثورية ولو أن هذا المجلس أو الائتلاف تشكل منذ وقت مبكر لكان استطاع أن يوفر واجهة سياسية أكثر شمولا للعملية الثورية التي شهدناها خلال الفترة الماضية والتي نشهدها حتى اليوم.

' ما هي طبيعة هذا المجلس وماهي المهام المناطة به أو التي تعتزمون تكليفه بها؟

' المجلس الوطني هو فكرة تقوم على أن الجميع يشتركون في عملية التغيير، أي أن هدف التغيير هو هدف مشترك لكل هذه القوى، ثانيا أن قيام مثل هذا المجلس بمثل هذا الائتلاف الوطني العريض يهدف أيضا إلى إجراء نقاشات وحوارات مبكرة حول مسارات ما بعد التغيير، حول بناء الدولة وحول الكثير من القضايا المتعلقة بمرحلة ما بعد التغيير، حتى يجد الجميع أنفسهم حاضرين في عملية التغيير وفي بناء المستقبل، وثالثا مهمة مثل هذا المجلس هي إنجاز عملية التغيير من خلال التلاحم مع ساحات الثورة في مختلف أنحاء اليمن، وبإنتاج الأدوات الثورية والسياسية لاستكمال عملية التغيير، هذه الثلاث القضايا الرئيسية كانت في أذهاننا ونحن نتحدث عن إيجاد مثل هذا الائتلاف الوطني العريض، هذا الائتلاف له مبدأ، لا يشكل في مواجهة حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم كما قد يفهم البعض، على العكس المؤتمر الشعبي العام يمكنه أن يكون حاضرا فيه إذا اقتنع بعملية التغيير وفي بناء الدولة التي خرج الناس من أجلها للشارع، لكنه يتوجه نحو النظام السياسي الذي فشل في قيادة هذا البلد ويعملون على تغييره، وكلنا متمسكون بالقضاء على هذا النظام الفاشل.

' ما الذي يمكن أن يضيفه هذا المجلس الوطني إلى الزخم الثوري، خاصة وأن المؤسسات العامة لازالت جميعها بيد بقايا النظام؟

' في الوقت الحاضر أعتقد أن هناك حاجة ماسة إلى إعادة هيكلة العملية السياسية والثورية بشكل عام في مواجهة بقايا النظام، ولا أريد أن أتحدث هنا عن المؤسسات، أنا سأتحدث هنا عن مجموعة وجدت نفسها ترث نظام أو تعتقد أن هذا النظام هو ملك لها هي التي كانت تدير هذا البلد بأسلوبها وكانت لديها واجهات مؤسسية، هذه الواجهات المؤسسية مثل الحكومة والوزارات والبرلمان مجرد واجهات شكلية مفرغة من مضمونها وهي التي كانت تتحكم بالأمر، وعندما انهارت هذه المؤسسات ظهرت إلى السطح. الآن المواجهة الحقيقية ليس مع المؤسسات كما كانت ولكنها مع المجموعة التي تمسك بيدها السلاح، التي تتمترس وراء السلاح، ولديها مقدرات ما تبقى من مقدرات البلد، وتحاول أن تدير البلد بنفس الأسلوب ولكن اليوم ليس بالمؤسسات التي كانت مجرد مؤسسات شكلية في السابق ولكن بشكل مباشر باستخدام السلاح واستخدام العنف، واستخدام ما تبقى لديها من إمكانيات وموارد.

