آخر الاخبار

رئيس الوزراء: عيدروس الزبيدي له موقف متقدم بخصوص القضية الجنوبية وأكد انه مع المجلس الرئاسي في معركته ضد الحوثيين عاجل : الجيش السوداني يعلن السيطرة على مصفاة نفطية كانت تغطي نصف احتياجات السودان لقاء قبلي واسع لأبناء وقبائل شرعب بشأن ماتعرض له مدير وكالة سبأ بمأرب جرائم متصاعدة في إب.. حرائق حوثية تلتهم سيارة مغترب وأحد الشقق التي يسكنها نساء وأطفال دعم سياسي امريكي من إدارة ترامب لرئيس الوزراء احمد بن مبارك رئيس هيئة أركان الجيش السوداني يعلن عن نصر استراتيجي من مقر القيادة العامة...ويكشف عن نقطة تحول حاسمة للشعب السوداني مأرب: ندعوة تدعو إلى تشكيل لجنة وطنية للحفاظ على الهوية اليمنية وتحصين ألأجيال شاهد: القسام تستعرض غنائم من سلاح النخبة الإسرائيلية في منصة تسليم المجندات الأسيرات وإسرائيل تعتبر الأمر ''إهانة'' عميد الأسرى الفلسطينيين يرى الحرية بعد 39 سنة في سجون الإحتلال.. من هو وما قصته؟ الحكومة اليمنية تعلن جاهزية الموانئ المحررة لاستقبال جميع الامدادات التجارية والإغاثية والخطوط الملاحية

الرئيس صالح ما لهُ وما عليه
بقلم/ علي أحمد العمراني
نشر منذ: 4 سنوات و شهر و 18 يوماً
الإثنين 07 ديسمبر-كانون الأول 2020 07:54 م
 

الذين يركزون على مزايا علي عبدالله صالح ، يرحمه الله ، سيجدون منها الكثير ، والذين يبحثون في مساوئ حكمه سيجدون منها الكثير أيضا .. كانت شعبية صالح تصعد إلى السماء أحيانا ، وأحيانا تتدنى إلى الحضيض ‪… وتارةً تحاول الجماهير حمله مع سيارته، مثلما حدث في عدن عشية تحقيق الوحدة ، ومرة تخرج الجماهير ، للشارع تقول : ( لا سنحاني بعد اليوم ! ) مع الإحترام لأهلنا الكرام في سنحان ..

ولو خرج صالح من السلطة في 2006 مثلما بادر وأعلن في البداية ، لدخل التاريخ من أوسع أبوابه ، في ظل وجود رؤساء عرب متشبثون بالحكم حتى الموت وحتى خراب الديار ، لكنه تراجع للأسف ، وقلت في مقابلة لصحيفة الأهالي في 2007 إن تراجع صالح عن قراره في عدم الترشيح في 2006 كان خطأً تاريخيا .. ولقد كان الأمر كذلك بالفعل ، وللأسف.. وكان ذلك قدره السيء وقدرنا أيضاً معه ..

عندما تراكمت الأخطاء الكبرى وبرزت الإختلالات الفادحة ، ونزل الحراك الجنوبي إلى الشارع يطالب بالإنفصال ، وكان الحوثي يعد للحرب السابعة ، وقد سيطر على الكثير من صعدة ، وبعض عمران والجوف ، وتحدثت المؤسسات الدولية كثيراً عن مآلات الدولة الفاشلة في اليمن ، كان كل ذلك إيذانا بحتمية التغيير .. ومع بزوغ الربيع العربي كانت اليمن هي الأكثر حاجة للتغيير من بين كل الأقطار العربيةً بشهادة المتابعين لأحوالها .. وكنا ندرك أن وضع اليمن حينها هو الأكثر هشاشة من بين كل الدول العربية ، وكتبت عشية سقوط مبارك مقالا بعنوان (اليمن وتونس ومصر تشابه واختلاف) تضمن الإشارة إلى المخاطر والهشاشة في وضع اليمن ، مع أهمية وضرورة الحاجة الى التغيير ..

كان الأمل أن يتم التغيير سلمياً وبأقل التكاليف ، ويكون عندنا رئيس سابق معزز مكرم مثلما هو حال الأمم المحترمة.. وأذكر أنني ختمت كلمتي في 6 مارس 2011 في ساحة التغيير بهذه العبارة(رئيس سابق معزز مكرم ).. وانتهت الأمور إلى أن يكون محصناً أيضاً .. لكن الرياح جرت بعد ذلك بما لا تشتهي السفن .. وبقية التفاصيل معروفة ..

لعل مصير صالح واستشهاده على أيدي الحوثيين ساء أكثر اليمنيين.. وترحم عليه حتى خصومه ..

وفِي الوقت الذي يجب تفهم دوافع قوى التغيير في العالم العربي ومنها اليمن ، بل خصوصا اليمن ، وهي دوافع مبررة ومشروعة رغم ما تسببت فيه الثورة المضادة من محن عظمى وكوارث كبرى وإجرام ، تقاسيها الأمة الآن في كثير من أقطارها وخصوصا في اليمن ، فلعل من المهم الان هو تحاشي الجدل حول صالح ، بماله وما عليه ، وترك ذلك للتاريخ ، والعمل على إعادة لحمة القوى الوطنية وتوحيدها لمواجهة مشروع الحوثي الظلامي ومشروع تفتيت اليمن التآمري ..

وقد يحسن هنا تذكر أن صالح كان لبعض الوقت شريك الاشتراكيين في تحقيق الوحدة والإستفتاء على دستورها ، وحليف الإصلاحيين في أكثر من مناسبة ومحطة ، ورئيس المؤتمريين متعددي التطلعات والرؤى والإهتمامات ، ورئيس اليمن لأكثر من ثلاثة عقود ، وخاض حروب وصراعات ، ومن الطبيعي أن يكون لمثله أنصار وخصوم ، وأن يكون الموقف منه جدليا بالنسبة لمعاصريه خصوصا بعد 2011 ..

ولكن من غير الحكمة والجدوى الإستغراق في الجدل والخلاف حول صالح الان ، ولا بد من التفرغ لما هو أهم وأعظم ، وهو تحرير اليمن من الكهنوت ، والذود عن كيانها الواحد .. ولا يكون ذلك إلا بتجاوز الخلافات والخصومات ، واستئناف العمل معاً من أجل اليمن.

وعلى الرغم من أخطائه الكبيرة والكثيرة ، فقد كان صالح ممن يستطيع تجاوز الخلافات وتكوين التحالفات بمرونة استثنائية حتى مع من كانوا خصوماً له ، لكن خانه ذكاؤه ومهارته وحدسه عندما تحالف مع الحوثي..

رحم الله الرئيس صالح وجميع ضحايا الفاشية الحوثية ، ووفقنا إلى تجاوز الخلافات والعداوات بما يخدم قضية شعبنا وتحرير أرضه والحفاظ على كيانه الواحد الذي يتعرض للتآمر والمخاطر ..