آخر الاخبار

الرئيس العليمي يتحدث عن دعم بريطاني جديد لقوات خفر السواحل اليمنية مقتل ثلاثة اشقاء برصاص قريب لهم في جريمة ثانية تشهدها محافظة عمران خلال يوم واحد توكل كرمان تسلم الأفغانية نيلا إبراهيمي جائزة السلام الدولية للأطفال 2024 أردوغان يحذر المنطقة والعالم من حرب كبيرة قادمة على الأبواب منتخبنا الوطني يصل البحرين للمشاركة في تصفيات كأس ديفيز للتنس وكلاء المحافظات غير المحررة يناقشون مستجدات الأوضاع ومستحقات المرحلة وتعزيز التنسيق وتوحيد الجهود انتشار مخيف لمرض السرطان في أحد المحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي .. مارب برس ينشر أرقام وإحصائيات رسمية خبير عسكري يكشف عن تحول وتطور جديد في المواجهة الأمريكية تجاه الحوثيين ولماذا استخدمت واشنطن قاذفات B2 وبدأت بقصف أهداف متحركة؟ عاجل: مقتل جندي حوثي شمال اليمن وسرقة راتبه وسلاحه في جريمة هزت المنطقة  المنتخب اليمني يطير إلى ماليزيا لإقامة معسكر ومباراة ودية استعداداً لكأس الخليج

أخطاء أمراء الحرب في اليمن
بقلم/ عارف الصرمي
نشر منذ: 8 سنوات و 7 أشهر و 28 يوماً
الأربعاء 23 مارس - آذار 2016 10:06 ص
لا يمكن فهم الحرب الدائرة في اليمن من سنة كاملة، سوى أنها حرب وصراع على السلطة، فمن سينتصر فيها غداً هو من سيحكم.
وهنا يكبر الوجع اليمني على الحاضر الذي تم تدميره، وعلى مستقبل مخلوقات الله بعد دمار الحرب.
فإذا كانت سنة واحدة فقط من هذه الحرب قد دمرت محافظات ومدناً وخلفت آلاف القتلى وأضعاف أضعافهم من الجرحى والمعاقين ومئات الآلاف من النازحين، فما الذي بقي للمنتصر إذاً ليحكمه غداً، إذا جاء هذا الغد بعد سنوات وقد أصبحت اليمن مجرد خرابة تتكوم فيها جثث القتلى، وبالكاد يتنفس فيه بقايا الأحياء من الفقراء والمعاقين.
أجزم قاطعاً أن جميع أمراء الحرب في اليمن قد أخطأوا في حساباتهم، هذا إذا كانت ثمة حسابات لديهم فعلاً.
فالعالم بعقلائه ومجانينه على حد سواء، لا يوقدون نيران الحروب ولايتقاتلون ويضحون بشعوبهم ودولهم، لكي ينتصروا ثم يحكموا خرابة.
للأسف الشديد في زمن الحروب لا يعمل بكامل طاقته الاستيعابية سوى عزرائيل.
ولاتتحدث غير البنادق والرصاص، ولا صوت يرتفع في كل مكان غير صوت المدافع والصواريخ والطائرات.
والصوت الوحيد الغائب دوماً هو صوت العقل وصوت الإنسانية.
إن الاستمرار في هذه الحرب ليس سوى ضرب من الجنون، وهو بكل المقاييس انتحار لكل من لا يزال لديه بقايا رصيد وطني أو شعبي في هذا البلد المنكوب، بكل من حكمه بالأمس ويحكمه اليوم، ومن يشعل فيه الحرب ليحكمه غداً.
على مدى سنة كاملة من الحرب، تؤكد كل الوقائع على الأرض أن السلاح والقتل والدمار لن يجلب النصر المؤزر لأحد.
وحتى وإن افترضنا أنه ربما يجيء يوماً لطرف، فسيكون بكل تأكيد نصراً لا طعم له غير المرارة.
وكل الحروب بين الاخوة الأعداء، دائماً ما يكون فيها المنتصر مهزوماً أخلاقياً. 
فضلاً عن أنه بكل تأكيد سيخرج من هذه الحرب منهكاً وهزيلاً يسهل ابتلاعه، وضعيفاً لا يقوى على إدارة دولة وحكم شعب.
ومع ذلك فهذا النصر المر -إذا جاء- فسيكون بالتأكيد متأخراً، ولم يعد أمامه ما يحصيه من الغنائم والمكاسب سوى خرابة كانت يوماً ما دولة اسمها اليمن! 
أما ما فيها فأكوام متكدسة من القتلى، وحولها بقايا أرواح من الجرحى والمعاقين وكلهم فقراء كانوا يوماً ما شعباً، أفراداً وجماعات أعزاء.
ولأن كل حروب الأرض تنتهي بالسياسة وبالصفقات التي تحقن الدماء، وتحافظ على بقايا الدول والشعوب، فالمؤكد أمام الأفق المنظور أن السياسة قد تأخرت كثيراً عن وظيفتها، وصارت هي المخرج الوحيد للكارثة الكبرى الموجودة الآن في اليمن. 
وإذا لم تحضر السياسة فلن نجد هنا في القادم وطناً.
لا أدري لماذا تجتمع المصائب وتقيم احتفالاتها دائماً في اليمن.
فلم يحدث أن كان هذا البلد سعيداً في تاريخه أبداً إلا على طريقة أدب العرب حين يسمون الأعمى بصيرا.