' هل كان إعلانكم تشكيل هذا المجلس الوطني قريبا، محاولة من أحزاب المعارضة لقطع الطريق أمام شباب الثورة، خاصة أن الحماس الثوري لديهم خلق تيارات ترغب في الحسم السريع، وهو ما دفع بإحدى التيارات الشبابية إلى إعلان مجلس انتقالي منفردا؟

' لا، لا ابدا، نحن أعطينا ولا زلنا نرى أن من حق الشباب كما بادروا إلى الخروج وكما تحملوا تضحيات الثورة من حقهم أن يبادروا في العملية السياسية بالشكل الذي يروه، ولم يكن التفكير في هذا المجلس من فترة مبكرة قطع الطريق أمام الشباب، على العكس، كان الهدف ترشيد العملية السياسية المصاحبة للعملية الثورية، ومساعدة الشباب في الخروج من مأزق التفكك ومأزق المراوحة في بعض المفاهيم الثورية، دون أن تكون محكومة بعملية سياسية مفهومة إلى أين، وكان هدف هذا المجلس استيعاب كل القوى الثورية من مختلف الأطراف، والمنابع التي جاءت منها، وكان هذا سيحمي العملية الثورية وهم في الساحات. اليوم البعض يريد أن يضع الشباب في مواجهة بقية الأشكال في مواجهة أسرة صالح المتحكمة بالأمور، في مواجهة القوى السياسية الأخرى، ونحن يجب أن ننظر إلى العملية الثورية كمعادل وطني لكل ما ينتمي للثورة، هذا المعادل الوطني الكبير بحاجة إلى قيادة بمثل هذا المستوى، وهذا ما نفكر فيه، والذي لوكنا تمكنا من القيام به منذ مرحلة مبكرة وأنجزناه لكنا تجنبنا الكثير من السلبيات التي نعيشها اليوم.

' بعض شباب الثورة يتهمون تكتل أحزاب اللقاء المشترك بالاستحواذ على قرار الساحة الثورية وبالتالي تأخر الحسم الثوري، ما تعليقكم على ذلك؟

' أنا أعتقد أن هناك تجني كبير على اللقاء المشترك، فيما يتعلق بهذا الموضوع، أنا كرئيس للقاء المشترك لم يحدث أن اتخذنا أي قرار بهذا الشأن، وما يجري في الساحات هو في الحقيقة محاولة تصنيف الناس بين مشترك ومستقل وغيره، وهذا الموضوع يدار داخل الساحات نفسها وليس بقرار مركزي من أحزاب اللقاء المشترك، وأنا أؤكد أنه لم يتخذ اللقاء المشترك في أي يوم من الأيام أي قرار بهذا المستوى وبهذا الشكل، بل بالعكس كل قرارات اللقاء المشترك كانت أن يتاح للساحات أن تنظم نفسها بالتساوي بعيدا عن التمايز الحزبي، بل قلنا لهم انسوا أنكم حزبيين داخل الساحات، ولتكن مظلتكم هي مظلة الشباب، ونظموا أنفسكم في هذا الإطار، لكن تعرف أنه عندما تكن في ساحة فيها أكثر من 500 ألف شخص يصعب السيطرة عليها، هذه مسألة تتعلق بإمكانية القدرة على إدارة مثل هذا الكم الهائل من البشر جاءوا من منابع مختلفة، فتنشأ بعض الخلافات وبعض التمايزات إلا أنها مقبولة، ولا أريد أن أقول أن هذا الكم الهائل من البشر ألا يوجد بينهم تنوع، السؤال هو كيف يدار هذا التنوع وكيف يدار هذا الاختلاف وكان هناك، في تقديري، شخصيات شبابية يمكن أن تكون شخصيات جامعة، بسبب ما حصل من الإرادة المبكرة، وقدراتها السياسية، وهؤلاء يستطيعوا أن يلعبوا هذا الدور الجامع، ومع ذلك وضع اللقاء المشترك كل إمكانياته من فترة مبكرة السياسية والمعنوية وغيرها من أجل نجاح هذه الساحات الثورية، وكم هو الجهد الذي بذلناه بشكل يومي من أجل حل الخلافات في هذه الساحات، وعندما تنشأ بعض الصعوبات في الحياة السياسية وفي الحياة العامة بشكل عام من السهل جدا أن تلقي بالمشكلة على غيرك من الأطراف وتمشي.

