عذرا شامنا ..!!
بقلم/ اسامة احمد الفقيه
نشر منذ: 12 سنة و 3 أسابيع و 3 أيام
الإثنين 22 أكتوبر-تشرين الأول 2012 03:59 م

عذرا رسولنا الكريم حديثك الشريف " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " لم يعد له صدى في أذاننا .

عذرا شامنا نسينا وصية رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حين قال "عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله يسكنها خيرته من خلقه .."

رغم الضجيج الإعلامي الذي يعكس جزء من الدمار الحاصل في سوريا , إلا أننا نصر على أن نكون أمة صماء , تخوننا أعيننا رغما عنا لنرى جزء بسيطا نظنه أبشع ما يمكن رؤيته نستنكر... ونحوقل .. ونقول حسبي الله .. وكفى .

بينما الواقع تخاذل و تلاعب وتساهل, ضاعت كل قيم العروبة وضاعت قبلها مبادئ الدين ..

ما أكثر تخاذل مواقفنا كعرب ومسلمين , لم نعد نهتم بإخوان لنا يعيشون في أزقة وشوارع يلتحفون الخوف ويفترشون الدماء وفي كل ليلة يعانون من كوابيس الموت ويحلمون بالعيش الرغيد والحرية ويستيقظون وقد قضى الكثير منهم نحبه , قد تعداه الموت ليخطف أمه أو أباه أو أخاه .

ونحن .. يا للأسف نحوقل !!

نجتمع على رأس الساعة ونفرش سفرة الغداء ونسمع كل يوم خبر مفجعا كئيبا يغص لقمة الطعام .

طبيب عيون أهوج يحكي خزعبلات لا تمت للحقيقية شيء حاكها نظام فاسد أقرب للفناء منه للبقاء, هو ربما لا يعلم أن حبل الكذب قصير لكنه يعلم حقا أننا أمة لا يمكن هزيمتها ولا يمكن أن تترك حقها في الحياة والعيش الكريم .

" كل من طالب بحقه وناضل ورفض لما هو سيء أو قبيح ودعا لإصلاح ...!! نسب إلى جماعات إرهابية ترعاه دول أجنبية للقضاء على النظام المقاوم وعلى وحدة البلد " بينما الواقع يحكي أن الشعوب انتفضت وقررت الثورة والتغيير .

أي جماعات إرهابيه تلك التي يدعيها الإعلام السوري من بداية الثورة ويعلن أنه قد قضى عليها , هل تلك التي خرجت تتصدى لهجوم أسدي بشع كبشاعة وجه شخص ليس من اسمه شيء سوى الانتماء للمملكة الحيوانية ضد شعب أبدى رأيه في شوارع المدن بدت من الواضح أن شوارعها حتى ليس لهم , وبدأ فيهم التقتيل والتنكيل واحترف فنون الترهيب والتعذيب .

نعلم ما حصل في درعا في بداية الثورة حراك سلمي ولم يتشكل أي تنظيم عسكري , لكن المجازر التي ارتكبت وتكرار مجزرة تلو المجزرة ومذبحة تلو المذبحة في باب عمرو وفي جسر الشغور كان لابد من الدفاع عن النفس وهو حق , لذلك تشكل " الجيش السوري الحر " .

هذا النظام تاريخه أسود وإجرامي عبر التاريخ ولو عدنا إلى الثمانينيات وقبلها من رأس الأفعى وصديق الشيطان " حافظ الأسد " والعائلة الحاكمة إلى الآن ..!! لوجدنا أن هذا النظام وسمة العار على هذا البلد العريق وما يحدث الآن أبشع بكثير..

وربما كانت سبب بشاعته موقفنا المتخاذل كمسلمين وعرب , والاكتفاء بالحزن والبكاء والشجب والتنديد .

مجرد صرخات غضب في " تغريدة " ونعت شخصيات سيئة أو فريدة وفي أخر الـ "140 " حرفا " فضلا أعد التغريدة "

مازلنا نحتاج للعزة التي تجعلنا نقول للظالم " قف عند حدك " نحتاج لإصلاح أحوالنا لكي نتصدر الأمم , نحتاج لقيادات يدركون حجم المسؤولية التي عليهم وأنهم عند مستوى المسؤولية .

عذرا شامنا.