ترامب يخسر معركته الأولى.. الاقتصاد الأمريكي يتهاوى
البنك المركزي الأوروبي يعلن عن أكبر خسارة على مدار تاريخه
هل تستطيع أوروبا الدفاع عن نفسها بدون دعم أميركي؟
توجيهات عسكرية مشددة من رئيس مجلس القيادة الرئاسي لوزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان ..تفاصيل
وفد حوثي يسافر سراً للمشاركة في تشييع حسن نصر الله ووفد أخر يغادر مطار صنعاء يتم الإعلان عنه.. إستياء واسع لحلفاء المسيرة .. جناح إيران يتفرد بكل التفاصيل
احتشاد قبلي مُهيب بمأرب.. قبائل مذحج وحمير تُعلن جاهزيتها الكاملة لمواجهة مليشيا الحوثي وتدعو التحالف العربي لمواصلة الدعم العسكري وتطالب الشرعية إعلان معركة التحرير
بيان توضيحي عاجل لشركة الغاز اليمنية حول الوضع التمويني وحقيقة تهريب مادة الغاز إلى الخارج
الشركة المالكة.لفيسبوك وواتساب وانستغرام تعلن عن نشر أطول كابل بحري بالعالم.. يربط القارات الخمس؟ خفايا وأطماع
مواجهات نارية في الدور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا
قرعة دور الستة عشر للدوري الأوروبي لكرة القدم
من الثابت علمياً أن عيون التماسيح ليس بها غدد دمعية كالأسماك
وأن ما نراه على عيونها ونظنه دموعاً ما هي إلا بقايا الماء الذي تعيش فيه
فهي إذاً دموع خداعٍ زائفةٍ ولذا يضرب بها المثل في الخداع والزيف ، وهذا ما يمكن قوله على تلك الدموع التي يذرفها الإعلام الرسمي الذي اتسم بالزيف والتضليل وبث الأكاذيب وتغييب الآخر عبر قنواته التلفزيونية وصحفه الكبرى ورجالات الزيف المأجورين وعلى رأسهم نائب وزير الإعلام (عبده الجندي) ، وتكتمل تراجيديا التباكي حسب شعيرة التماسيح كل جمعة في خطبة الجمعة التي يلقيها خطيب مأجور أمام جموع السبعين ، وتُختتم هذه السيمفونية من التباكي بخطاب الرئيس أمام مناصريه في ذات اليوم.
إنها صورة مقززة وتباكٍ مكشوف وزيف خادع لم يعد ينطلي إلا على البسطاء من الناس الذين يحتشدون كل جمعة في السبعين لتشييع النظام المتهالك ، أما الذي يعرفون حقيقة هذا النظام ويدركون حقيقة إعلامه الزائف ويعلمون كذب رجالاته المأجورين فلم يعد ينطلي عليهم أيّاً من هذه الأكاذيب ، ولا يستثير عواطفهم ذلك التباكي المكشوف ولا تلك الدموع التي تُذرف على طريقة التماسيح وهي تلتهم فريستها .
بدأ التباكي الزائف في إعلام النظام على مجموعة الناشطات اللاتي أُعتدي عليهن بالضرب من قبل جنود الفرقة الأولى أثناء مسيرةٍ نسائية إلى مكتب النائب العام ، حيث ظل الإعلام الرسمي يصور هذه الحادثة العابرة على أنها جريمة جسيمة ارتكبها شباب الثورة ومناصروهم ، واستمر يعزف على هذا الوتر في الوقت الذي يمارس فيه النظام أبشع صور الاعتداء على الناشطين من خطفٍ إلى ضربٍ إلى إقصاء ، ولم يترك النظام ساحة من ساحات الثورة إلا واعتدى عليها بالرصاص الحي والغاز السام والضرب بالهراوات وأعقاب البنادق وينتهي كل اعتداء بعدد من القتلى والجرحى والمختطفين ، وكل هذا لم يثر عواطف التباكي لدى الإعلام الرسمي كما أثارته حادثة الاعتداء على الناشطات الإعلاميات .
ثم ظهر التباكي الزائف في أتفه صوره على ذلك الرجل الذي أسموه (المسن) عندما صوروا أنه اعتدي عليه بالضرب حتى الموت من قبل شباب الثورة ، وذرف الإعلام الرسمي عليه دموع التماسيح طويلاً ، وزيادة في التباكي حكموا عليه بالموت وصلوا عليه صلاة الغائب في ميدان التحرير ، وطلع الرئيس في جمعته تلك متجاهلاً عشرات الشهداء ومئات الجرحى ليذرف الدمع على (الشيبة) الذي تعرض للضرب حتى الموت ، وما هي إلا أيام قلائل حتى ظهر (المسن) على قناة سبأ (عفطاً مقاتلاً) حياً يرزق وكأن الثوار قد أعادوه للحياة من جديد .. لقد كانت صورة ممجوجة من التباكي الزائف على رجلٍ زوده النظام بعصاً غليظة يعتدي بها على المتظاهرين السلميين ثم يذرف عليه دموع التماسيح عندما دافع الشباب عن أنفسهم وأمسكوا به وضربوه (وهو يستحق الضرب) طالما أنه اعتدى (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) ، وذنبه يحمل وزره من استغل حاجته وجاء به من قريته وزوده بالسلاح وجنده لمواجهة الأبرياء .. أقول هذا وأنا أشاهد يومياً العشرات من المسنين من بني مطر يعسكرون في ساحة مقابلة لمنزلي وهم يعتمرون السلاح الآلي ويحملون في أيديهم العصي الغليظة والفؤوس الحادة التي لا يتركونها حتى عندما يأتون للصلاة في المسجد .. كل ذلك التباكي الزائف والذي استمر طيلة أيام الأسبوع تجاهل خمسة عشر شهيداً من شباب الثورة سقطوا في نفس المكان وفي نفس اللحظة الذان ضُرب فيهما ذلك الرجل (العفط) .
وهذا الأسبوع ظهرت أكذوبة جديدة تُعزف عليها سيمفونية التباكي الزائف ، وتُذرف عليها الدموع ، وهي حادثة قطع لسان أحد الشعراء (المناصرين للشرعية) حسب زعم النظام وإعلامه الكاذب ، وإن صحت الحادثة فهي جريمة بشعة يدينها الثوار قبل غيره لأنهم هم الذين خرجوا من أجل الحرية وأياًّ كان الفاعل فهو يستحق العقاب الرادع، ولكن هذا التباكي على هذا المسكين لا يعفي النظام من مسؤوليته في ملاحقة المجرمين وتقديمهم للقضاء ليُقتص منهم القصاص العادل .. ولكن .. لماذا هذا الشاعر بالذات ؟ ومن يعرفه ؟ وماذا قال حتى يقطع لسانه ؟ ومن هو الغبي الذي قطع لسانه ثم لفه له في لفافة من البلاستيك وسلمه له ؟ وكيف استطاع هذا المجرم أن يفتح فم هذا المسكين والفم البشري يستعصي فتحه على العصبة أولي القوة ؟ ولماذا هذا المسكين بالذات هو الذي قُطع لسانه في حين أن هناك ألسنة كثيرة تقول فعلاً ما يستحق القطع ولا تقطع ألسنتها ؟
حقيقةً؛ لا أجد إجابات شافية لكل هذه التساؤلات إلا أن النظام قد أجاد افتعال الجرائم ثم التباكي على ضحاياها وفق طقوس التماسيح .. ولكنها تظل دموع التماسيح .