اليوم علينا أن نبحث عن طبيعة المشكلة الحقيقية ومطلوب من قوى الثورة وبالذات من الشباب أنفسهم ألا يبحثوا عن الحل السهل أو عن المبرر السهل، وإنما عليهم أن يبحثوا في عمق المشكلة وأسبابها حتى يستطيعوا فعلا أن يتجنبوا أي آثار سلبية لهذه التضحيات الضخمة التي قدموها والتي يجب أن تصل إلى غاياتها المنشودة بعيدا عن مثل هذه التحليلات السطحية التي لا تستطيع أن تمكنهم من الوصول إلى جذر المشكلة.

دور امريكا والخليج

' يلاحظ أن الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي تخاذلت كثيرا عن دعم توجهات الثورة الشعبية وجهود أحزاب اللقاء المشترك لإسقاط النظام، ما هي أسباب ومبررات ذلك؟

' العملية السياسية التي بدأناها معا منذ أن تقدم النظام بمبادرته في 21 آذار/ مارس الماضي بعد أحداث جمعة الكرامة، ونحن حقيقة في اللقاء المشترك تحملنا ولا زلنا نتحمل مسئوليتنا الوطنية حيال هذا الموضوع وليس فيما أقدمنا عليه ما يعيب، بل بالعكس نحن أقدمنا على هذا العمل حفاظا على الثورة، حفاظا على أهدافها، حفاظا على تجاوز ما كان هذا النظام يرمي إليه وهو إيصال البلد إلى حافة الهاوية. الذي تم بعد ذلك، أنه ربما يكون لكلٍّ من هذه الأطراف حساباتها، لكن القاسم المشترك في المبادرات السياسية التي عملنا معا في ضوئها هي أن هذا النظام انتهى وأنه لا بد من نقل السلطة سلميا، وأنه لا بد من تغييرات جذرية في هذا البلد تحقق الأهداف التي خرج الناس من أجلها للشارع، هذه القضايا متفق عليها. تداخلت بعد ذلك جملة من العوامل، استطاع النظام في مرحلة معينة أن يجر البلد إلى العنف في عدوان منطقة الحصبة بصنعاء وما حدث بعد ذلك في دار الرئاسة، النظام أراد من خلال العنف أن يخلط الأوراق، استطاع بهذا القدر أو ذاك أن يسقط جزء من الأوراق بهدف إعادة إنتاج مشكلة من نوع آخر، ولكنا ظللنا متمسكين بضرورة إنجاز مهمة الثورة.

ما الذي توقف عنده الآخرون من الشركاء؟

هذا الموضوع حقيقة نحن حتى الآن لم نفهم منهم سوى أنهم مع عملية التغيير في كل حواراتنا معهم، ولكن في تقديري الشخصي عليهم أن يدركوا أن حالة الفوضى التي يسعى ما تبقى من هذا النظام إلى جر البلاد إليها ستنشئ وضعا مضطربا ومربكا للجميع، مربكة للاقليم ومربكة للمجتمع الدولي بشكل عام، خاصة في هذه المنطقة الحساسة وسيكثر الناعون من كافة الأطراف، ولهذا الذي يتحدثون عنه اليوم سيفتح فيما بعد حقيقة واقعة وسيكون الثمن غالي وكبير وعليهم بعد ذلك أن يواجهوا مشكلة أخطر مما يعتقدوا، إذا ظل هذا الصمت إزاء ما يحدث في اليمن، وأنا شخصيا أستغرب من هذا الصمت المريب في الوقت المجتمع الدولي يقيم الدنيا ولا يقعدها إزاء بعض الأحداث التي تحدث هنا وهناك في العالم، ونراه مرتبكا ومضطربا وصامتا إزاء ما يحدث في اليمن، رمى بورقة المبادرة الخليجية ثم توقف، المبادرة إذا لم تجد من يحييها ويحميها ليس لها معنى، ونحن لازلنا على ثقة بأن هؤلاء الشركاء الذين كانوا معنا في العملية السياسية أنهم قادرون على أن يتحملوا مسئولية ما أقدموا عليه من مبادرة وبالتالي السير بها إلى نهاية المطاف، وأصبحت المسألة اليوم ليست مجرد مسئولية سياسية، ولكن أصبحت أيضا مسئولية أخلاقية إزاء هذه التضحيات التي يقدمها الناس يوميا وما يمارسه هذا النظام من عبث وقتل يومي وفي نفس الوقت من عقاب جماعي يتبدى في صور مختلفة، انقطاع مستمر للكهرباء، انعدام الماء، انعدام الغاز، انعدام الوقود، وانعدام كل مقومات الحياة والتدهور المستمر في الحياة المعيشية للناس، وطرد عشرات الآلاف من العمال والموظفين من أعمالهم، وأيضا دمار الكثير من المزارع بسبب عدم قدرة الناس على مواصلة عملهم إثر انعدام الديزل وبقية المستلزمات، هذا عقاب جماعي وعلى الجميع أن يعرف أن الشعب اليمني يدفع كلفة عالية للتغيير وكان هدفنا من قبول المبادرة أن نجنب شعبنا مثل هذه الكلفة الغالية، إذا هذه المعادلة نضعها أمام الناس وعليهم أن يدركوا ضرورة وضع حد لتدهور الوضع أصبح مهمة سياسية وأخلاقية في نفس الوقت.

