آخر الاخبار
كسب الشعب الرهان
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 21 يوماً
الإثنين 25 إبريل-نيسان 2011 07:29 م

كم ردد على مسامعنا الرئيس السابق علي عبد الله صالح من عبارات التخويف والترهيب عن اليمن وهمجية رجاله وشراسة قبائله وعن حجم السلاح المتوفر لديهم وما تعانيه البلاد من ثارات ومشاكل قبلية .. وكم أكد في خطاباته على أن اليمن في حالة خروجه من الحكم سينتهي إلى الهاوية وسيتفرق أشتاتا وستحدث فيه من الفتن ما لا يعد ولا يحصى .. وفي كل خطاب له يمنح العالم الخارجي صورة مشوهة عن هذا الشعب العظيم .. ويطبع في مخيلة كل سامع في الداخل والخارج نموذجا عن وحشية هذا المواطن وهمجية هذه القبيلة الكريمة ..! لقد هددنا بحرب من طاقة إلى طاقة .. وها أنت أيها الشعب الهمام ترد عليه بأنها سلمية من ساحة إلى ساحة .. ففي ظل الأحداث المتلاحقة في الوطن يثبت الشعب عن مدى حضارته وسلميته وسلاسته في التعامل مع الحدث فهاهو يسطر أروع مآثر السلم والسلام تاركا بندقيته التي لا تفارقه وضاربا عرض الحائط بكل تراكماته القبلية السيئة من نزاعات وثارات ويندمج بكل أريحية واتزان في صفوف ثورة الشعب والشباب .. وهاهو يوميا بالمواقف العملية المشرفة يكشف زيف خطابات كبير الكذابين ( كما أسماه الأستاذ أحمد طلان ) وهي مواقف تثبت للعالم أن اليمن بخير وأن شعبنا أكثر تحضرا من شعوبهم الراقية كما يدعون .. ويثبتون للرئيس الكذاب أننا لن نندفع وراء عصبياتنا ولن نسفك دماء بعضنا ولن ننشر الفتنة والفوضى كما يردد ويقول .. ولكننا سنعلم العالم بأجمعه كيف يتم صنع النصر سلميا وغدا ستكون تجربتنا هذه إحدى مقررات الدراسة في الجامعات العالمية .. وكيف استطاع شعب مسلح شرس أن يصبر ويتحمل هذا الشر والطغيان ويتصدى لكل ذلك القهر بصدور عارية وقلوب مطمئنة .. شعب ما زال للقبيلة فيه انتماء وطاعة وما زالت رواسب السطوة وحكم الأقوياء تعيش في كيانه ولكنه برغم ذلك ترك بندقيته التي لا تفارقه في حله وترحاله ونومه ويقظته .. تركها طوعا وبكل رضا حينما دخل ساحة اعتصام ثورة الشباب السلمية .. وهاهو بكل شراسته تراه ينقاد طواعية لأي أمر وتوجيه ولا يخجل من أن يكون فاعلا في أي لجنة من لجان الاعتصام .. كان قبلها إذا استفزه كائن من كان يسارع إلى سلاحه مقاتلا واليوم يستفزه النظام بكل أنواع القهر والتحدي ولكنه يردد بكل يقين وثقة : سلمية .. سلمية .. لقد أخزاك الله يا كبير الكذابين فهاهو الشعب يكذب كلامك ويكسب الرهان بل ويثبت أن كل شر في الوطن أنت صانعه وما كان من التفلت الأمني وتقطع الطرقات وتفشي الفساد والثارات وترديد نعرات الانفصال والتفرقة بين أبناء الشعب إنما هي نتاج سياستك الفاشلة والمقصودة حتى يتسنى لك حكم البلاد براحة في ظل هذا الهرج الكبير ..

ـ كسب الشعب الرهان حينما صبر وأنت أيها المجنون تستخدم ضده أسلحة ما استخدمها اليهود على أبناء غزة .. أسلحة مبتكرة من عقل إجرامي كبير .. لقد رششتهم بماء المجاري مخلوطا بمواد حارقة ..

ـ كسب الشعب الرهان وأنت ترجمه بقنابل الغاز المنتهي مفعوله والمتضاعف ضرره على الناس ..

ـ كسب الشعب الرهان وهو يسمعك تتهم أخواته وأمهاته وأزواجه بالتهم الرخيصة الدنيئة وهو شعب لا يقبل الضيم على نفسه فكيف به عند عرضه وشرفه ..

ـ كسب الشعب الرهان وأنت تدفعه إلى المواجهات المسلحة بعدوانك عليه وهو يقهرك بالصبر والسلم في ساحات ما عهد اليمني نفسه فيها إلا عنيفا مجالدا ..

ـ كسب الشعب الرهان حينما تنازل طواعية عن كثير من انتماءاته وعصبياته وقوانين قبيلته وعشيرته وصار انتماءه الأول لهذه الثورة وما تحمله من أهداف سامية وغايات نبيلة

ـ كسب الشعب الرهان وهو ينظر إليك وأنت تنفق المال على أعوانك ومنافقيك ليجتمعوا لك في ميدان التحرير وكل جمعة في السبعين ليرسموا لك صورة مزيفة عن شرعية حكمك المنتهي فعليا مع أول شهيد سقط في الميدان

ـ كسب الشعب الرهان وهو يراك تترنح وتتهاوى يوما بعد يوم وينفطر عقد حكومتك ويتخلى عنك أعوانك .. شاب شعرك .. جف حلقك .. بح صوتك .. زاغ بصرك .. وقريبا سيكون سقوطك مدويا كبيرا بقدر صمود هذا الشعب العظيم

ولست متناقضا حين أقول أن ثورتنا ثورة سلمية وستبقى سلمية ولكنني ما زلت أطالب بان تكون ثورة سلمية متحركة متقدمة .. يهز هدير أصواتها عرش الطغاة ويفجر غليان شعاراتها قصور العتاة .. أكان ذلك يوم جمعة أو اثنين لا يهمنا تحديد اليوم المبين ..

أكثر ما يهمنا إسقاط النظام ومحاسبته بثورة الثوار ..

لا تنحيته ونجاته بالتفاوض والحوار .