آخر الاخبار

المظاهرات الغاضبة تتجدد في عدن والمجلس الانتقالي يجتمع بنقابات عمالية ويتبنى خطابًا مرتبكًا مع تراجع شعبيته توجيهات جديدة وصارمة للبنك المركزي اليمني تهدف لتنظيم القطاع المصرفي على خطى مليشيا الحوثي .. المجلس الانتقالي الجنوبي يطالب بإعادة صياغة المناهج الدراسية وفقا لمقومات الهوية الجنوبية ... أجندة المنظمات الدولية وتسويق الوهم... نقاش اكاديمي بمحافظة مأرب ومطالب بفتح ملف التمويلات الدولية كلية الأدآب في العاصمة عدن تمنح الباحثة أفراح الحميقاني الدكتوراه وزارة الدفاع الاميركية تبلغ وزارة الدفاع السعودية التزامها في القضاء على قدرات الحوثيين ومنع إيران من تطوير قدراتها النووية إعلان أسماء الفائزين بجائزة محافظ مأرب للطالب المبدع .. فوز 18 متسابقا بينهم 10 فائزات من أصل 630 متنافسا ومتنافسة السعودية وأميركا تبحثان تطوير الشراكة في المجال العسكري والدفاعي.. وملف اليمن حاضراً جامعة عدن تنتصر للعلم وتلغي درجة ماجستير سرقها قيادي في المجلس الإنتقالي وتتخذ قرارات عقابية ''تفاصيل'' (تقرير) أزمة البحر الأحمر أعادت القراصنة الصوماليين وعلاقتهم بالحوثيين جعلتهم ''أكثر فتكًا''

اليمن وصلح الحديبية الثاني
بقلم/ ياسر الشرعبي
نشر منذ: 13 سنة و أسبوع و 3 أيام
الثلاثاء 14 فبراير-شباط 2012 04:13 م

تشهد اليمن منذ عرفتها أزمات, ونكبات وصراعات, يتجرع الشعب بسببها الغصص ويطلق الزفرات والآهات, مع يقينه بأن لا سبب لكل ما حدث ويحدث إلا تخطيط البابوات... بغية إثارة النعرات والمناطقية والطائفية...إلخ, واستمر ذلك حتى ظُن أن عجلة الحياة قد عادت إلى الخلف- وقد عادت- وأن الشعب قد دخل كهفاً مظلماً لن يستيقظ إلا بعد(ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا) عندها يكون الحكم قد توارثه أجياله..., لكنه تخطيط عشوائي شبيه بتخطيط المشاريع اليمنية... المواصفات شيء والمنفَذُ شيء آخر, ومع هذا كله كان الحر اليماني يرقب قدوم الغائب المنتظر, ويخرج إلى ذاته صبيحة كل مساء ليستقبل قدومه. وبعد سنين عجاف مصحوبة بالأمراض والتشوهات الخلقية والخلقية لذلك الجسم المتناسق في طبيعته بدأت ملامح الانفراج مع بزوغ ضوء لاح في أفق وطن عربي هناك.... يدعى تونس, ليعم بعده فجر الربيع ويمتد ليضيء أوكار الظلام, ويعرى كل من لبس أثواب الوعاظ وتصدر ليصادر الشعوب ويسلبهم إنسانيتهم .

إنه ربيع بدايته \"جذوة من نار\" مسبوق بشتاء جعل كل شيء يابساً قابلاً للاحتراق, وسهل سرعة سريان النار في الهشيم لتلتهم كل قابل للاحتراق. وصلت تلكم الشرارة إلى اليمن الميمون وكانت قابلة الاشتعال موجودة, اندلعت شرارة شباب اليمن الذي يرى أرضاً خضراء ذات رصيد تاريخي وحضاري - تتقزم أمامه كثير من البلدان- ينخره الدود, وتفتك به الأمراض, فما من مرض إلا وقد أصابها, حتى أصبحت ما فيها موضع إصبع إلا وفيه طعنة بفساد, وعندها بدأت الجموع والتجمهرات وانتشرت الساحات, وارتفعت الهتافات, وكثرت الجمع والتسميات, وقد تسبب هذا في إحداث صدمة لمن شتت البلاد بعصاباته, فحاول استيعاب الموقف وبدأ بالمراوغات والخطب والجمعات, وكثرت المبادرات والحذف عليها والإضافات, وهات يا مراوغات واشتراطات.... وبدأ قتل الشباب حتى ارتوت الأرض من دماء الشهداء لتنبت إصرارا منقطع النظر, وحباً عجيباً للتضحية, والسبب في ذلك هو أن المضحَى من أجله يستحق التضحية ... إنه بلد الإيمان والحكمة.

ومع التفنن في استراق نفوس الشباب,واختطافهم وإحراقهم إلا أن التضحيات كانت تزداد يوماً بعد يوم, وانتهت خاتمة المطاف بمبادرة ظاهرها الجور والتفريط بدماء الشهداء, وباطنها رحمة وإشفاق على دماء طاهرة, وأرض استعبدتها عائلة عليلة, ولا أظن أحداً يجهل صلح الحديبية.

نلقاكم يوم 21 فبراير , لنسدل الستار على سنين عجاف, ونبدأ مرحلة جديدة تتسع الجميع.