' التقيتم الخميس بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، هل حمل إليكم جديدا في إطار حل المشكلة اليمنية؟

' التقيت صباح ـ الخميس ـ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الأخ جمال بن عمر، الذي تكررت زياراته لليمن والذي يحاول مع بقية الأطراف أن يوجدوا الآلية المناسبة لنقل السلطة واليمن يشهد خطورة الآن وهو خطورة ممانعة بقايا النظام من الانخراط في العملية السياسية وتمسكهم بالعنف، والجميع يدركون لهذه المخاطر، وتحدثنا كثيرا حول هذا الموضوع وحول ترتيبات ما بعد نقل السلطة وكيف يجب أن تتم وقلنا لهم في الوقت الذي تفكرون فيه بمخرج مشرف للنظام عليكم أيضا أن تفكروا بمخرج مشرف أيضا لهذه التضحيات الضخمة التي قدمها الشباب وعليكم أن تضعوا الجميع في ميزان واحد وتفكروا فوق الجميع في مستقبل هذا البلد، وأنا أعتقد أنهم يحاولون مع الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي ويحاولون مع المجتمع الدولي ولكن يجب أن أشير إلى مسألة واحدة، وهي أن هذه المحاولات السياسية التي نحن مشتركين فيها وأعتقد أننا يجب أن نظل جزء منها أيا كانت الصعوبات والمشكلات، أن هناك قوة حاضرة في الحوار بشكل عام وهي الشباب في الميادين الذين قدموا تضحيات وصامدين في الساحات، وهم المعادل الرئيسي في أي عملية سياسية قادمة، وقلنا لهم أكثر من مرة أن أي عملية سياسية ما لم تخدم أهداف هذه القوة الحقيقية التي حركت هذا الوضع بشكل عام وقدمت تضحيات من أجلها لن يكون لها أي معنى، هذه المعادلة هي التي يجب اليوم أن يتمسك بها الجميع.

' التقيتم كذلك قبل فترة قصيرة بمساعد الرئيس الأمريكي لشئون مكافحة الارهاب جون برينان، ما ذا طرح عليكم وهل شعرتم أن هناك نوايا صادقة لدى الأمريكيين تجاه نقل السلطة سلميا في اليمن؟

' أنا لم أكن حاضرا في هذا الاجتماع، لكن عرفت من الزملاء الذين حضروا الاجتماع أنه نقل إليهم ما دار بينه وبين الرئيس علي عبد الله صالح في الرياض وأيضا تقديرهم لما يجب أن يكون. أنا في تقديري الشخصي أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت مقتنعة بعملية التغيير في اليمن وهذا لمسته من سعادة السفير الأمريكي بصنعاء الذي عمل معنا خلال الفترة الماضية بكل جدية وكان حاضرا معنا في كل صغيرة وكبيرة وأستطيع أن أقيّم موقف الولايات المتحدة والجدية في ضرورة التغيير من خلال موقف السفير وغيرهم من الشركاء الدوليين في عملنا السياسي خلال الفترة الماضية، الآن ما الذي يمكن أن نستنجه من سياسات المجتمع الدولي تجاه اليمن؟

