آخر الاخبار

رئيس الوزراء: عيدروس الزبيدي له موقف متقدم بخصوص القضية الجنوبية وأكد انه مع المجلس الرئاسي في معركته ضد الحوثيين عاجل : الجيش السوداني يعلن السيطرة على مصفاة نفطية كانت تغطي نصف احتياجات السودان لقاء قبلي واسع لأبناء وقبائل شرعب بشأن ماتعرض له مدير وكالة سبأ بمأرب جرائم متصاعدة في إب.. حرائق حوثية تلتهم سيارة مغترب وأحد الشقق التي يسكنها نساء وأطفال دعم سياسي امريكي من إدارة ترامب لرئيس الوزراء احمد بن مبارك رئيس هيئة أركان الجيش السوداني يعلن عن نصر استراتيجي من مقر القيادة العامة...ويكشف عن نقطة تحول حاسمة للشعب السوداني مأرب: ندعوة تدعو إلى تشكيل لجنة وطنية للحفاظ على الهوية اليمنية وتحصين ألأجيال شاهد: القسام تستعرض غنائم من سلاح النخبة الإسرائيلية في منصة تسليم المجندات الأسيرات وإسرائيل تعتبر الأمر ''إهانة'' عميد الأسرى الفلسطينيين يرى الحرية بعد 39 سنة في سجون الإحتلال.. من هو وما قصته؟ الحكومة اليمنية تعلن جاهزية الموانئ المحررة لاستقبال جميع الامدادات التجارية والإغاثية والخطوط الملاحية

ما الماء الذي تشربون؟؟
بقلم/ علي العقيلي
نشر منذ: 4 سنوات و 5 أشهر و 7 أيام
الثلاثاء 18 أغسطس-آب 2020 09:32 م
 

رجل طاعن في السن يتقدم الصفوف في جبهات القتال، ويقاتل بعزيمة لا تقهر ومعنوية تعانق السماء، لا يكل ولا يمل، يسابق الشباب في مقارعة مليشيا الحوثي الانقلابية وملاحقتها في الشعاب والأودية.

شيخ قبيلة له جاه ووجاهة ومكانة كبيرة، لا يبرح عن جبهات القتال، ويتنقل من موقع إلى آخر، ومن جبهة إلى أخرى، يسابق الأفراد في مجابهة مليشيا الحوثي والتنكيل بها.

شاب في مقتبل العمر، من أسرة مترفة ومنعمة، يقضي معظم وقته في جبهات القتال ويتعرض للإصابة تلو الأخرى ولا يبرح حتى الإعاقة أو الاستشهاد.

مسؤول حكومي، لديه مكتب ومقر ونطاق عمل، ويقوم بعمله على أكمل وجه، وفي نهاية دوامه وبعد منتصف كل يوم يتوجه ليقضي النصف الثاني في الجبهة ويشارك في معركة الدفاع عن الوطن.

هؤلاء هم شيوخ وشباب مجتمع بدوي لا يدرسون الوطنية ولا يقفون كل صباح في طابور يردد تحيا الجمهورية اليمنية، ولا يستيقظون على الهتافات الوطنية من المعسكرات والمدارس، ولا ينامون على أصوات الاذاعات والتلفزيونات وبرامج حب الوطن، ولا يزاحمون على منصة للحديث عن حب الوطن، ولم يسبق وأن تقلد أحداً منهم منصباً وزارياً وأقسم يمينياً دستورياً أن يحافظ على الوطن ويصون مكتسباته حتى نقول بأنه يقاتل ليبر بيمينه.

لكن ما الذي يجعل رجل طاعن في السن يسابق الشباب في ساحات الوغى ولا تفل من عزمه شراسة المعارك ووعورة التضاريس..؟؟ وما الذي يجعل شيخ له وجاهة ومكانة كبيرة في مجتمعه، يترك مجلسه الكبير ويتنقل كجندي بين الجبال طمعاً في ملاقاة العدو، وإذا أراد قسطاً من الراحة نام في العراء..؟؟ وما الذي يجعل شاب مترف يترك النعيم ويسابق رفاقه إلى جحيم الحرب ويفتديهم بروحه، وقد كان بإمكانه أن يقضي عمره في اللهو واللعب فكافة وسائل الراحة والترفُّه متاحة لها وفي متناول يده..؟؟ وما الذي يجعل مسؤول حكومي إلى جانب قيامه بعمله على أكمل وجه، يخرج كل يوم من مكتبه المكيف، ويتنقل تحت أشعة الشمس الحارقة وفي غبار الصحراء، ليس لتنزه ولكن للذود عن وطنه ويفتديه بروحه؟؟؟.

ما الدافع الذي يحملونه وكيف يتمتعون بكل هذا الحماس في الدفاع عن الوطن، ولم يسبق وأن أخذوا دروساً في الوطنية، ولم يكونوا ممن كانوا يتغنون بحب الوطن ويتحدثون عنه، ويهتفون باسمه في كل صباح وعلى كل منصة وفي كل قاعة ومؤتمر، ويرددون شعاراته في كل مناسبة ويرفعونها على الجدران والاسطح؟؟!!.

قد لا يجد البعض إلا أن يقول "ما الماء الذي تشربون" ومن أين تستقون هذه الوطنية التي تجري في عروقك كباركم في الشيوخ والافراد في المسؤول والمواطن في الغني والفقير؟؟.

هؤلاء لا يدرسون الوطنية، بل خُلقت في جيناتهم، حتى أصبحت وراثية فيهم.. وتجري عروقهم حتى أصبح فيهم الولاء للوطن والقبيلة فطرة وطبيعة.. لا ينفصلون عن بعضهم، ولا يتخلون عن مبادئهم وقيمهم، ولا يخذلون من استنصر بهم، ويموتون دونه ويفدون أرضهم وبعضهم بأرواحهم، ولا يقبلون العيش بلا كرامة.. وهم أكثر من يتابع أخبار الوطن ويقلقون لأجله ويموتون في سبيله.

لذلك من الطبيعي أن تجد الرجل الطاعن في السن وشيخ القبيلة والشاب المترف والمسؤول والتاجر ورجل الأعمال، كل هؤلاء صفاً واحداً في مقدمة الصفوف، تركوا خلفهم كل ما يملكون ولا يرون له قيمة بدون عزة وكرامة.

ومثلهم الكثير من أبناء اليمن من مختلف المحافظات من الأرياف والمدن يحملون نفس الجينات ويجري حب الوطن في عروقهم ولا يتغنون بالوطنية ويموتون بصمت.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
د. محمد جميح
الإفراج عن طاقم سفينة جالكسي لا علاقة له بصفقة غزة
د. محمد جميح
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد الجماعي
عن فيلم الطوفان
محمد الجماعي
كتابات
د. ضيف الله بن عمر الحدادمعركة مأرب المقدسة
د. ضيف الله بن عمر الحداد
د.أحمد عبيد بن دغراليمن في وجدانهم
د.أحمد عبيد بن دغر
مشاهدة المزيد