إنها الجاهلية في حضرة العولمة يا سادة
بقلم/ فاطمة واصل
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 13 يوماً
الخميس 13 سبتمبر-أيلول 2012 08:28 م

ليس حبا في الولايات المتحدة ولا مقتا لليمن واليمنيين، ليس انتصارا لبلد على حساب بلد هو أنا وانتمائي وحبي، إنه قراءة في رواية الانتقام والثأر للدين والرسول. على قدر ما آلمني ذاك الاستهزاء الرخيص بشخصه الكريم (صلى الله عليه و سلم) أجدني اليوم أتوه في معمعة الخزي مما جرى للسفارة الأمريكية. غالبا ما تدفع الحكومات تهور بعض الأشخاص فالشعب العربي اليوم ودعوني أخص في هذا المقام ليبيا واليمن انتقما للمصطفى بطريقة لا تنم الا عن جهل تام عن تعاليم الدين الذي يثأرون له .

هذا الفيلم الذي أنتجه بعض من مدعي الفن، كان رديئا ولو شاهده بعضكم لاتضحت الرؤية أن هذا الفيلم كان فيه مبالغة كجاهل يقارع جاهلا آخر في مقواتة. وكل ما أدرج فيه لا يمت للحقيقة بصله، حوار الأديان لم يتسم دوما بالسطحية، هو غوص في أعماق التشابهات والاختلاف ، هو سبر لأغوار الحقائق وبروح تتسع لافاق تختفي بين ردهات الجديد دوما.

لماذا لم تقطع أمريكا مساعداتها واليمن مكان خصب للإرهاب؟ لماذا لم تغلق أزقتها وحواريها في وجه كل يمني يزورها أو يعيش فيها وثلة فيها لا يفقهون من لغتهم شيئا وتمتعوا بإنسانية ربما لم يعيشوها في اليمن؟ لماذا تنتشر المساجد ودور العلم على امتداد الولايات؟ لماذا يمارس المسلمون حرياتهم الدينية هناك دون خوف؟ بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وفيها من الأبرياء سقطوا مئات ، لا أنكر أن الأمور صارت أصعب من حيث الهجرة والدخول،ولكنها لا زالت تقدم لليمن معونات ليست بالهينة أبدا؛ وضمن هذا السياج يلوم العالم اليوم أمريكا عن الصمت تجاه سوريا وقبلها اليمن وليبيا ومصر، وحين تحتدم الأمور ويضيق الخناق وتسقط الأقنعة تمتد الأيادي ويكثر الاستنجاد ببساط أمريكا السحري الذي يمدنا بالآيفون واللابتوب والآيباد .

أمريكا يا سادة قدمت لليمن في العام 2011 مبلغ 116 مليون دولار كمساعدات إنسانية لليمن ولدعم للتحول المدني على أن تخصص 178 مليون للسنة المالية 2012 بحسب موقع وزارة الخارجية الأمريكية،و دراسة أخرى قدمتها الأمم المتحدة تفيد أن نصف المجتمع اليمني يعيش دون توفر الحد الأدنى للطعام وأن حوالي مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية. ربما هذا الكلام لا يعني شيء للكثيرين لكن العاقل المتأني الواعي يعلم بأن الرد يستلزم السلمية والتأني والتفكير في القادم.

البارحة ليبيا واليوم اليمن ، هل كان هذا تقليدا أم عدوى أم غيرة على الدين تتفاوت من بلد لبلد؟ أم ماذا؟. لا أظن أن النبي صلى الله عليه وسلم سيرضى لمثل هذه الهمجية وكأنكم تثبتون غباء ما ظهر في ذلك الفيلم الرديء ، قتلة وأشرار ومتبعون غاوون. ناهيك عن أن طاقم الممثلين أكدوا أنه تم غشهم في ذلك الفيلم الذي عرض في سينما فارغة من الحاضرين والذي كان ينم عن عدم الحرفية في التمثيل والتسمية والإنتاج بحسب ما أوردته الفوكس نيوز.

قاطعنا منتجات الدانمارك حينما أخطئوا في حق النبي ورسموه وكان ردا منطقيا ذكيا واقتصاديا مدمرا، وكان لا بد من مناداة وشجب ومطالبة بإنزال العقوبة على المتمادين الذين توسدوا سيرة النبي الكريم لإشباع شرورهم وحقدهم الدفين.

ما قمتم به اليوم يا أصحاب الحكمة اليمانية أثبتّم للعالم أن فقاعتهم ليست هواء وأن المسلمين مجرد دمى يحركهم غضبهم لا عقلهم والأناة التي يجب أن يتسموا بها. في عصر الرسول الكريم لم يهدد المسلمون آمنا، وكان جوارهم أمنا وخيرا. 

انتصروا للإسلام بسلميتكم، انتصروا للرسول بدماثة الخلق، أحبوه بإتباع سنته، سخروا أوقاتكم في الإنتاج لا الاستهلاك، اهجروا مجالس القات وأنتجوا لتظهروا للعالم قوة الدين وحمية المسلمين لان الحرق والسلب والنهب أمر سهل جدا لا يستوجب التفكير ولا يستلزم خططا سنوية. اصنعوا حضارة جديدة قوامها العلم والإنسان واسمها الإسلام، لك مني يا رسول الله كل حب واعتذر لك عن فعل غير المسلمين واعتذر قبلها عن جهل المسلمين وسأدعو الله أن يرحم قومي من جهل الفكرة وسوء التصرف.