أنا أريد التأكيد هنا أننا اكتشفنا أن المجتمع الدولي ليس لديه سياسة مستقلة في اليمن عن المحيط، على عكس سياساته واستراتيجيته في الدول الأخرى، حيث أنه في اليمن ليس لديه استراتيجية مستقلة عما يراه الأشقاء في دول الخليج، ولذلك متمسكين بالمبادرة الخليجية ولكن لم يقولوا لنا حتى الآن كيف سينفذون هذه المبادرة، يقفوا حيارى أمام رفض الطرف الآخر لنقل السلطة، هذا الموضوع يجب أن يتحرك أو يقولوا أنهم لم يعودوا قادرين وبالتالي نرفع أيدينا عن هذه المبادرات وهذه الأفكار وهذه الآراء، لذلك أعود وأقول أن الاعتماد على ما يطرحه الخارج دون العمل الثوري الذي بدأ والذي تحمل المسئولية الكاملة والذي سيكون له القول الفصل في كيفية عملية التغيير، هذه المسألة يجب التمسك بها ويجب أن تعطى حقها من كافة القوى السياسية ويجب ألا تغامر بحل سياسي بمعزل عن العملية الثورية.

ظهور صالح

' بعد إصابة الرئيس صالح في محاولة الاغتيال ومغادرته اليمن، شعر الشارع اليمني أن النظام شارف على الانهيار، وفجأة يظهر صالح على شاشة التلفاز ليعلن التحدي من جديد، هل فاجأكم هذه الظهور وما ذا يعني لكم ذلك؟

' أنا حقيقة أستغرب أن يتحدث البعض أنهم تفاجأوا بظهور الرئيس علي عبد الله صالح أو أنه خرج مصابا، الناس خرجت للشارع والرئيس في عز قوته، لم يخرجوا من أجل قتل علي عبد الله صالح ولم يكن في نية أي أحد منهم قتل علي صالح، بالعكس الناس خرجوا سلميا وظلوا يتحدثوا عن سلمية ثورتهم وقدموا تضحيات تحت راية سلمية الثورة، من الذي بدأ العنف؟ من الذي قتل الناس؟ ولم يكن هناك رهان إطلاقا على حادثة محاولة اغتيال صالح في دار الرئاسة أو غيرها، إذا لماذا يتم الحديث عن أن هناك مفاجأة في ظهور صالح أو في عودته لليمن، أنا شخصيا لا ارى أن هناك مفاجأة، بالعكس نحن ضد العنف، ونحن ندين كل ما حدث ونستطيع اليوم أن نقول أن هذه الثورة التي انطلقت مبكرا والنظام في عز قوته قادرة على الاستمرار في ظل كل الظروف ولذلك لا يشكل ظهور صالح ولا يشكل عودته لليمن أي معنى، بالعكس الاعلام الرسمي هو الذي لعب هذه اللعبة بهدف إحباط معنويات الناس، وإرباك الوضع بشكل عام. ودعني أربط موضوع ظهور صالح وعودته بالفكرة الأولى التي خرج من أجلها الناس والرئيس صالح في كامل قوته وخرجوا إلى الشوارع وهتفوا بإسقاط النظام وظلوا متمسكين بسلمية ثورتهم حتى اليوم. ولذلك أعتقد أن الذي بدأ يمارس العنف بقتل الناس في ساحات الحرية والتغيير هو الذي يتحمل هذه المسئولية وبالتالي ان الثورة لم تراهن في أي يوم من الأيام على أن نجاحها سيتم بقتل فلان أو إصابة علان، هذا نوع من التغرير الذي لعبه الاعلام الرسمي بهدف زعزعة معنويات الناس.

' لا زالت حادثة محاولة اغتيال صالح في دار الرئاسة شديدة الغموض ومحاطة بسرية تامة، هل لديكم اي معلومات بهذا الشأن؟

' نحن طالبنا ولازلنا نطالب بتحقيق مستقل وتحقيق يوضح الحقائق ورفضنا توظيف هذه الحادثة في العمل السياسي، وما يجري اليوم هو أن بقايا النظام وإعلامه يعملوا للأسف على توظيف هذه الحادثة في العمل السياسي ومتسترين على نتائج التحقيق وإذا حللنا خطابهم الاعلامي منذ اليوم الأول إلى اليوم سنجد أن هناك توظيف انتهازي لهذه الحادثة، وهو عمل يتنافى كلية مع حق الناس في التساؤل عمن قام بهذا العمل، لذلك ما نسمعه اليوم أحيانا اتهام القاعدة وأحيانا اتهام أمريكا وأحيانا فلان أو علان، وهذا كله توظيف يخفي الحقائق ونحن نطالب بتوضيح حقيقة ما حدث، أما توظيف هذه العملية في العمل السياسي ولصالح هدف سياسي قاصر وسطحي ويضر بمصالح اليمنيين ويضر بمصالح المجتمع وإذا أراد البعض أن يوظف هذا العمل بهدف الاستمرار في عملية العنف فأنا أعتقد أنهم يتحملون هذه المسؤولية.

' ما هي السيناريوهات المطروحة والخيارات المتاحة حاليا امامكم لحل المشكلة اليمنية وما هي أقصر الطرق لتحقيق أهداف الثورة الشعبية في اليمن، في ظل انحصار الحل بخيارين إما بالحسم العسكري أو بالتسوية السياسية؟

' أنا ضد العمل العسكري جملة وتفصيلا، بالعكس أنا أشعر أن الحديث عن اي خيار عسكري هو خيار ملغوم وهذا ما يسعى إليه من تبقى من هذا النظام وهو خيار الهاوية، أنا شخصيا ـ ويشاركني فيه الجميع ـ أعتقد أن الخيار الثوري السلمي وبأدواته السياسية هو الحل المناسب، وان الحديث عن سيناريو محدد وعن أبعاده لا أستطيع الجزم به، لكن لدينا حلقات من العملية السياسية قد تمت وحاضر فيها المجتمع الدولي وحاضرة فيها القوى السياسية المختلفة.

 أين نقاط الاتفاق والاختلاف؟ أين الزوايا التي يمكن تدميرها جزئيا أو كليا للوصول إلى معادلة جديدة، هذا يتوقف على مسألتين أن تبقى العملية الثورية حاضرة وقوية وهذا ما هو مطلوب وأن تبقى عيون السياسيين المرتبطين بالثورة مفتوحة حتى النهاية، حتى لا تبقى عملية تدمير الزوايا مركبة فقط على جهة واحدة، ومهملة بقية الجهات الأخرى.

لذلك أعتقد أن هذه المرحلة في غاية الأهمية ولكن كما قلت ان من مهمات العملية الثورية والقوى السياسية المرتبطة بها هي عدم تمكين بقايا النظام من خيار الهاوية، حيث يحاولون حاليا أن يدفعوا البلد نحو هذا الخيار، بعد ما رتبوا أنفسهم بشكل كامل وأمّنوا حياتهم لخوض ذلك، وهذا يفرض علينا السير في خطوط متكاملة، خيار العمل السياسي المتلازم مع خيار العمل الثوري السلمي.

' وما هي أولوياتكم اللاحقة لمرحلة ما بعد سقوط النظام؟

'عملية التغيير الشاملة التي أصبحت مطلبا ملحا لكل الناس، بسبب ما شاهدوه من إخفاقات النظام الحالي، وتتركز عملية التغيير حول عدة محاور الأول استكمال عملية نقل السلطة بشكل نهائي، الثاني إعادة هيكلة الجيش بشكل كامل وتكوين مجلس عسكري لإعادة هيكلة الجيش بشكل عام حتى يصبح جيشا وطنيا الهدف الأساسي منه حماية العملية السياسية والبناء والثالث تشكيل حكومة وحدة وطنية من كل الأطراف السياسية والرابع تشكيل مجلس وطني أو انتقالي أو سمّه ما شئت لإجراء عملية حوار وطني شاملة بهدف الوصول إلى حل المشكلات العالقة، بحيث تكون قضية الجنوب في المقدمة، بناء الدولة الوطنية اللامركزية، حل مشكلة الإرهاب أو وضع توجهات حقيقية وجادة لحل مشكلة الارهاب، والخامس وضع الدستور الذي يلبي الحاجة لهذه الدولة الوطنية وأخيرا التهيئة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة، هذه ست نقاط اي اتفاق يجب أن تكون حاضرة فيه وأنا أعتقد أنه يجب على الجميع أن ينظروا لهذه المسألة من هذه الزاوية، وهذه هي المرحلة الأولى في عملية التغيير، وبهذه النقاط ستنتج حالة موضوعية مناسبة للاستمرار في عملية الثورة، بمعنى ماهي ادوات الثورة بعد ذلك؟

أعتقد أن أدوات الثورة بعد أن تنجز هذه المهمات هي العملية السياسية والانتخابات، لأنه لا يمكن أن تنجز العملية الثورية إطلاقا بشكل إرادي وإنما تنجزها بعد أن تنجز مهماتها الرئيسية المتمثلة في إنجاز هذه الخطوات الأولى.

'فزاعة' القاعدة

' فزّاعة القاعدة كيف تقيّمون حجمها وما هي تقديراتكم لخطورتها في اليمن، وإلى أي مدى تعتقدون أن النظام استثمر قضية مكافحة الإرهاب لحشد الدعم الغربي والأمريكي تحديدا لاستمراره في السلطة؟

' أنا أعتقد أن قضية القاعدة والإرهاب في اليمن ـ باعتباره خطرا ـ يحتاج دائما إلى تحليل موضوعي وجاد ويجب أن نخرجه من التحليل الذي يتجه نحو المناكفات السياسية، اليوم الارهاب لدينا بسبب سياسات هذا النظام واستثماره له اصبح واقعا، وأصبح مشكلة سياسية، وعندما نتحدث عن الارهاب يجب ألا نقلل من شأنه، هو موجود دون شك، ولكن هذا النظام استثمره في الفترة الماضية لأسباب مرتبطة ببقائه في الحكم، وكان يقول للغرب أنا أحارب الإرهاب وكأن مبرر وجوده في الحكم هو بقاء الإرهاب، لذلك هذا التنازل أنشأ معادلة عجيبة وهي أنه إذا انتهى الإرهاب كأن بقاءه في الحكم ليس له معنى، فاتبع سياسة شريك في مكافحة الإرهاب ولكن مع استمرار الارهاب حتى يبقى المجتمع الدولي متمسك ببقائه في الحكم، هذه خربت الأوضاع في بلادنا وأنتجت وضعا مأساوي وما شاهدناه مؤخرا في مدينة زنجبار بمحافظة أبين وكيف حوصر معسكر اللواء 25 وهو يكافح الإرهاب، ولم يسمح بوصول الماء إليه، وظل الناس يتساءلوا أين هي القوى الأمنية والعسكرية التي دربها المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب، ولماذا لم تستخدم في مثل هذه المواقف. أنا أعتقد أن اللواء 25 تحمل مسئوليته في مكافحة الارهاب وفي أن يقول للعالم بأن المجتمع اليمني كله، بما فيه رجال القبائل الذي جاءوا لاحقا لمقاتلة الإرهابيين في أبين، تحملوا مسئوليتهم في مواجهة الارهاب بأبين وأن المنطق الذي كان يستخدمه النظام للمجتمع الدولي أثبت فعلا أنه منطق مغاير للواقع وأن القوى التي تم تدريبها لم تستخدم في مكافحة الإرهاب وإنما استخدمت ضد المتظاهرين في ساحات الاعتصامات، من هنا على المجتمع الدولي أن يعي تماما أنه في حاجة اليوم إلى إعادة تقييم فلسفته فيما يخص موضوع الارهاب في اليمن، وكيف يجب التعاطي مع هذا الموضوع. وفي الحقيقة نحن مع أن ينخرط الجميع في العملية السياسية، ولسنا مع إقصاء أي أحد، ولكن هذا الانخراط في العملية السياسية يجب أن يرتكز على قاعدة واحدة وهي أن تتخلى هذه القوى عن تمترسها وراء السلاح، وفي حين تخلت عن السلاح تصبح جزءا من العملية السياسية، ويفترض أن يعطى المجتمع اليمني فرصة الخيار الرشيد بعد أن تمهّد له الطريق، من أجل تجنيب البلد كل هذا التدهور وكل هذه المعاناة، التي يعيشها اليمنيون.

' بعد ستة أشهر من الثورة وما صاحبها من تضحيات وأزمات ومشكلات، إلى أين يسير اليمن حاليا؟

' أنا أعتقد أن بقايا هذا النظام تسير وفقا للاستراتيجية التالية، انها تريد أن توصل البلد إلى حافة الهاوية، وبعد ذلك تضع الناس أمام خيارين، إما خيار الهاوية والفوضى والدمار الشامل وإما خيار الحل الذي يريدونه، هذا طبعا ما أراده بقايا النظام. خيار الثورة خيار مختلف، ويجب أن يكون مختلف من خلال حرصها أولا على ألا تدخل البلد في الفوضى الشاملة وألا تدخل البلد في العنف، وهنا يلاحظ أن كل العنف الذي دار خلال الفترات الماضية كان دائما بعدوان مستمر من قبل النظام بهدف جر الجميع إلى العنف، ثانيا القوى الثورية والسياسية هدفها الرئيسي إيجاد الحل الذي من أجله خرج الناس إلى الشارع وقدموا التضحيات وهو أن هذا النظام فشل فشلا ذريعا منذ فترة مبكرة في إيجاد الحلول المناسبة لإخراج هذا البلد من مآزقه الوطنية السياسية والاقتصادية وغيرها ونحن نعرف أنه خلال الخمس السنوات الماضية دخلت البلد في حروب في صعده ووجدت مشكلة الجنوب ووجدت قضية الارهاب، والوضع الاقتصادي منهار وغيرها من القضايا التي كان على الناس أن يتحملوا بأنفسهم مسؤولية إخراج الوطن من هذا المأزق، ولكن النظام ظل طوال السنوات الماضية يمارس الحروب في صعده ويتخذ موقف سلبي من الوضع في الجنوب ويستثمر قضية الارهاب والوضع الاقتصادي ينهار ورقعة الفقر تزداد والفساد مستشري وفي نفس الوقت الخيار الديمقراطي الذي كان من الممكن أن يساعد نسبيا في تمثيل إرادة الناس من قول الكلمة المناسبة لإخراج البلد من المأزق تم القضاء عليه من خلال الانقلاب على الحوار السياسي، في تشرين أول (أكتوبر) الماضي، إذا هذا هو الوضع، ومن هنا نعتقد أن ما أراده النظام هو إما الهاوية أو أن يقبلوا بخياره، وأنا أعتقد أنهما خياران مرفوضان تماما، ونحن نعمل باتجاه إنقاذ البلد وهذا البلد هو مسئولية الجميع ولن نسمح بانهياره مهما كانت الظروف وسنعمل بكل ما نستطيع لكي نجنبه الانهيار، ولكن هذا على قاعدة التغيير السياسي الذي من شأنه أن يضع اليمن على قاعدة التطور خلال المرحلة القادمة.

*القدس العربي